القاهرة 12 نوفمبر 2019 الساعة 10:49 ص
حوار: سماح ممدوح حسن
عاود (صالون القاهرة الثقافي الدولي) نشاطه، بإقامة ندوة بعنوان (دور الثقافة والإعلام في مواجهة تبعات الفكر المتطرف على النشء) وذلك بالتعاون مع وزارة الثقافة الممثلة في الهيئة المصرية العامة للكتاب.
منذ أن قرأت عنوان الندوة، وومض في ذهني ذلك السؤال المتكرر، هل يكفى مثل ذلك النشاط من إقامة الندوات الثقافية، للقضاء على الأفكار المتطرفة أو مواجهتها. فكرت أيضا بأنه للأسف، كل ما نواجه من مشكلات كالأفكار المتطرفة، المشكلات الاقتصادية والاجتماعية، ومشكلات التعليم. كلها مرتبطة بعضها البعض، كالدائرة، لا يمكن حل إحداها دون الأخر. فحل مشكلة التعليم مثلا، يلزمه حل المشكلات الاقتصادية والاجتماعية، وهاتان يلزمهما حلول عدة من سن قوانين وتنفيذها، وتكثيف التوعية الثقافية، إبادة أفكار اجتماعية بالية، أوصلتنا في كثير من الأحيان إلى ما نحن فيه وغير ذالك.
وعن هذا كله، سألت محمد حميد، الشاعر والباحث في الشؤون العربية، الذي صدر له كتاب (القتل المقدس.. داعش 10 سنوات من الخروج على الله) وديوان شعر العامية "ليل بيحلم بالونس"، وديوان "ثوب الوطن منقوش بدم الحور". وهو مؤسس صالون القاهرة الثقافي الدولي، وقد التقت به "مصر المحروسة" على هامش الندوة الأولى للصالون، وكان لنا معه هذا الحوار:
_متى بدأت فكرة تأسيس (صالون القاهرة الثقافي الدولي) ولماذا كان التوقف قبل هذا الاستئناف؟
بدأت فكرة الصالون قبل عام ونصف، وأقمنا العديد من الندوات في أماكن عدة مثل دور النشر، وبعض المكتبات. والتوقف جاء لعدم وجود أماكن مناسبة خاصة في ظل رغبة كبار الكتاب والمثقفين في المشاركة، نظرا لطبيعة القضايا التي نناقشها.
_(صالون القاهرة الثقافي الدولي) هل معني هذا أنه سوف يتم التعاون مع جهات دولية ومشاركة مؤسسات ثقافية دولية في الصالون فيما بعد؟
بالفعل، هذا هو المستهدف، وبخاصة أننا نناقش قضايا عربية مشتركة، ولم يقتصر الهدف على مناقشة القضايا فحسب، بل اتخاذ خطوات فعالة علمية وعملية فيها بالتعاون مع أماكن ثقافية خارج مصر.
_التعاون مع الهيئات الثقافية الحكومية، كوزارة الثقافة الممثلة فى هيئة الكتاب، ما الذي سيضيفه هذا التعاون للصالون؟ وكيف؟
بالتأكيد أي تعاون مع جهة ثقافية خاصة بوزارة الثقافة مهمة، خصوصا أنها توفر لنا الأماكن المجهزة كي تتناسب مع قيمة الأفكار والقضايا والحضور، بالتأكيد هناك خطوات نبحثها مع هيئة الكتاب سيعلن عنها لاحقا.
_أغلب الصالونات الثقافية (غير التابعة) لجهة حكومية، تستهدف نخب المثقفين، من الكتاب والمفكرين وغيرهم، هل هذه أيضا خطة صالون القاهرة الدولي؟
بالتأكيد هذا هو الهدف من الصالون؛ لكنه لا يقتصر على النخب المصرية، بل نهدف إلى خلق حركة ثقافية عربية حقيقية، لا مجرد لقاءات وندوات.
_أليس من الأجدى (وإن كان هذا الدور الأول) أن يكون دور الصالونات الثقافية عامة هو التوعية الشعبية؟ بمعنى، إننا من قديم نقول (إن المثقفين يعيشون في برج عاجي) ربما هذا صحيح بعض الشيء. لما لا نطور آليات أكثر حداثة لنسف هذه القاعدة تماما، بحيث يكون كل ما نقصد به بكلمة (الثقافة) متاحا للجميع؟ ولا أقصد الخطط المكتوبة على الورق فقط.
هذه الرؤية يتبناها الصالون بالفعل، بمعنى، أن ما يطرح في الصالون أو يخرج فى صورة توصيات سوف نقوم على تنفيذه، ولن يقتصر الأمر على مناقشة القضية داخل القاعات، بل سنبحث الآليات الممكنة والتي يمكن تنفيذها مع وزارة الثقافة من خلال بيوت وقصور الثقافة وكذلك وزارة التربية والتعليم.
_إذا كان صالون القاهرة الدولي سوف يستأنف نشاطه بندوة عن"دور الثقافة والإعلام في مواجهة تبعات الفكر المتطرف على النشء" ألن يكون التوسع وأقصد التوسع الجغرافي فى إقامة مثل تلك الندوات في الأقاليم، له تأثير أكبر؟ وهل للصالون خطة بهذا الشأن؟
كنت قد ذكرت أن هذه بالفعل هي خطة الصالون، لكن العمل على هذه الرؤية سيكون من خلال توصيات وآليات مدروسة، ما يعنى أن تكون شاملة وواضحة الرؤية ومحددة الأدوار والأهداف، ومن خلال تلك التوصيات سنعمل على هذه القضية عبر ندوات عدة وفى أماكن مختلفة، لكن الهدف من التوصيات، والنقاش على المستوى النخبوي أولا ومن ثم تحديد الخطوات تباعا.
_عندما قرأت عنوان الندوة، ربما فكرت فى أن هذا العنوان يتردد كثيرا، ربما حد الاستهلاك؛ لأن محاربة التطرف والأفكار المتطرفة، وجميع مشكلاتنا سواء مشكلات التعليم أو المشكلات الاقتصادية والاجتماعية، لن تكون فقط بإقامة الندوات الثقافية. هل حددتم خطة لمناقشة الحلول التي تغذى تلك الأفكار بخلاف غياب الوعي الثقافي؟
بالفعل الهدف موجود ونستعين بالمتخصصين والمؤسسات الثقافية والمجتمع المدني لبحث الأطر العملية والعلمية لمتابعة الخطة وعدم الاكتفاء بمجرد الطرح.
_في الحقيقة أردت طرح هذا السؤال من البداية لكني ترددت، ما هي الوسائل التي يمكن أن تتخذ وتكون أكثر فاعلية، من صالون ثقافي، لمواجهة الأفكار المتطرفة؟
الثقافة أو الدور الثقافي هو المحرك القوى لأي عملية تتعلق بالفكر أو السلوك، وهنا أقول إننا المحرك في هذه القضية. بالطبع أتفق معكِ على أن الصالون لو تعاملنا معه بحدود إمكانياته لن يقدم أي شيء، لكن إن كانت الرؤية مغايرة؛ بحيث إننا سنتواصل مع الجهات الفاعلة بالفعل، وذلك من أجل التعاون من خلال الأفكار التي تطرحها القامات الثقافية والأدبية والسياسية من الجهات المعنية بتنفيذ نشاطات أو طباعة أو إقامة فعاليات أو غيرها من الخطط على الأرض، وربما هذا سر تعاوننا مع وزارة الثقافة التي تمتلك مئات المواقع الثقافية في المحافظات المختلفة، ويمكن من خلالها أيضا مخاطبة الوزارات الأخرى المعنية بالأمر.
ربما مواجهة أي فكر متطرف في أي بقعة في العالم لن يقتصر على آلية واحدة، بل هو تكاتف جهود من جميع الأطراف. هذا فقط ما سوف يجدي.