القاهرة 26 نوفمبر 2019 الساعة 10:39 ص
افتتح الدكتور مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء، صباح يوم الجمعة الماضي، فعاليات منتدى الاستثمار من أجل إفريقيا الذي استضافته مصر خلال الفترة من 22 إلى 23 نوفمبر الجاري، بمشاركة وفود أكثر من 35 دولة إفريقية وممثلي المنظمات الدولية والمؤسسات المالية العالمية على رأسها الأمم المتحدة والبنك الدولي وبنك التعمير الأوروبي وبنك الاستثمار الأوروبي والبنك الإسلامي للتنمية والبنك الإفريقي للاستيراد والتصدير.
شارك من الجانب المصري كل من الدكتور مصطفى مدبولي في الجلسة الأولى التي تتناول التجارب التنموية الناجحة للدول الإفريقية لتحقيق التنمية الشاملة بمشاركة القطاع الخاص، وأهمية تضافر الجهود من أجل خلق بيئة مواتية للأعمال وتحقيق رفاهية الشعوب الإفريقية؛ بينما تركزت الجلسة الثانية على تحفيز الاستثمارات من أجل التحول الصناعي فى قارة إفريقيا، وشارك فيها وزير التجارة والصناعة، وإبراهيم باتل وزير التجارة والصناعة في جنوب إفريقيا، وتناولت الجلسة الثالثة دور المرأة في بناء المجتمع في إفريقيا فى ضوء أهداف الاتحاد الإفريقي لتمكين المرأة وتحقيق المساواة بين الرجل والمرأة فى المجتمع الإفريقى؛ حيث ألقت الجلسة الضوء على الفرص المتاحة لتحفيز الاستثمارات التى من شأنها تعزيز دور المرأة في التنمية الاقتصادية.
أما الجلسة الرابعة، تناولت حول آفاق الاستثمار العربي الإفريقي المشترك في ظل اتفاقية التجارة الحرة الإفريقية وترأستها وزيرة الاستثمار والتعاون ، بمشاركة هشام توفيق وزير قطاع الأعمال، وناقشت الجلسة الخامسة سبل تعزيز التحول الرقمي من أجل التكامل والتنوع الاقتصادي فى قارة إفريقيا وشارك فيها الدكتور عمرو طلعت، وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، فيما تركزت الجلسة السادسة على الفرص الاستثمارية فى مجال الطاقة المتجددة وشارك فيها وزير الكهرباء، وبحثت الجلسة السابعة فرص الاستثمار فى رأس المال البشرى وترأستها وزيرة التضامن الاجتماعى.. وهى جلسات فى مجملها تدور حول مشروعات تعزيز فرص الاستثمار فى مجال التحول الرقمي، والمرأة، والكهرباء والطاقة، ورأس المال البشرى؛ وجميعها مقدمات لمشروعات مشتركة يجب أن يتم وضعها على رأس أجندات وسائل الإعلام فى مصر (صحافة تليفزيون- إذاعة) لخلق وعي لدى الرأي العام المصرى نحو فرص التعاون مع القارة الأفريقية الأم، والترسيخ لثقافة الشراكة القائمة على أساس الندية بين الدولة المصرية وباقي دول القارة خلال السنوات المقبلة، واستكمال ما قام به الرئيس عبد الفتاح السيسي من عمل وجهد خلال فترة رئاسته للاتحاد الافريقي؛ مما أسهم في تسليط أنظار العالم على إمكانيات القارة السمراء الهائلة والموارد الطبيعية التي حباها بها الله سبحانه وتعالي.. وذلك بهدف استكمال ما كانت تقوم به "الإذاعات الموجهة لأفريقيا" منذ 66 عاما، و التي انطلقت من أستوديوهات الإذاعة المصرية عام 1953، للمساهمة في دعم حركات التحرر الوطني في إفريقيا، وربط الشعوب الإسلامية؛ لكن دورها تراجع لعدم مواكبتها التقنيات الحديثة في البث الإذاعي وتهالك معداتها.
إذاً كيف نصيغ أجندة إعلامية مصرية للاستثمار فى أفريقيا؟
نبدأ بصاحبة الجلالة.. أرى أنه يجب على المؤسسات الصحفية (القومية- الحزبية- الخاصة) أن تعيد النظر فى مسألة عودة الصفحات المتخصصة فى الشأن الأفريقي بعد أن تراجعت خلال السنوات الماضية فى صحفنا المصرية، على أن يقوم بتحريرها بعض الزملاء من المتخصصين فى قضايا الشأن الأفريقي، بهدف تسليط الضوء على القضايا المشتركة بيننا وبين الدول الشقيقة في القارة، وإبراز دور الفاعلين من الأفارقة فى مجالات الاستثمار والثقافة والمرأة والمجتمع؛ وذلك من خلال استكتابهم للمقالات الصحفية فى هذه الصفحات، إضافة إلى إجراء اللقاءات الصحفية معهم، وتمثيلهم صحفياً وبالقدر الكافى فى هذه الصحف لمناقشة القضايا بشكل معمق وليس بتهميشهم.
أما بالنسبة للتليفزيون، ومنه قنواتنا الرسمية التى تبث من مبنى الإذاعة والتليفزيون، وقنواتنا الفضائية الخاصة، فإنه يجب وضع خطط برامجية ربع سنوية يكون لأفريقيا فيها نصيب الأسد من البرامج والفقرات، قال الدكتور سامي عبد العزيز عميد كلية الإعلام الأسبق: فالبنظر إلي مضمون برامج القنوات العالمية العربية أو الدولية المعربة أو المعادية، نجد أن 80% من محتوى البرامج عن مصر، وهو ما يشير إلى مدى اهتمام هذه القنوات بالشأن المصري، وهو ما يجب أن يطبق من جانبنا نحو القارة الأفريقية حتى وإن كانت بنسبة أقل من المشار إليها فى السطور السابقة.
أما بالنسبة للإذاعة؛ سواء كانت الإذاعات المصرية الحكومية، أو الخاصة، فى البداية يجب أن تعود الإذاعات الموجهة لأفريقيا إلى سابق عهدها 17 إذاعة تبث بـ 23 لغة مرة أخرى، بلغات أهلها، إضافة إلى الإنجليزية والفرنسية، بدلاً من تقليصها حتى أصبحت 10 إذاعات فقط منذ عام 2006 عندما ألغى ممدوح البلتاجي وزير الإعلام الأسبق سبع إذاعات منها. ويجب كذلك زيادة ساعات بثها بعد أن تم تقليلها إلى 20 ساعة فقط بدلاً من 72 ساعة، بدعوى ترشيد النفقات، إضافة إلى أنه يجب زيادة طول إرسالها مرة أخرى؛ إذ إن معظمها يبث عن طريق موجات قصيرة ومتوسطة، وبالتالي إرسالها يكون ضعيفًا للغاية، وذلك بهدف استعادة دور هذه الإذاعات بعد أن تراجع عقب وفاة الرئيس جمال عبد الناصر، وبخاصة في عهد الرئيسين "السادات" و"مبارك".