القاهرة 07 يناير 2020 الساعة 10:49 م
بقلم: د. هبة سعد الدين
مرحلة المراهقة كانت موضوعاً مثيراً فى بعض سنوات السينما المصرية، وعامل جذب لمشاهديها بحسب التناول الذى عادةً ما يعد مفاجأة للجمهور، وفى الوقت ذاته كانت تلك الأفلام نقاط تحول!! والبداية كانت عام 1959 عندما قدم نجيب محفوظ وعاطف سالم رائعتهما "إحنا التلامذة" التى كانت صرخة اجتماعية وسينمائية، لتستمر المفاجآت حتى عام 1997 بفيلم "إسماعيلية رايح جاى" الذى أعاد البطولة الجماعية لشباب كان يشق طريقه ومعهم المطرب محمد فؤاد الذى كان أكثرهم شهرة ليصبح الفيلم حصاناً رابحاً إنتاجياً، ويتحول أبطاله الشباب بسرعة "الفيلم" نحو النجومية!!
وها هي 2020 تجعلنا فى بدايتها نتساءل نفس السؤال بعرض فيلم "بنات ثانوي" الذى يتعاون فيه الكاتب أيمن سلامه والمخرج محمود كامل؛ هل يحقق المفاجأة؟؟
فالفيلم هو التعاون الأول بين أيمن سلامه الذى له نجاحاته التليفزيونية والإذاعية المميزة على مدى سنوات، وكذلك المخرج محمود كامل الذى قدم مجموعة من الأفلام السينمائية والمسلسلات التليفزيونية التى جعلت لاسمه بصمة ظاهرة ومميزة بين زملائه وأبناء جيله.
و مثلما كان "إسماعيلية رايح جاى" سيعتمد كذلك "بنات ثانوي" على مجموعة من الشباب أكثرهم شهرة جميلة عوض ومحمد الشرنوبي، هذا التحدي يضع الجمهور فى معادلة مختلفة ؛ فهل يسجل شباك التذاكر هذه المرة أيضاً مؤشراً مرتفعاً؟
يقف "بنات ثانوي" وجهاً لوجه أمام عدة تحديات؛ أولها غياب نجم الشباك، فالبطولة لمجموعة من الشباب. وثانيها القصة التى تقدم مجموعة من الفتيات المراهقات وتجاربهن وحكاية كل منهم، وقد لا تكون القصة منطقة جذب؛ خاصة مع تصريح الكاتب أيمن سلامه وتأكيده على خلو الفيلم من المشاهد التى قد ينتظرها البعض، وما يتبادر للذهن من مجموعة أفلام المقاولات التى كانت فى السبعينيات واستغلت نجاح مدرسة المشاغبين فجاءت مدرسة المشاغبين ومدرسة الحب ومدرسة المراهقين، وبعد ذلك جاء فيلم.. عودة مدرسة المشاغبين، فالإعلانات التى جذبت ملايين المشاهدات قبل بدء عرضه، تجعلنا أمام فيلم يبتعد عن الخلطات المعلبة لجذب الجماهير، وتجربة أولى لمخرج ومؤلف قررا خوض المعركة، وقد يكون من العوامل التى شجعتهما نجاح بعض تجارب العام الماضي التى كسرت بعض البديهيات، فهل تنجح "البنات" هذه المرة؟!