القاهرة 04 فبراير 2020 الساعة 10:06 ص
حوار: صلاح صيام
نواصل الحوار مع الشاعر اليمني محمد حمود الحميري، حول أوجاع أصحاب القوافي وهموم الشعراء..
** لم انخفضت مبيعات الشعر وصارت دور النشر تتجاهل نشره؟
* أظن أن ذلك يعود لسببين: الأول هو ظهور وسائل التواصل الاجتماعي والشبكة العنكبوتية التي حدت من سلطة دور النشر والمخطوطات الورقية، حيث أصبح القارئ يجد في الشبكة العنكبوتية بغيته بكلفة وجهد أقل هذا ما قلص من حجم الفوائد المادية العائدة على دور النشر وما جعلها تتحرى نشر الأعمال للشعراء ذوي الصيت الواسع بعيدا عن معيار الإبداع، وذلك للإقبال على اقتناء أعمالهم فيما تعرض الشعراء الناشئين للإقصاء والذين هم بحاجة للاحتواء بالدرجة الأولى. وأما السبب الثاني تدني مستوى ذائقة المثقف الذي أصبحت تستهويه الوجبات الأدبية الخفيفة ككتب النكت ورسائل الغرام وتفسير الأحلام والأدب العامي ومنشورات وسائل التواصل الاجتماعي إضافة إلى استئثار الإعلام المرئي بالحظ الأكبر في الساحة، فأصبح وللأسف القراء قليلون رغم أننا أمة أول ما أمرت به في كتابها المقدس القراءة، لاسيما القراء من ذوي الذائقة الرفيعة.
** نشر قصيدة الآن فى صحيفة ورقية يحتاج إلى معجزة.. من المسؤول وما الحل؟
* المسؤول الأول السلطات المتمثلة بوزارة الثقافة والتي يكاد ينحسر جهدها لنشر القليل من الأعمال التي لا تخلو من المحابة والوساطة فتجدها أحياناً توصي تنشر دواوين شعرية لا تساوي ثمن الحبر الذي كتبت به في حين هناك دواوين فضفاضة الذهول لم تر النور؛ لأنها وليدة لشعراء مغمورين، الحل يجب دعم دور النشر للتوسيع من نشر الأعمال الأدبية وتقليل ثمن الكتاب وبذل الجهد لا يصله إلى يد القارئ بالقليل من الجهد والكلفة.
**هل نملك اليوم شعراء جادين؟
* كثير هم الشعراء الجادون نجد منهم المعروفين في الساحة الأدبية والذين لهم صولات وجولات في ميدان الكلمة ولا يمكن الوقوف عند أسماء بعينها فهم كثر. ومنهم المغمورون في غيابات جب الإقصاء ولابد من سيارةِ احتواء لانتشال أعمالهم من تلك الغيابات إلى مدائن النور وتنصيب أصحابها أمراءً على خزائن الأبجدية.
** كيف نعيد المجد لديوان العرب؟
* تركيز الاهتمام بالمواهب الأدبية خصوصاً فئة الشباب وإثراء الساحة الأدبية بالمزيد من المنتديات والجوائز الثقافية، إعناء أصحاب المواهب الأدبية بالمزيد من الدعم المعنوي والمادي وتخفيف العوائق التي تحد من الإبداع تنبيه الجهات المعنية لاكتشاف المواهب منذ المراحل المبكرة ورعايتها وتوجيهها، التشجيع على النشر والاطلاع بإقامة ندوات والتوسع في نشر المكتبات المركزية.
** ما هي العوائق الرئيسية التي تمثل حجر عثرة للحيلولة بين الشعراء والإبداع؟
* العوائق كثيرة وسأكتفي بذكر بعضها، أهم تلك العوائق هو قلة الدعم المادي والمعنوي معاً من الجهات الرسمية المختصة وغير الرسمية؛ حيث إن الشاعر يجب أن يتفرغ للشعر تماماً ليبدع، وبالأحرى أن يمتهن الشعر ويصب جلّ اهتمامه عليه ولذلك يجب أن يكون هناك جهات تتبنى رعايته الشعراء وهذا نادر؛ مما قلل من النتاج والإبداع، حيث يتشظى جهد الشاعر في توفير الالتزامات الملقاة على عاتقة والموهبة حتى إن هناك من الموهوبين من ترك الشعر لعدم القدرة على الجمع بين العمل الذي يكسب من وراءه لقمة العيش وممارسة هذه الهواية فيما بعض الشعراء ممن أعرف يعاني من حالة اكتئاب وأزمة نفسية نتيجة لظروفه المعيشية والصحية والتي لم يستطع التغلب على معاناتها فكيف نطالب أمثال هؤلاء بالإبداع، كما يجب إقامة المزيد من الملتقيات الثقافية ودمج الشعراء الشباب بالأكثر خبرة للاستفادة منهم فالشاعر ابن بيئته وثقافته كما يقال.