القاهرة 13 نوفمبر 2019 الساعة 04:12 م
كتبت: إنجي عبد المنعم
أقيمت صباح اليوم جلسة بعنوان "التفاعل الثقافي العربي الأفريقي" بحضور د.أسامة عبد التواب محمد(مصر)، بطل شعبان غرياني (السودان)، الباحث عبد العزيز صلاح سالم، الباحث عثمان جو، والباحث عيسى الحاج زيدي، وقد أدار الجلسة سمير حسني. وذلك بقاعة المجلس الأعلى للثقافة، ضمن فعاليات ملتقى الدولي الرابع لتفاعل الثقافات الأفريقية.
تحدث د.أسامة عبد التواب في ورقته البحثية حول "التعاون الثقافي بين مصر وغانا 1957-1966 دراسة للتحرك المصري في غرب أفريقيا"، وفي كلمته أشار أسامة إلى أن مصر في أعقاب ثورة يوليو 1952 بدأت في التحرك الشامل نحو القارة الأفريقية، ففي المحور الجنوبي قامت مصر بتأمين مياه النيل.
مستكملا أن المتغيرات الدولية فرضت على المصريين التوجه نحو غرب أفريقيا، وخاصة بعد تحرر بعض الدول في هذا الإقليم من ربقة الاستعمار الأوروبي. واستعراض أسامة التفاعلات الثقافية بين مصر وغانا وكذلك رؤية أهداف التحرك الثقافي المصري في غرب أفريقيا.
وأتت ورقة بطل شعبان محمد البحثية عن نظم الحكم والإدارة في ممالك السودان الغربي بين الموروثات المحلية والثقافية العربية الإسلامية الوافدة. وتطرق في حديثه إلى امتزاج الموروثات المحلية بالنمط العربي الإسلامي الذي تطور وجوده مع خضوع المنطقة للمؤثرات العربية الإسلامية.
مؤكدا أن الامتزاج أحدث تأثيرا على نُظم الحُكم في ممالك غانا ومالي وصنغي.اما عبد العزيز صلاح سالم فقدم من خلال ورقته البحثية "التراث العالمي والتنمية المستدامة في مصر وأفريقيا"، مشيرا إلى أن الإرث الثقافي والطبيعي في دول حوض النيل في حاجة شديدة إلى آلية مناسبة لتقييم الوضع الراهن لتراثها الثقافي والطبيعي وحمايته، وحصر المعالم والمواقع الأثرية والتاريخية والدينية والثقافية المعرضة للأخطار فيها.
ومن جانبه أتت ورقة عثمان جو البحثية بعنوان "ذاكرة شعوب سنغامبيا ورواية يرو جو للهجرات الوافدة من مصر إلى غرب أفريقيا"، مؤكدا من خلال بحثه أن الروايات الشفاهية طريقها إلى التدوين التاريخي لدى علماء المنطقة، واستكمل: "أن التدوين الانثوغرافي الاستعمار ي منذ انتصاف القرن التاسع عشر، وقبل عقود عديدة من ظهور كتابات العالم السنغالي" شيخ انت جوب" منذ مطلع الخمسينيات بالقرن العشرين عن الأصل الزنجي للحضارة المصرية، والصلات الجنينة التي تربط بين حضارات ولغات وثقافات وادي النيل، ومثيلاتها عند شعوب أفريقيا الغربية التي اعتبرها بعض النقاد من المدرسة التاريخية الغربية".
واختتمت الجلسة بورقة بحثية بعنوان "دور الثقافة فى تغيير هوية السواحليين في شرق أفريقيا-زنجبار نموذجا"، للباحث عيسى الحاج زيدي، بدأ حديثه، وقال: "منذ النصف الأول من القرن العشرين تميزت الثقافة السواحيلية بتسمية مواليدها بأسماء تقليدية ترمز إلى مكونات بيئاتهم المحلية البسيطة مثل سيمبا (الأسد)، ومبينغو (السماء)، وكجيوي (حجر)، أما في النصف الثاني من نفس القرن بدأت الأسر السواحيلية تتجاهل أسماها التقليدية واستبدلوها بأسماء ذات طابع عربي وإسلامي، مثل عمر وخديجة ونفيسة وغيرهم.
وأشار أنه مع بداية القرن الواحد والعشرين بدأت الأسر السواحيلية لا يسمون مواليدهم إلا بعد أن يستشيروا الخبراء المتخصصين بتسمية الأطفال أو بعد الرجوع إلى قواميس الأسماء العربية الإسلامية المنتشرة في جوجل. أكد أن هذه الأمور حدثت بسبب الرأسمالية الجديدة، وكذلك السياسات الليبرالية الجديدة التي ظهرت بالسوق.