القاهرة 08 اكتوبر 2019 الساعة 01:48 م
بقلم : د. هبة سعد الدين
منذ أيام انتهت فعاليات الدورة الثالثة لمهرجان الجونة ، الذى يقدم وجها آخرا ووحيدا حيث تلتقى السينما والسياحة معا ؛ وذلك ما يميزه حيث يعمل منذ بداياته بصورة محددة واضعا نصب عينيه ما يريد، فهو يسعى لوضع "الجونة" كمكان سياحي فى مسارات متعددة ليست آخرها مهرجان السينما فسيليه آخر للموسيقى بعد فترة قليلة.
وعلى الرغم من حداثة المهرجان إلا أنه أحرز أول الأهداف ؛ وهو جذب الاهتمام كل عام ليصبح حديث الوسط السينمائي ؛ من خلال هذا التجمع المميز من النجوم والنجمات وأغنية ترتبط به فى ذاكرة الجميع . وعلى الرغم من تراجع مساحة اهتمام الجمهور الذى لم يكن هدفا لفعالياته؛ فتقديم مجموعة من الأفلام غير العربية التى يصعب على السينمائيين مشاهدتها بهذا الكم في وقت محدد كان الهدف الأول للمهرجان ؛ الذى جاء بثمانين فيلما تمت مشاهدتهم بصورة مكثفة ، بالإضافة لطبيعة المكان الذى يقام فيه المهرجان والتي تمنحه الخصوصية ليصبح أياما سينمائية بامتياز . وقد جعل المهرجان اجتماع أهل السينما فرصة لمشاهدة ومتابعة كل جديد في السينما المصرية ليتشاركوا المناقشة والحوار والتفكير.
وعلى الرغم مما أحاط المهرجان من حديث دائم عن الريد كاربت "السجادة الحمراء" وأزياء الفنانين ، فهذا ما يلتفت إليه عادةً الجمهور الذى لا يهتم بالسينما وما يثيره ؛ لكنه في ذات الوقت يعد نوعاً من الدعاية . فالمهرجان الذى لم يزد عمره عن الثلاث سنوات أصبح حديث الجمهور العادي بصورة ما وإن كانت مساحة من النميمة والسخرية من إطلاله هذه أو تلك. فمن يخطط للمهرجان يدرك ما يريد وهذا هو السر، فالبداية أن تحدد الأهداف ومن ثم العمل على تحقيقها ، والهدف أن يصبح المهرجان تجمعا سينمائياً وعرضاً مختلفا للأفلام ومساحةً من الدعاية السياحية والفنية التي جعلت استضافة الممثل الكندي المصري الأصل مينا مسعود حدثا يواكب نجاح فيلمه "علاء الدين" وكذلك استضافة نجم عالمي ليكون ضيف الختام وكان هذا العام ستيفن سيجال.
على الجانب الآخر يحتفى المهرجان بالسينما العربية المتميزة مثل الفيلم السوداني "ستموت في العشرين" للمخرج السوداني أمجد أبو العلاء المأخوذ عن رواية "النوم عند قدمي الجبل" للروائي السوداني حمور زياده والذى حصل على النجمة الذهبية ، والتونسي "حلم نورا" للمخرجة التونسية هند بو جمعه والذى حصلت التونسية هند صبري على جائزة التمثيل من خلاله، وكذا أول فيلم كارتون مصري "الفارس والأميرة" الحلم الذى تحقق بعد كفاح سنوات على أرض الواقع كتابةً واخراجاً لبشير الديك . وكذلك الاحتفاء بالفنان القدير عبد الرحمن أبو زهرة لمشواره وتميزه في أداء دور "سكار" في فيلم الكارتون "الملك الأسد" بين كافة الفنانين الذين أدوا هذا الدور بكل اللغات والذى أُعيد انتاجه هذا العام ؛ إلى جانب الاهتمام بمجموعة مميزة من الافلام القصيرة والوثائقية ، كل هذه الجوانب كانت في مشهد واحد.
على كل الأحوال من أراد الأزياء والأحاديث الجانبية بل والنميمة كان له ما أراد، ومن أراد السينما فقد شاهد عروضا على درجة من التميز وحصد الجوائز وناقش القضايا واتفق على بعض الأعمال وجسد مشاركته في أغنية المهرجان "سقفه"، وأمكنه الحصول على صورة مع علاء الدين الشهير بمينا مسعود أو ستيفن سيجال .