القاهرة 27 يناير 2020 الساعة 10:58 م
كتبت : نهاد المدني
في إطار فعاليات اليوم السادس لمعرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته ال51، أقيمت ندوة عن شخصية المعرض الدكتور جمال حمدان بعنوان "جمال حمدان سارد المدن والعواصم"؛ وذلك بالقاعة الرئيسية في بلازا 1، بمشاركة كل من الدكتور إسماعيل محمد إسماعيل، والدكتور أشرف على عبده، والدكتور توفيق مزوز من الجزائر، والدكتورة رشا حسين، وادارها الدكتور هاني أبو العلا.
قدم الدكتور هاني أبو العلا في بداية الندوة ملخص حول حياة العالم جمال حمدان فقال : "اهتم حمدان بالعلاقة بين الإنسان والمكان والزمان حتى لا يغلب طرف علي الأخر، وبالرغم من وجود جغرافيين كثيرون في وقته الا أنه صعد المنافسة لقوله أن الجغرافي هو الأقدر على شرح وطنه"، واستشهد بأحدى مقولات حمدان "أن الجغرافيا تاريخ قد توقف، والتاريخ جغرافيا متحركة".
وبدأ الدكتور توفيق مزوز، المهندس المعماري الجزائري حديثه قائلا: إن فلسفة البعد الإنساني في قراءة المكان تعد ترجمة لعبقرية حمدان، موضحاً: «لم تقتصر دراسة المكان على علم بذاته ولا تخصص بعينه، وأضحى مادة خصبة لمباحث الفلسفة، وعلم النفس، وعلم الاجتماع، والجغرافيا وغيرهم، فتعدد الباحثون في هذا المجال وتشعبت آراؤهم في تفسير المكان وأبعاده، وقلة قليلة هي التي استطاعت أن تبحر في عمق مكونات الأبعاد المختلفة للمكان، وهذا المزج والجمع لا يأتيان إلا من عبقرية نادرة، وهو ما توافق مع شخصية جمال حمدان»، مشيراً إلى أن حمدان كان أول من قال إن الشخصية الإقليمية أكبر كثيراً من مساحة الإقليم، وهو من أدخل البعد البشري للخصائص الهندسية للمكان.
فيما قال الدكتور إسماعيل على إسماعيل، أستاذ الجغرافيا، إن كتاب القاهرة لـ«ديزمونت استيوارت»، والذي كتب له جمال حمدان مقدمته، استعرض فيها كل ما يخص الكتلة العمرانية الحضرية للقاهرة من حيث ماهية المشكلات والحلول من وجهة نظر علم الجغرافيا، وكذلك البعد التطبيقي الذي ارتكز على هموم المجتمع، لذلك التزم «حمدان» في مقدمته بالمنهجية الجغرافية في تناول الموضوع من كل جوانبه، وذكر في كل ما جاء في الكتاب في أن موقع القاهرة هو من فرض نفسه عاصمة لمصر.
فيما استعرض الدكتور أشرف عبده، أستاذ الجغرافيا البشرية بكلية الآداب جامعة القاهرة، محتوى كتاب «جغرافية المدن» لجمال حمدان، وقال إن هذا الكتاب كان مجرد مذكرة لحمدان يقوم بالشرح منها للطلبة بالخرطوم، ولكنه فوجئ أن بعض الأساتذة كانوا يأخذونها ويدرسونها أيضاً، فوضعها في هذا الكتاب، ولفت «عبده» النظر إلى أن حمدان كتب هذا الكتاب في نهاية خمسينيات القرن الماضي، وهي مرحلة الحداثة عند حمدان بعد عودته من أوروبا متأثراً بفلسفة المادة في المدرسة البريطانية، لذلك خرج الإطار البحثي لهذا الكتاب بثلاث نقاط تتحكم في علم الجغرافيا هو «الإقليم – التحليل المكاني – مشهد المدينة من الخارج»، وقام بشرح القاهرة على هذا الأساس، وقال إنها نقطة التقاء الدلتا بالوادي، والصحراء بالنيل، وهو ما جعل موقعها يفرض حماية لها من كل الاتجاهات، خاصة أنه تقع بين هضبة المقطم ونهر النيل.
وأضاف «عبده» أن حمدان تحدث عن مشكلات القاهرة ولخصها في أن التضخم الحضري تجاوز السقف الأعلى لحجمها، ولا يجب أن تنمو أكثر من ذلك، فطرح فكرة إقامة عاصمة جديدة في مثلي حدود القاهرة والسويس والإسماعيلية، على بعد 80 كيلو من البحيرات المرة، وهو ما تم بالفعل وتم إنشاء العاصمة الإدارية الجديدة في هذه المساحة.
والجدير بالذكر أن فعاليات الدورة الـ51 لمعرض القاهرة الدولي للكتاب، قد انطلقت الأربعاء 22 يناير الجاري، على أن تستمر حتى 4 فبراير المقبل، تحت عنوان "مصر أفريقيا.. ثقافة التنوع"، وتحل السنغال ضيف شرف هذه الدورة، وجرى اختيار العالم المصري الدكتور جمال حمدان شخصية المعرض هذا العام.