القاهرة 15 اكتوبر 2019 الساعة 11:11 ص
ترجمة وإعداد: محمد زين العابدين
جسم الإنسان هو عالم معقد مليء بالألغاز والأسرار التي تدل على عظمة صنع الخالق العظيم لكل خلية وعضو وجهاز من أجهزة الجسم التي تعمل وفق أداء منظم بشكل دقيق جداً، وفيما يلي نستكشف معاً بعض الأسرار البسيطة والمدهشة..
*لماذا يستخدم معظم الناس يدهم اليمنى؟
تُظهِر العديد من الحيوانات تفضيلاً لجانب ما من أجسامها عن الآخر، ولكنّ هناك تفاوتا بينها في استخدام اليد اليمنى أو اليد اليسرى، فبينما بالنسبة للشمبانزي، يكون سبعة من كل عشرة حيوانات من مستخدمي اليد اليمنى، فإن كل حيوانات الكنجارو تقريباً تكون عسراء.
في القطط تكون كل الذكور تقريباً عسراء، أما الإناث فتستخدم كلها تقريباً اليد اليمنى، أما البشر فالنسبة الأعلى هى لمستخدمي اليد اليمنى أكثر من أى نوع حيواني آخر، بينما لا تشكل نسبة مستخدمي اليد اليسرى أكثر من 10 % فقط، وهذا لأننا كبشر أنواع مستخدمة للأدوات، وكذلك لأننا ذوو نشاط اجتماعي كبير.
إن أدوات قدح النار التي ظهرت بشكل مبكر جداً منذ حوالي مليوني عام، لا تظهر رسوماتها نزوعاً قوياً نحو صورة من صور استخدام اليد اليمنى أو اليسرى؛ لكنها تعد ميزة كبيرة لو استطعت استخدام الأدوات التي صنعها شخص آخر.
ليس من الواضح بالضبط لماذا ساد انتشار مستخدمي اليد اليمنى، ولكن ربما بسبب أن جانباً واحداً من المخ كان قد تخصص بالفعل في التحكم الدقيق في المحركات وغيرها، وتشير إحدى النظريات المفسرة لعدم اندثار مستخدمي اليد اليسرى بشكل كامل ،إلى أن ذلك يرجع لأن اليد اليسرى تتيح ميزة لمستخدمها عند العراك، تحديداً لأنها أندر في استعمالها، وبالتالي تكون الضربة منها غير متوقعة!
*لماذا ننسى الأشياء؟
تم وضع افتراضات عديدة لتفسير ظاهرة النسيان، ربما ننسى لأننا لم نقوم بتخزين الذكرى بشكل فعال في المقام الأول، من المحتمل أيضاً أن الذكريات تبلى بمرور الزمن، ونظراً لأنه لا يتم العودة لها، فإن متبقياتها البيولوجية في الذاكرة تصبح ضعيفة، أو أنه قد تم تشفير الذكريات وتخزينها، ولكن هناك مشكلة في استرجاعها، ويشير العلماء أحياناً إلى ما يسمى ب"النسيان المُستحّث"، والذي ينطوي على نسيان الذكريات غير المرغوبة أو غير المحببة؛ مثل الصدمات، وهذا الرأى موضع إثارة للجدل، حيث إن هناك دليلا أيضاً على أن مثل هذه الأحداث غير المرغوبة ربما تكون بشكل خاص عصية على النسيان.
النسيان ليس دائماً شيئاً سيئاً! فربما سنفقد مواردنا الإدراكية والمعرفية إذا تذكرنا كل التفاصيل في العالم المحيط بنا.
*لماذا ندعك وجوهنا عندما نكون مرهقين؟
غالباً عندما نكون مرهقين، تشعر عيوننا بالتهيج، ويؤدي دعكها إلى استثارة القنوات الدمعية لكى تفرز سائلاً لزجاً (وهو ما يطلق عليه العُماص)، لكن هناك أيضاً صلة غريبة بين العصب البصري الذي يخدم كل من الوجه، وفروة الرأس، والعينين، وبين العصب المبهم الذي يمتد إلى القلب.
يؤدي دعك الوجه أو فرك العينين، إلى تحفيز رد الفعل الإنعكاسي لضربات القلب، وهو ما يعمل على إبطاء معدل ضربات القلب، وهذا يمكن أن يساعد على الاسترخاء في حالة الإرهاق أو الضغوط، ولهذا السبب نشعر غالباً بالحاجة إلى دعك وجوهنا عند الشعور بالإرهاق.
*هل يؤدي لعق الطفل لإصبع الإبهام إلى إتلاف أسنانه؟
إن لعق الطفل لإبهامه أو لدمية، لهو أمر لطيف حتى بلوغه عامه الثاني، ولكن دراسات عديدة أظهرت أنه إذا استمرت هذه العادة لدى الطفل لأبعد من ذلك، فهناك خطورة من حدوث بروز لأسنانه الأمامية، وتحرك لأسنانه الجانبية، بحيث لا يحدث تقابل وانطباق بين الأسنان العلوية والسفلية.
وقد وجدت دراسة أجريت سنة 2001 بواسطة الجمعية الأميركية لطب الأسنان،أن حوالي 20 % من الأطفال الذين يستمرون في لعق إبهامهم بعد سن الرابعة كان لديهم انحراف في أسنانهم، أو لدغة، أو لديهم مشكلة في مضغ الطعام.
* المصدر :مجلة (BBC Knowledge)الإنجليزية- أعداد يونية، وديسمبر 2017
مجلة(very interesting) الإنجليزية- عدد 24 سبتمبر 2018.