القاهرة 03 ديسمبر 2019 الساعة 10:33 ص
ترجمة وإعداد: محمد زين العابدين
جسم الإنسان هو عالم معقد مليء بالألغاز والأسرار التي تدل على عظمة صنع الخالق العظيم لكل خلية وعضو وجهاز من أجهزة الجسم التي تعمل وفق أداء منظم بشكل دقيق جداً.. وفيما يلي نستكشف معاً بعض الأسرار البسيطة والمدهشة.
*ما الذي يحدث في الجسم عندما نعطس؟
في عام 2011 قام باحثون بتسليط نفثات من الهواء على الخلايا المستزرعة من بطانة أنف بشري لمحاكاة العطس، حيث وجدوا أن الخلايا الهدبية (أى المزودة بأهداب) قد خفقت بشكل أسرع كثيراً لعدة دقائق.
والواقع أن الخلايا الهدبية الخفاقة تزيل المخاط والجراثيم المحتجزة، ومن ثم فإن العطس ربما يساعد في الإسراع من إعادة تأهيل الأنف لأداء وظائفها. وعند الأشخاص المصابين بالتهاب الجيوب الأنفية، لا تسرع أهداب الأنف في الخفقان بمثل هذه الوتيرة، وهو ما يفسر السر في معاناة الأشخاص الذين يعانون من العطس لفترات طويلة.
*آلية العطس:
1-الأنف: يبدأ العطس عندما يستثير الغبار والكيماويات أو التلامس الخفيف مع الأنف، الأطراف العصبية للعصب الثلاثي الأطراف.
2-الأعين: حوالي 17-35 % من الناس يعطسون عندما يتعرضون للضوء الساطع، وتعرف هذه الحالة بالعامل الوراثي المسيطر المسبب لتهيج العيون عند التعرض لأشعة الشمس.
3-المخ: تنتقل الإشارات العصبية إلى المركز العصبي المسئول عن العطس في النخاع الموجود على جانب الدماغ، وعند وصولها إلى النقطة الحرجة تطلق رد الفعل المسبب للعطس.
4- الحجاب الحاجز: يؤدي رد الفعل المسبب للعطس إلى الخضوع لأخذ نفس مفاجئ وعميق، وعند هذه النقطة تكون سلسلة التفاعلات المؤدية للعطس غير قابلة لإيقافها، ويصبح العطس أمراً لا مفر منه!
5- لسان المزمار: يقوم لسان المزمار بالانقباض والضغط على مؤخرة الحلق، فيغلق الحلق أثناء انقباض الحجاب الحاجز لإحداث ضغط،كما يتم الضغط على العينين لإغماضهما.
6- الفم والأنف: يتصاعد الضغط بما يؤدي إلى خروج الهواء والمخاط والغبار والجراثيم عبر الفم والأنف بسرعة تصل إلى 160 كم/ ساعة ويستغرق هذا الطرد لمثيرات العطس 150 مللي ثانية فقط.
*هل من الممكن أن نصاب بالأنفلونزا والبرد في نفس الوقت؟
الأنفلونزا ونزلات البرد الوافدة تحدث العدوى بها بواسطة عائلات مختلفة من الفيروسات؛ لذا فمن الممكن أن تتواجد جميعها في خلايا الجسم في نفس الوقت، ولكن بذل الجسم للكثير من ردود الأفعال المناعية في مقاومة أحد هذه الفيروسات يجعل حالة الجسم غير مرحبة بحضانة أى فيروسات جديدة، لذلك من غير المرجح أن تنتشر العدوى الثانوية أثناء مجابهة الجسم للعدوى الرئيسية الأولى.
مع ذلك، فإن هذه الحالة التي يسود الاعتقاد بأنها مضادة للفيروسات لا تحميك في الواقع، فالكثير من حالات الوفيات من الأنفلونزا تعود فعلياً إلى حالات العدوى الثانوية ببكتيريا الالتهاب الرئوي، والتي يمكن أن تشتد أثناء انشغال جهازك المناعي بمقاومة الأنفلونزا.
*جدير بالذكر أن الأنفلونزا ما زالت تقتل في المتوسط 26 ألف شخص سنوياً في الولايات المتحدة وحدها، وقد يتفاجأ معظمنا أن دراسات عديدة تشير إلى أنه لا توجد صلة بين فيتامين c والوقاية من الأنفلونزا.
*هل فعلاً معظم الأدوية لا تعمل مع معظم البشر؟
العديد منا يجد أن الأدوية، مثل مسكنات الألم، لا يبدو أنها تؤدي مفعولها، وحتى إذا أدت مفعولها فمن المغري لنا أن نتساءل عما إذا كان المرض قد اختفى من تلقاء نفسه أو بسبب أخذ الدواء.
على مدار السنوات أجريت آلاف التجارب الإكلينيكية لقياس فعالية العقاقير المختلفة. لكن في سنة 2003 تصَّدرَ عناوين الأخبار مسئول تنفيذي كبير بشركة (جالاكسو سميثكلين) العالمية للأدوية، بإقراره بأن أكثر من 90 % من العقاقير تؤدي مفعولها على ما لا يزيد عن 30- 50 % من الناس.
في الواقع يبدو الأمر جد محير، ففي حين أن التجارب الإكلينيكية لا تستطيع إظهار أن بعض الناس فقط هم المستفيدون من الأدوية بينما لا يستفيد بها الآخرون، أو على الأقل لا يستفيدون بها بشكل كامل، أو ما إذا كان الجميع يستفيدون بها بدرجة واحدة، ولكن لبعض الوقت فقط.
يعتقد البعض أن الفهم الأفضل لتركيبة جينات المرضى، سوف يؤدي إلى تخصيص الدواء المناسب لكل شخص على حدة، ولكن حتى الآن لم يساعد هذا إلا مع حفنة قليلة من الأدوية.
*جدير بالذكر أنه في بحث نشر ب "المجلة العلمية لطب النوم"، تم إدراج الآثار الجانبية المحتملة للحبوب المنومة فيما يلي: النوم أثناء قيادة السيارة- الخلود للنوم أثناء إعداد الطعام أو تناوله- الخلود للنوم أثناء الحديث في الهاتف وأثناء ممارسة الجنس.
*هل الحليب يساعد بالفعل في بناء عظام قوية؟
يحتاج الجسم إلى إمداده بشكل منتظم بالكالسيوم لتلبية احتياجات متنوعة؛ ليس أقلها بناء وصيانة العظام، فإذا لم يستمد الجسم كمية كافية من الكالسيوم من الغذاء، فسوف يستخلصها الجسم من العظام.
ومع أن بعض الباحثين لا يوافق على أهمية منتجات الألبان، فإنه لا يمكن إنكار أنها مصادر جيدة للكالسيوم القابل للامتصاص، كما أن العظام الصحيحة تحتاج إلى فيتامينD والبوتاسيوم. ومن الأفكار الجيدة لتعظيم مستويات الكالسيوم، أن نتناول كمية كافية من الخضروات الورقية، والفاصوليا، والحبوب.
*المصدر: مجلة (very interesting) الإنجليزية - أعداد سبتمبر 2018 ، ديسمبر 2017.