القاهرة 16 اكتوبر 2019 الساعة 03:55 م
كتبت: إنجي عبد المنعم
تأتى فعاليات الدورة الرابعة لصالون بيت الفن الدولى بعنوان: "الفلكلور والشعوب"، المقام فى قاعة الفنون بجريدة الأهرام فى الثالث من نوفمبر 2019 بالتعاون مع جمعية تكوين للفنون الجميلة بلبنان.
والتقت "مصر المحروسة" بالدكتور كمال قنديل قوميسير عام صالون بيت الفن الدولي، قائلا: "إقامة الفعالية يعد تجسيداً للدور المُهم والفعال فى إيجاد وعمل حراك تشكيلي على الساحة المصرية والعربية فى تظاهرة تشكيلية من طراز فريد؛ حيث يضم عدداً كبيراً من الفنانين والفنانات والشباب من مصر، لبنان، سوريا، الأردن، العراق، فلسطين، الجزائر، السعودية".
مشيرا أن لبنان تحظى بنصيب الأسد فى التمثيل العربي بهذه الدورة حيث يشارك منها نحو سبعة وعشرون فنانة وفنانا من أعضاء جمعية تكوين على اختلاف أعمارهم ومدارسهم الفنية، وذلك فى مجالات عدة مثل: التصوير بكل الخامات زيت، أكريلك، أكواريل، باستيل، فحم، رصاص، وكذلك الموزاييك، والزجاج، والنسيج، والكولاچ، والتصوير الفوتوغرافي، والإيربراش، والخط العربى، بالإضافة إلى النحت الصخري، والخشبي، والنحت الزجاجي، والخزف، وأيضا فن الماريونيت، وأوضح أن اللجنة تبحث فى اختيار أعمال من حيث الكيف وليس الكم.
وأكد أن الفنان التشكيلى هو إنسان شفاف، يتأثر بما حوله، ويرى الأشياء بخلاف الآخر، ويعيد صياغة ما اختزنه فى الذاكرة، متأثرًا بثقافته ومعارفه، على لوحته فى صياغة جديدة، تكون نتاج ذلك، فهو يراقب كل ما يحيط به من أحداث وانفعالات، وبعد ذلك ينفعل بها فى أعماله الفنية، مستخدماً خامات متعددة لإخراج عمله الفنى الإبداعي.وقال قنديل: "تم تحديد موضوع معين (تيمـــة) للصالون وتحديد مقاسات كبيرة لإظهار جماليات الأعمال هو أكبر دليل على ذلك، وهو ما تجلي فى اختيار فنانين ذو مكانة فنية كبيرة وتاريخ وسمعة عالية سواء من مصر أو الدول العربية المشاركة كضيوف شرف مما يجعلنا نطلق مجازا بل فعلياً على هذه الدورة (دورة ضيوف الشرف)".
واستكمل: يعتبر الفن التشكيلي مرآة للمجتمع، ويرتقي بالجمال والحس بين الأفراد، فهناك ما يسمى بالثقافة الفنية والتربية، وكيف نربي جيلا لديه تذوق فني وإحساس بالقيم الجمالية، فنجد فى مجتمعنا إن هذه القيم قلت كثيرا، وحدثت فجوة كبيرة بين القيم الجمالية والجمهور؛ نتيجة تخاذل الجهات المعنية بالفنون والتذوق الفني، فإن العمل الفني التشكيلى لا يخرج عن كونه، في الأصل، عملاً بشريا فإن خلصت النية وكان العمل صائبا فهذا ضامن لقبوله، وربح صاحبه فضلاً عن كونه مفتاحا لتنمية اللغة البصرية وترقية الجمال فى المجتمع وإلا تحول إلى مجرد تسلية واستهلاك".
وفي حديثه تطرق قنديل لتوضيح الفرق الكبير بين الالتزام والإلزام، فالأول فعل واعي طوعي نابع من مبادئ الفنان ورغبته في التعبير عن حضوره الفاعل في واقعه والتأثير في مجرى أحداثه، كما أنه يمثل إفصاحا عن إحساس الفنان بمسؤوليته تجاه جمهوره وإدراكه لطبيعتها وحجمها، أما الإلزام فهو إكراه وإجبار الفنان على توجيه إبداعه لخدمة قضية قد لا يؤمن بها أو يتفق مع أسلوب معالجتها وهنا حدث ولا حرج عن قهر حرية التعبير وخنق الإبداع وإشاعة الإسفاف.
وأكد أن الإبداع الفني عدو لدود للنمطية والإسفاف ولا يقبل حصر مضامينه ضمن قضايا لا يجاوزها ويدور في فلكها دائما فهذا مصدر الرتابة ومدعاة لتفويت الفرصة لخدمة قضايا أخرى، وهذا ما يجعل المبدع مطالبا باستمرار بابتكار أساليب تعبيرية وأشكال جمالية متجددة وقادرة على إستثارة إهتمام الجمهور والنفوذ إلى عمقه الوجداني والفكرية، ويتركز الإبداع في معظمه على الأساليب والأشكال التعبيرية التي يشترط لعدم تعارضها مع ضوابط الشرع الحنيف ومقاصده، مراعاة الذوق الإنساني الفطري السليم وإحترام قواعد الأدب والأخلاق.
واختتم قائلا: "مع هذا كله يبقى مجال الابتكار والإبداع مواكبا للتطور الإنسانى وإيجاد آفاق جديدة وقدرات هائلة على النفوذ إلى العمق الوجداني والفكري للجمهور بواسطة أساليبه الجمالية التي تمكنه من إيصال مضامينه ومعانيه من دون حواجز، فضلا عن كونه يخاطب جمهورا أكبر عددا وأكثر تنوعا".