القاهرة 15 اكتوبر 2019 الساعة 11:40 ص
كتب: جمال حجاب
عرفت النجوم في مصر القديمة باسم "سيباو" بمعنى "زهور السماء"! واعتبرها المصري القديم أرواحا للراحلين الذين سكنوا السماء؛ كما اعتبرت النجوم القطبية هي الأخرى أرواحا لمن حققوا كمالا أبديا وسموها "احموا سكو" بمعنى " الثابتة ".
وكان كهنة المعابد واسمهم "ايمني أنوت" بمعنى "مراقبي الساعات " ومنها جاءت كلمة ( minute)(دقيقه) ! كانوا يراقبون حركه النجوم وتوصلوا إلى التقويم المعمول به حتى الآن منذ أكثر من 4200 سنه ! واستطاعوا التنبؤ بأهم حدث سنوي وهو "الفيضان" الذي ارتبط بظهور"نجم الشعري اليمانية" الذي يظل مختفيا مده 70 يوما قبل أن يبزغ من جديد وهو نفس عدد الأيام التي تستغرقها طقوس التحنيط قبل أن يدفن المتوفى؛ فهو مثله يختفي، ثم يظهر كما يبعث المصري بعد الوفاة!
وقسم المصريون الشهر إلى ثلاثة أقسام "ديكانات" ( هي مجموعة نجوم لوحظ صعودها في الأفق مده 10 أيام وبعدها تصعد ديكانات تالية مده 10 أيام أخرى وهكذا) وهذه "الديكانات" هي التي يستخدمها المنجمون حتى اليوم!! والتي كان المصري القديم يستخدمها لتحديد توقيتات الاحتفالات الدينية ومن الديكانات قسم اليوم إلى 24 ساعة استخدمت فيها الساعات المائية والمزولة لقياس الوقت! وقد وجدت "ساعة مائية" ترجع إلى عصر "أمنحتب الثالث".
واعتبر معبد دندرة أعجوبة فلكية بحق؛ حيث نرى دائرة البروج السماوية تزين سقفه! ويذكر لنا التاريخ أن "أمحتب" العظيم كان فلكيا كبيرا وكذلك "رمسيس الثاني" الذي زين تابوته برموز البروج السماوية كما عرف عن الملك "نختنبو الثاني" أنه كان فلكيا وعرافا بارعا فهو الذي تنبأ بميلاد الإسكندر الأكبر ومجيئه إلى مصر حاكما لها بعد أن يخلصها من الفرس!
* الصورة المرفقة : للمك "نختنبو الثانى" (360-343 ق. م ) . آخر ملوك الأسرة الثلاثين - متحف الفنون الجميلة بولاية بوسطن.