القاهرة 14 يناير 2020 الساعة 10:48 ص
ترجمة وإعداد: محمد زين العابدين
جسم الإنسان هو عالم معقد مليء بالألغاز والأسرار التي تدل على عظمة صنع الخالق العظيم لكل خلية وعضو وجهاز من أجهزة الجسم التي تعمل وفق أداء منظم بشكل دقيق جداً.. وفيما يلي نستكشف معاً بعض الأسرار البسيطة والمدهشة.
*لماذا تكون الأمخاخ البشرية كبيرة الحجم جداً؟
أحد الاحتمالات أن الأمخاخ الكبيرة أكثر إثارة، فالشخص الذي يستطيع تأليف الموسيقى وإبداع الفنون، ورواية القصص ربما يكون أكثر جاذبية لرفاقه المحتملين، ولكن في التسعينيات افترض عالم الأنثروبولوجيا "روبن دنبر" أن البشر ربما يحتاجون إلى الأدمغة الكبيرة أيضاً للتمكن من مواصلة حياتهم الاجتماعية المعقدة، فدوائر الحياة الاجتماعية البشرية تضم عادة حوالي 150 فرداً مقارنة بخمسين فرداً في الشمبانزي، والمجموعات الاجتماعية الأكبر تضم عدداً أكبر من العلاقات المتبادلة، ويعتمد بقاؤنا ونجاحنا على القدرة على الاستجابة والتنبؤ بسلوك أقراننا.
ويتصل بهذا الموضوع أيضاً فكرة السيطرة الاجتماعية، فبمجرد أن بدأ أسلافنا في السيطرة على بيئتهم، كانت أكبر التهديدات بالنسبة لهم متمثلة في البشر الآخرين؛ فصراعات القيادة فيما بينهم، وصراعاتهم مع القبائل أعطت الأفضلية للبشر الأكثر ذكاء أكثر من البشر الذين تميزوا فقط بأنهم أقوى.
*لماذا لا نتذكر بواكير حياتنا؟
إن عدم قدرتنا على تذكر أى شيء حدث لنا فيما قبل سن الثالثة أو الرابعة يشار إليه باسم (فقدان الذاكرة الطفولية)، وهو حتى الآن مجهول السبب إلى حد ما. نحن نعلم أن الأطفال حديثي العمر يمكنهم تكوين ذكريات طويلة الأمد؛ قم بالدردشة مع طفل عمره ثلاث سنوات حول الأحداث الماضية، وسوف ترى بنفسك.
الحقيقة أن إحدى الدراسات أظهرت أن أطفالاً يبلغون من العمر ثلاث سنوات تمكنوا من تذكر شخص بالغ قابلوه عندما لم يكن عمرهم يتعدى عاماً واحداً؛ ولكن لسبب ما، ربما يتعلق بعدم نضج العمليات التي تحدث في ذاكرة الطفل الحديث العمر، فإن ذكرياتنا المبكرة أكثر يتم فقدها بمضي الزمن حتى بلوغنا السابعة من العمر.
*ما هو الفرق بين التخدير والنوم؟
لو استخدم عالم متخصص في الأعصاب جهاز تصوير كهربية المخ (EEG) لتسجيل النشاط الكهربي لمخك عندما تكون تحت تأثير التخدير، فسوف تبدو النتائج مختلفة عما سوف تظهر عندما تكون نائماً.
في الواقع، فإن موجات الدماغ تحت التخدير تشبه بشكل أوضح تلك التي تشاهد عندما - لا قدر الله- يصاب شخص بغيبوبة بعد مرض في المخ أو إصابة مؤثرة في دماغه.
في الغالب يقوم الأطباء بإخبار مرضاهم أنهم سيتم تنويمهم خلال إجراء العملية الجراحية لهم، ولكن نظراً للتأثيرات العصبية للتخدير، ربما سوف يكون أكثر دقة في التعبير عن الحالة (وأكثر إثارة للقلق بالطبع) أن يتم إخبارهم أنهم سوف يتم إخضاعهم للوجه الآخر من الغيبوبة.
*لماذا لا تكون اختبارات الحمض النووي دقيقة بنسبة 100 % ؟
بفرض أن هناك ما يكفي من شريط الحمض النووي لقراءته، فإن اختبارات الحمض النووي بالقطع سوف تكون قادرة على تحديد هوية الجينات، وهو ما يستخدم للتفرقة بين المجاميع المختلفة من الناس، على سبيل المثال في حالة اختبار النسب، أو إذا كان لدى الشخص جين متحور مرتبط باستعداده للإصابة بحالة مرضية معينة.
ولكن كيف يتم فهم ذلك أو تفسيره أو استخدامه حين تكون الأمور معقدة؟! الحقيقة أن هناك العديد من النتائج الإيجابية والسلبية الخاطئة يمكن أن تحدث بسبب شذوذات الكروموسومات.
ويمكن الحصول على تقديرات مختلفة بالنسبة لما نشترك فيه مع أسلافنا من تشابهات في الجينات في الوقت الحالي، ومن الصعب تحديد مدى أهمية وتأثير طفرة ما ربما يحملها الشخص على جيناته.
*هل من الممكن جعل الأوتار العضلية أقوى؟
الأوتار العضلية هي عبارة عن بنية من الأنسجة الضامة التي تربط العضلات بالعظام، مما يسمح لنا بتحريك مفاصلنا، وهى تتكون بشكل أساسي من رقائق الكولاجين الملتفة حول بعضها لتكوين الألياف؛ والتي بدورها تكون حزماً أقوى، وتسمح لها هيئتها الثلاثية الأبعاد بتحمل قوى الشد في الاتجاهات المختلفة.
والأوتار العضلية تكون قوية بشكل ملحوظ، ولكنها عرضة للإصابة، ومن الأشياء التي تعمل على تقويتها ممارسة التمرينات الرياضية التي تزيد من مقاومتها للشد والتمزق، إلا أنها تستجيب لذلك في وقت أطول من استجابة العضلات.
وقد أثبتت الدراسات التي أجريت على فئران التجارب التي تم وضعها في أجهزة دوارة صغيرة أن ممارسة النشاط البدني يعمل على زيادة دوران الكولاجين في الأوتار؛ كما يشجع تدفق الدم فيها، ولكن من المؤسف أن الأبحاث تشير إلى أن تأثير التمرينات الرياضية على تعزيز دوران الكولاجين في الأوتار العضلية يكون أقل وضوحاً في السيدات عن الرجال.
وجدير بالذكر أن (وتر أكيليس)هو أقوى الأوتار العضلية في الجسم، بينما أصغر الأوتار العضلية هو جزء من تكوين الأذن الداخلية، وإذا كانت الأوتار العضلية تربط العضلات بالعظام؛ ففي المقابل تعمل الأربطة على الربط بين العظام وبعضها.
* المصدر: مجلة (very interesting) الإنجليزية - أعداد أكتوبر، ديسمبر 2017.