القاهرة 05 نوفمبر 2019 الساعة 09:44 ص
ترجمة وإعداد: محمد زين العابدين
في هذه الجولة فى الآفاق العلمية نسلط الضوء على بعض الأبحاث والاكتشافات العلمية المثيرة..
* تقنية جديدة للاستفادة من تحليل خصلات الشعر في حل ألغاز الجرائم:
طور الباحثون بجامعة فرجينيا الغربية بالولايات المتحدة تقنية جديدة لتحليل الشعر يمكن أن تساعد المحققين في الجرائم من خلال تزويدهم بمفاتيح جوهرية للتوصل لعمر الشخص المشتبه به وجنسه ووزن جسمه، بل وعاداته الغذائية والرياضية أيضاً!
"من أنت؟ وأين كنت؟ وما الذي تأكله؟ وأى نوع من العقاقير أو المخدرات تتناوله؟.. كل هذا يتضح من خلال تحليل شعرك". هكذا يقول الباحث جلين جاكسون. منذ زمن مضى يعتبر تحليل الطب الشرعي لخصلات الشعر سمة شائعة في التحقيقات الجنائية، ولكن لأنه كان يعتمد على اختبار بسيط للون الشعر، وسمكه، وانحنائه، فقد كان غالباً اختباراً غير دقيق، ولا يعتمد عليه.
وبالرغم من أن اختبار الحمض النووي DNA هو التقنية الشائعة الاستخدام لدى المحققين الشرعيين حالياً، فإن الباحث (جاكسون) يشير إلى أن خصلات الشعر التي يتم العثور عليها في معظم مسارح الجريمة لا تكون محتوية على مقدار كافِ من الحمض النووي القابل للحياة والاستخدام في التحاليل، وبالتالي لا تقدم تحاليل الحمض النووي للشعر سوى المظهر الجيني للشخص المشتبه به، بدلاً من أن تقدم مفاتيحاً لأسلوب حياته.
وتعمل التقنية المطورة بواسطة فريق (جاكسون)البحثي على تحليل البنيات الذرية المتباينة للعناصر الكيميائية الإحدى وعشرين المكونة لكيراتين الشعر؛ البروتين الأساسي الذي يتواجد في الشعر.
وفي تجربتين حديثتين استخدم الفريق البحثي هذه التقنية التي توصلوا لها في التعرف على مؤشر وزن الجسم لبعض الأشخاص بنسبة دقة 80 %،وعلى جنسهم بنسبة دقة 90%.
* تصميم خامات لبناء مستعمرات على سطح كوكب المريخ!
ربما تبدو مثل شىء لا تحب الولوج فيه، لكن تلك الهياكل المطبوعة ثلاثية الأبعاد ربما تساعد البشر يوماً ما في بناء مستعمرة على سطح كوكب المريخ. فقد قام فريق من الباحثين بوكالة الفضاء الأوروبية بتصنيع مبنى منمنم على الطراز القبَّاني الشكل المشابه للأكواخ المبنية من كرات الثلج التي يعيش فيها السكان الأصليون في أقصى شمال كندا، حيث كانوا يدرسون إمكانية وجدوى تطبيقه يوماً ما في البناء على سطح كوكب المريخ وكواكب أخرى، باستخدام مواد محلية المصدر.
وقد تم تصنيع هذه الهياكل بواسطة مزج عينات من التربة البركانية التي تم إخضاعها لمعالجة متأنية لتتناسب مع التركيب والخواص المعروفة لتربة المريخ، مع حمض الفوسفوريك، ثم كبسها من خلال فوهة صنبور، ورصها في طبقات متتالية.
وقد أظهرت النتائج المؤكدة أن التقنية تتيح أيضاً إمكانية تصنيع المعدات والهياكل لمجموعة متنوعة من الأجسام الكوكبية التي تصلح لتشييدها على سطح كواكب مختلفة أياً كانت وجهتها، هكذا يشير الباحث كريستوفر بوخنر.
وهذه الأشياء تعتبر مؤشراً على خطوة مثيرة إلى الأمام بالنسبة لما يطلق عليه الباحثون (الاستفادة بالمواقع كموارد طبيعية)، وهذا المفهوم يعبر عن أقصى استفادة ممكنة من الخامات محلية المصدر في المهام الفضائية على أسطح الكواكب، من خلال بذل الجهد لتقليل حمولة المركبة الفضائية إلى أقصى حد عند إطلاقها.
* اكتشاف ضفادع متوهجة بضوء الفلوروسنت في الأرجنتين:
في الضوء الطبيعي لا تبدو ضفادع الأشجار الجنوب أميركية الشائعة بمظهر خاص معين. فهى في الأصل حيوان صغير ذو لون أخضر شاحب، وتتميز بوجود نقاط حمراء على امتداد ظهرها، ولكن عند تعرضها للأشعة فوق البنفسجية، تتحول إلى ما يشبه كرة ديسكو برمائية متألقة، تشع بضوء الفلوروسنت من جسمها.
وقد اكتشفت هذه الخاصية غير الطبيعية بالمصادفة بواسطة باحثين من بوينس آيرنس بالأرجنتين عندما كانوا يدرسون خواص أخرى لها علاقة بتلون الضفدعة، وكان قد لوحظ ضوء الفلوروسنت الطبيعي في العديد من الأنواع الحية مثل الأسماك والسلاحف، إلا أنه لم يلاحظ من قبل مطلقاً في حيوان برمائي.
وتحدث هذه الظاهرة في ضفدعة الأشجار فيما يشبه التألق ذو التأثير المخدر عندما يتم امتصاص الأشعة الضوئية قصيرة الموجة، ثم إعادة انبعاثها على هيئة موجات أطول، والسبب في حدوث ذلك مركبات يطلق عليها(الهيلوينات) hyloins تتواجد في الغدد الليمفاوية وغدد البشرة، والتي تعمل على زيادة تألق الضفدعة بنسبة 20 % تقريباً أثناء اكتمال القمر، وبنسبة 30 % تقريباً أثناء الشفق، ويشير الباحثون إلى أن إشعاع ضوء الفلوروسنت يحدث من جسم الضفدعة عند تردد للضوء يتطابق بشكل مباشر مع حساسية الضفادع للرؤية الليلية، مما يجعلها تبدو وكأنها تستطيع رؤية تألق الضوء.
*المصدر: مجلة (very interesting) الإنجليزية - عدد أكتوبر 2017.