القاهرة 01 اكتوبر 2019 الساعة 09:21 م
كتب: محمد خضير
"رسالة سلام" و"وطن بلا حدود" ليس شعارات فضفاضة بل واقع روحي وضعه المبدع الدكتور انتصار عبدالفتاح، ورفعه خلاقا في سماء الإبداع والفن ليصل إلى روح ووجدان المتلقي من خلال فعاليات مهرجان سماع الدولي للإنشاد الديني والموسيقى الروحية في دورته الـ12، الذى اختتمت فعالياته الخميس الماضي بمسرح بئر يوسف بقلعة صلاح الدين الأيوبي والذى يقام تحت رعاية وزارة الثقافة ووزارات متعددة تعمل باهتمام وفخر كبير.
يستطيع المهرجان برؤية رئيسه الدكتور انتصار عبدالفتاح أن يصنع رؤية فنية تستطيع أن تمزج بين الإنشاد الديني والموسيقيى الروحية؛ بواسطة جمع كبير من الفرق الفنية المشاركة في المهرجان، وعندما سألته لماذا تضع اسمك في "بانر" المهرجان مسبوقة بكلمة "رؤية" انتصار عبدالفتاح وليس إخراج أو رئيس المهرجان، فقال لي لأن "رؤية" يقدم من خلالها رؤيته الفنية بشكل عام وأشمل للمهرجان من خلال تقديم فعالياته من حفل الافتتاح والفعاليات في كل الأماكن التي يقام فيها المهرجان وحفل الختام، وهو ما يثبت تميزه في المنتج الفني والثقافي، والرسالة التي يخرج بها للعالم كله بصورة حضارية ومشاركة دولية من أرض مصر.
كما نستطيع من خلال متابعتنا وتغطيتنا الصحفية للمهرجان أن نرصد عن قرب وإحساس الحالة التفاعلية التي يبعثها المهرجان الذى ينطلق من أحد أهم بقاع الدنيا الخالدة "قلعة صلاح الدين الأيوبي" بقلب القاهرة لتعزيز قيمه الحوار بين الأمم، حيث جاءت الدورة الثانية عشر تأصيلًا لعمق مصر في قارة إفريقيا التي حرصت إدارة المهرجان على أن تضع هذه الدورة بضيافة شرف قارة افريقيا بمناسبة حصول مصر على رئاسة الاتحاد الافريقي.
وجاء اختيار شخصية المهرجان موفقا من خلال اختيار الفنان التشكيلي الكبير فاروق حسنى وزير الثقافة السابق؛ لما أرساه من دعائم وتطوير للمهرجان خلال توليه المنصب، ولدوره المشهود في الحركة الفنية والثقافية والحضارية المصرية والعالمية، وتشجيعه للمهرجان وإعطاءه أولوية وإيمانه برسالته وقيمته الإبداعية الحضارية التي ترسل رسالة سلام ومحبة وطرب من مصر إلى كل بلاد العالم.
ونشاهد الواقعية الأكبر التي تضاف إلى تفاعل وردود أفعال الجمهور وتجاوبه وحرصة على متابعة فعاليات مهرجان سماع الذى يعد اسم على مسمى، لما يعكسه من سماع وطرب وإنشاد وإيقاعات وأصوات متميزة وذلك من خلال حرص الدول المشاركة من الدول العربية والأفريقية والأوربية على الحضور وبعضها يأتي على نفقته الخاصة، بالإضافة إلى حالة التفاعل والإنشاد بجميع اللغات والإيقاعات الموسيقية والطبول وتمازج الإنشاد الديني الإسلامي والمسيحي، والختام في أغلب الفعاليات بالنشيط الوطني المصري.
ويبرز لنا حرص قيادات وزارة الثقافة وعلى رأسهم الفنانة الدكتورة إيناس عبد الدايم وزيرة الثقافة ودعم وحضور الدكتور فتحي عبدالوهاب رئيس صندوق التنمية الثقافية وفريق عمل الصندوق، والدكتورة هبة يوسف رئيس قطاع العلاقات الثقافية الخارجية، وجهد إدارة المهرجانات في التنسيق ودعوه الفرق الدولية، ومركز إبداع قبه الغوري بقيادة الدكتورة سهام اسماعيل، الذى يحتضن المهرجان ودورها الإنساني والعملي في نجاح المهرجان وينطبق عليها وراء كل رجل عظيم امره عظيمة؛ كونها زوجة الفنان انتصار عبدالفتاح والداعم اللوجستي له فى الحياة وفي نجاح وتطور المهرجان.
ملتقي الأديان:
"هنا نصلي معا" شعار روحي يرسل رسالة سلام ايضا بشكل متجدد من خلال الدورة الخامسة لملتقي الأديان، حيث تمتزج الاناشيد الدينية الإسلامية والقبطية والدفوف مع الترانيم الكنسية والايقاعات الموسيقية لتخرج بصورة روحية تصل إلى قلوب ومشاعر المتلقي لفعاليات ملتقى الأديان الذى أقيم هذه الدورة من قلب مجمع الأديان ببهو المتحف القبطي بمنطقة مصر القديمة؛ حيث يحدث الدكتور انتصار عبدالفتاح رؤية إبداعية بأصوات الأناشيد التي تشدو معا لإرسال رسالة لجميع العالم أن مصر مصدر السلام والمحبة والتسامح - حيث شارك في الملتقى مجموعة من الدول إلى جانب مصر، وهى: "بنجلاديش- كونغوكنشاسا- المغرب- رومانيا- الأردن- كونغوبرازفيل- اليونان- تنزانيا- الجزائر- اثيوبيا- - فرنسا- البوسنه- السودان- باكستان- إندونسيا".
رصدنا من خلال ملتقى الأديان كيف شدا الجميع في قداس صوفي كونى امتزجت فيه الأسطورة بالواقع وتناغمت الأصوات وتوحدت لتؤكد على لحظة التواصل الإنساني وعمق مفهوم الأديان بمعناها الكوني؛ لتخلق عالماً أوسع أفقاً وأكثر رحابة في معزوفة كونية لتؤكد ان الروح والوجدان النابعان من جوهر الأديان قادران على العيش في وطن بلا حدود وترسيخ أسس التعايش وإبراز سماحة الأديان والحوار الحضاري بين أتباعها وإعلاء قيم المواطنة والعيش المشترك.
علما بأن الدورة الخامسة لملتقى الأديان أقيمت تتويجاً لنجاح فكرة المشروع الذى أقامه الفنان انتصار عبد الفتاح بسانت كاترين بمحافظة جنوب سيناء لمدة ثلاث سنوات متتالية ثم انتقل في دورته الرابعة والخامسة لمجمع الأديان بالقاهرة ،الامر الذى دعا الدكتور انتصار الى اعلان اعتراضه على أخذ فكره الملتقي وشعارة منه وتنظيمه بدونه باعتباره فمرته ومشروعه وحلمة الذى وضعه ونشر بصفحته على الفيس بوك رسالة الى رئيس الجمهورية بأنه تم السطو على فكرته من وزير الاوقاف ومحافظ جنوب سيناء معلنا انه لن يتنازل عن مشروعة وحلمه لأنه يمثل له وطنه.