القاهرة 30 ديسمبر 2019 الساعة 06:52 م
كتبت: إنجي عبد المنعم
لكل لون أو خط أو تكوين في اللوحة التشكيلية دلالته الرمزية، إذ تعبر عن هواجس وأفكار الفنان التي يحاول ايصالها للمتلقي، ومن الممكن أن نطلق على لغة اللوحة التشكيلية، مصطلح اللغة البصرية، كنوع من ”المشهديَّات“ وهي عبارة عن إشارات طبيعية، على شكل صور تحاكي عين المشاهد.
وفي اللوحة التشكيلية؛ نخاطب المتلقي بالألوان والخطوط والتكوين، كما يخاطب الموسيقي الجمهور باللحن، أو يخاطب المسرحي جمهوره من خلال الحركة والصوت والإضاءة.
وفي معرض "Little frames" المقام بجاليري سماح في الشيخ زايد، والذي يضم مجموعة من الفنانين، منهم: عبد الفتاح البدري، آدهم بدوي، أحمد عزمي، أحمد القط، أحمد أسامة، أماني موسى، أميرة حسين، دينا فاضل، عماد رزق، فاطمة مصطفى، هالة الشاروني، إسراء كاظم، هبة ذهني، نادية وهدان، ريهام الشامي، وائل حمدان، فاطمة رمضان، محمود خطاب، نادين خالد، نازلي مصطفى، وغيرهم.
ومن خلال أعمالهم استطاعوا إحداث حالة خاصة ذات المساحات الصغيرة، وقد تنوعت الخامات ما بين أقلام الرصاص والألوان الزيتية والأكريليك والألوان المائية وكذلك أعمال نحتية من البرونز.
والتقت "مصر المحروسة" بـ الفنانة إسراء يسري كاظم، أحد المشاركات بالمعرض، والتي أعربت عن سعادتها بالمشاركة ضمن مجموعة من الفنانين المتميزين بتجاربهم الفنية، وأثنت على سماح خلاف مدير الجاليري وشكرتها لما قدمته من جهد في إخراج المعرض بالشكل اللائق.
وعن مفهوم عملها المعروض قالت: "الطائر هو رمز فى الثقافة الشعبية والأساطير، ويرمز فى العمل الفنى إلى الحرية حيث يدعم مبادىء الإنسان من الحرية والمساواة والمدافعة عن الحقوق، يرجع عنصر الطائر إلى الطبيعة وتمثل علاقة الطائر والإنسان إلى الطبيعة المتمردة؛ حيث يقاوم الطائر وضعه فى قفص، كذلك الإنسان الحر يسعى إلى رفض القوالب والخروج عن المألوف". وهو عمل من عجينة الورق الملون بألوان الأكريليك والأحبار.
وشاركت إسراء كاظم بالعديد من المعارض الفنية منها: مركز الحرية للإبداع بالأسكندرية 2018 ، وحصلت على الجائزه الأولى بمسابقة الفنون البصرية الدوره الخامسة.
ومن جانبها أكدت الفنانة هالة الشاروني، على أن مشاركتها بالمعرض يعود لحماس مدير الجاليري لها وللفنانين المشاركين في إنتاج أعمال صغيرة الحجم، مضيفة: إن معظم الفنانين ينتجون أعمالا صغيرة واسكتشات لم تلق أهمية مثلما العمل الكبير، مع العلم أن الأعمال الصغيرة هي أعمال مكتملة بذاتها".
وأشارت إلى أن مشاركتها في هذا المعرض السنوي يأتي من مساحة الحرية التي يختبرها الفنان في عمل مجموعات من الأعمال الصغيرة، مما تجعل الفنان أكثر جرآة، ومتحررا من قيود وقوانين كثيرة يجب مراعاتها في العمل الكبير، فيلاحظ أن الاعمال تكون أكثر حرية وانطلاق، وعادة ما يكون الاسكتش هو مساحة التفكير أو التجريب للفنان لذلك لا يكون فيه عنصر الخوف.
واستكملت: أيضا في موسم الأعياد يحب الجمهور ومحبي الفنون اقتناء أو شراء الهدايا، فلماذا لا تكون أعمال فنية أصلية، بمقابل مادي رمزي في متناول الجميع، ومساحتها مناسبة للحمل، وخاصة الأجانب عند سفرهم خارج مصر لقضاء الأجازات، لذلك أيضا ياتي وقت المعرض في آخر العام.
وتكمل الشاروني: تجربتي الفنية من الاسكتشات الملونة كانت من معرضي الخاص الذي أقمته في جاليري سماح في الزمالك فبراير 2019، ثم عرضتها سماح مرة أخرى خارج السولو في ليتل فريمز.
ويشار أن الفنانة هالة الشاروني تخرجت من تربية فنية 2004، تعمل كفنانة تشكيلية حرة، قامت ما يقرب من 6 معارض فردية داخل وخارج مصر، وشاركت في العديد من المعارض والورش الفنية حول العالم مثل فرنسا وإيطاليا والصين والنمسا ودول أخرى.
أما الفنانة التشكيلية هبة ذهني، استاذ مساعد بكلية الفنون التطبيقية جامعة حلوان، أوضحت أن معرض "Little frames"، يضم حوالي 50 فنان تشكيلي من أجيال مختلفة مما أثرى العرض وأضفى عليه تنوعا، وقالت: إنه معرض مميز سواء في اختيارات الفنانين باتجاهات فنية مختلفة وتجارب فنية مختلفة أو من حيث جمال العرض والتنسيق.
وحول تجربتها المعروضة أضافت : مجموعة اللوحات المنفذة بألوان الأكواريل (الألوان المائية) التي أشارك بها حول عالم المرأة الملئ بالأحاسيس حيث أبحث في لوحاتي عن عالم اكثر عذوبة ورومانسية فنجد فيها الحدائق ذات الأوان النقية ونجد الفتيات أحيانا في حالة من تأمل الطبيعة وأحيانا في تقارب يتهامسون وأحيانا في براح متسع من الخضرة، إنه عالم خاص أكثر سلاما و نقاء، إنه عالم أشبه بالأحلام الهادئة.
وقد شاركت هبة ذهني في العديد من المعارض الجماعية المحلية والدولية منها معارض في السويد وفنلندا وإيطاليا، كما حصلت علي العديد من الجوائز في مجال التصوير منها جائزة ستوديو روزاليوسف عام 2014، كما أقامت عدة معارض فردية منها معرض الهروب للداخل الذي اقيم بمركز الجزيرة للفنون.
وتشارك التشكيلية ريهام الشامي بعمل فني يحمل التراث المصري القديم، إيمانا منها بأهمية التراث المصري بما يحمله من أسس فنية سليمة، وقالت: أعتقد أن أغلفة مجلات حواء القديمة والكواكب بنفس الألوان المستخدمة للطباعة والألفاظ المستخدمة في مانشيتات أخبار العدد مثل صيف ساخن جدا ...اختيار ملكة جمال شواطئ من التراث المصري، وكذلك أفيشات الأفلام القديمة مثل الحفيد، وإشاعة حب، ومطاردة غرامية، فقد رسمتهم بأسلوبي، كما رسمت الورقيات الملونة المطبوعة وكذلك الإعلانات القديمة مثل رابسو وكولونيا خمس خمسات هى في وجدان المصريين بوجه خاص ووجدان العالم العربي".
وعن تجربة "little frames" أشارت انها حالة جديدة وخاصة للمتلقي من خلال اقتناء عدة أعمال من فنانين من مدارس فنية مختلفة يجمعهم مشاركتهم بأعمال ذات أحجام صغيرة.
وتقدم التشكيلية فاطمة رمضان مجموعة لوحات أبيض وأسود، بأسلوب سيريالي، تعبر عن المرأة بجميع حالتها المختلفة، فقد كانت المرأة وما زالت ملهمة للفنان ورمزا للجمال والأمومة والخصوبة والعطاء فشكلت مجالا واسعا للدراسة والبحث كنموذج فني متناسق يحوي قيما فنية ورمزية يلجأ إليها الفنان ليعبر عن ماهية الموضوعات الذاتية وينقل إحساسه للمتلقي.
وأشارت: إلى أن التطورات المختلفة التي مرت على المجتمعات أسهمت في تطوير نظرة واتجاه الفن إلى استقاء مصادره من الحياة ومن الوجوه السريالية المختلفة الموجودة حتى تخلص الفن من المثالية ويصبح على صلة حقيقية بالحياة، وهكذا بدأ الفن يبتعد عن التصوير المثالي للمرأة.
ويذكر أن معرض "little frames" افتتح في 5 ديسمبر، ومستمر حتى 5 يناير 2020، بمقر جاليري سماح، بمدينة الشيخ زايد.