القاهرة 04 فبراير 2020 الساعة 10:10 ص
كتب: عاطف محمد عبد المجيد
في مقدمته لكتابه "الآثار السياسية للإنترنت" الصادر حديثًا عن الهيئة المصرية العامة للكتاب، يقول خالد محيى الدين شرقاوي إن النصف الثاني من القرن العشرين شهد تطورًا مذهلًا في مجالي الإلكترونيات والاتصالات، أدى إلى ظهور الهواتف المحمولة وأجهزة الحاسب الشخصي، وما تبع ذلك من تطور سريع في النظم والتطبيقات والخدمات التي أصبحت متاحة للمليارات على سطح الأرض. هنا يقول الكاتب أيضًا إنه وعلى المستوى السياسي أصبح موضوع تأثير الإنترنت محل اهتمام عدد كبير من الحكومات والباحثين ومنظمات المجتمع المدني، ويأتي كتابه هذا منطلقًا من هذه الأهمية، محاولًا فيه أن يبين الآثار السياسية للإنترنت على الدول وعلى المجتمعات في عالمنا المعاصر.
تاريخ الإنترنت
الكاتب، متحدثًا عن تعريف الإنترنت، يقول إن تعريف الإنترنت يختلف من الإعلامي للتربوي ومن المهندس للاقتصادي وهكذا، ولهذا هناك العديد من التعريفات لشبكة المعلومات الدولية "الإنترنت"، ذاكرًا منها، على سبيل المثال، أنها هي نظام المعلومات العالمي الذي يتصل بعضه ببعض بواسطة عناوين متفردة معتمدة على بروتوكول الإنترنت IP أو لواحقه وتوابعه الفرعية ويكون قادرًا على دعم الاتصالات.
كذلك يذكر الكاتب أن تاريخ الإنترنت يرجع إلى أوائل الستينيات، ذاكرًا خصائصه وهي الكونية، الفورية، اللاتزامنية، قابلية التحول، قابلية التوصيل، التطور السريع، التوسعية والحركية، التنوع وتعدد الاستخدامات، الاقتصادية، الشيوع، وسهولة الاستخدام. كما يتحدث محي الدين عن الآثار السياسية الداخلية للإنترنت وتأثيره على المؤسسات السياسية الرسمية والتشريعية، مضيفًا أن الإنترنت تلعب الدور الرئيسي في دعم مؤشرات البرلمان الإلكتروني الديمقراطي، بوصفها وليدة ثورة تكنولوجيا المعلومات والاتصالات. الكاتب يقول إن شبكة الإنترنت قد استطاعت أن تساعد أعضاء البرلمان في التواصل مع المواطنين من خلال البريد الإلكتروني، وإمكانية وجود موقع تفاعلي للبرلمان، ودعم قدرة الأعضاء على التواصل مع الناخبين.
تأثير الإنترنت
كذلك يكتب محي الدين هنا عن تأثير الإنترنت على الأفراد قائلًا إن الإنترنت قد جعلت من جيل مجتمع المعلومات أول جيل من المواطنين يستطيع أن يرى ويسمع ويصدر رأيًا على زعمائه في وقت واحد وفورًا، حيث يستطيع الأشخاص التعبير عن أفكارهم وانتقاداتهم بكل حرية على الإنترنت من خلال ما يعرف بالمدونات الشخصية. هنا أيضًا يؤكد المؤلف أن الإنترنت كان لها دور فعال في تشكيل الوعي لدى جميع فئات المجتمع وخاصة الشباب. ومن الآثار الإيجابية للإنترنت يعدد الكاتب: ظهور مفهوم الديمقراطية الإلكترونية، والتصويت من خلال الرسائل النصية ومن خلال أجهزة التصويت الإلكترونية والتصويت الرقمي.
ومما أتاحته شبكة الإنترنت التصويت في الانتخابات، والاهتمام بمتابعة الأمور السياسية، والمناقشات السياسية وإبداء الآراء فيها سواء بالمعارضة أو بالموافقة. وفي سياق حديث الكاتب عن موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، يقول إنه لا يمكن إنكار دوره في إنجاح الثورات العربية، حيث لعب دورًا بارزًا في تواصل المواطنين مع بعضهم البعض، وتداول ما كان يحدث في الشارع العربي بالصوت والصورة أولاً بأول. كذلك لا يمكن تجاهل مواقع التواصل الاجتماعي التي كان لها دور فاعل في تفعيل القدرة على المشاركة في الحياة السياسية. هنا كذلك يعدد الكاتب الآثار السلبية لشبكة الإنترنت ذاكرًا منها تراجع الشعور بالولاء والانتماء الوطني، وتفشي ظاهرة التعصب والكراهية على أساس فئوي. كما يكتب محيى الدين هنا عن تأثير الإنترنت على الأحزاب السياسية، إذ ساعد الإنترنت هذه الأحزاب في التنسيق والتخطيط لأنشطتها بصورة مستمرة وبشكل أسرع. ومتحدثًا عن حرب الفضاء الإلكتروني، يقول المؤلف إنه إذا كان اكتشاف البارود قد غيّر ملامح الحرب، فإن التحكم في مسارات الدولة الحديثة معلوماتيًّا أضحى قادرًا على إصابة الدول الكبرى بالشلل والهزيمة من دون أن تطلق رصاصة واحدة، وما يجعل حرب الفضاء الإلكتروني ممكنة وجود عيوب في تصميم الإنترنت، ووجود عيوب في المعدات والبرمجيات، والاتجاه إلى توصيل المزيد من الأجهزة والآلات الحيوية شبكيًّا.
هنا أيضًا، وفي كتابه هذا، يكتب محيى الدين عن الآثار السياسية الخارجية للإنترنت، وعن تأثير الإنترنت على أهداف السياسة الخارجية للدولة، وعلى أدواتها السياسية الخارجية، كما يكتب عن تأثيره على منظمات المجتمع المدني.