القاهرة 17 سبتمبر 2019 الساعة 12:52 م
الشاعرة العراقية زهراء حسن : "الفيسبوك" أصبح ديوان العرب بعد تجاهل دور النشر للقصائد الشعرية
حوار : صلاح صيام
ظللنا مدة غير قليلة نتغنى بمقولة " الشعر ديوان العرب"، وعشنا عليها أزمنة عديدة، ولكن الآن بعد ظهور وسائل التواصل الاجتماعي التى قلبت الموازين رأسا على عقب، وجعلت القصيدة متاحة للاطلاع عليها بعد ثوان من نظمها- بضغطة زر جهاز الحاسوب- وكذلك الكتب والروايات بل والأخبار، فما مستقبل هذه المقولة، وما هى أوجاع أصحاب القوافى ؟!
حملنا هذه الأسئلة إلى الشاعرة والكاتبة العراقية زهراء حسن التى صدر لها عدة مجموعات قصصية منها "بطاقة دعوة ليوم زفافي" و"زواج اجمل امرأة في العالم" و"تعالوا أعرفكم على صديقي" ومجموعة شعرية بعنوان "هي قبلة تدنيك مني" صدرت العام الحالى.
فى البداية تقول زهراء:
لم ينته الشعر ولكنه لم يعد ديوان العرب، لقد أختلف الزمن فصارت الرواية والقصة و اليوم صار "الفيس بوك ديوان العرب"، ففيه تجد الأخبار والأحداث كلها، بمعنى أن ديوان العرب اليوم هو صفحات التواصل الاجتماعي.
وتضيف "زهراء" القراءة في العالم العربي قليلة جدا فنحن شعوب تعاني من الأمية، لكن هناك متذوقين للشعر وهم من يبحثون عنه، واعتقد ان الشعر أخذ حجما مهما في هذا العصر فبإمكاني قراءة من أحب من الشعراء على صفحاتهم في الفيس بوك ومواقعهم، وهذا يغني القارئ والكاتب فلم يعد الشاعر يعيش في جزيرة مجهولة، أضف إلى ذلك أن هذه الصفحات فتحت الباب للكثير من المواهب الشعرية التي صرت اقرأها هنا وهناك ولولا صفحات التواصل الاجتماعي ما ظهرت هذه المواهب، وهناك الجانب السلبي أيضا في عدم معرفة استخدام هذه الصفحات؛ حيث صارت مكانا للخصومات وتصفية الحسابات.
ودور النشر تبحث عن الربح لذا هي لن تطبع كتابا شعريا سيكلفها الكثير، لكنها تطبع الراوية التي تربح منها كما تطبع الشعر الذي يباع، وتطبع كتب الطبخ والسحر؛ لأن القوة الشرائية تساهم في طبع هذه الكتب، غير أني أرى أن الشعر والراوية بحاجة الى إعلام وتسليط الضوء عليهما، وقد ساهمت صفحات التواصل الاجتماعي في ذلك، العالم كله تغير بسبب الانفتاح التكنولوجي، وقد تنتهي دور النشر خلال الفترة القادمة من الزمن ويصبح النشر على الإنترنت فقط.
وعن صعوبة نشر قصيدة فى صحيفة ورقية بل واستحاله ذلك قالت زهراء: لا أعرف هل فعلا نشر قصيدة في صحيفة ورقية يحتاج الى معجزة؟ أم أن الأمر انتهى فما عاد الكاتب اليوم بحاجة الى صحيفة تنشر له، فهو يملك صفحة يكتب بها وله قراء وهناك تواصل مباشر، النشر في الصحيفة لم يعد مهما كالسابق ناهيك أن الكاتب شخص مستغل ماديا، فهو لا يجني من قصيدته أو قصته أي وارد مالي بل بالعكس حيث يعتبر المسؤولون عن النشر أن مجرد النشر هو بحد ذاته هبة وفي هذا خطأ كبير بحق الشعر والشاعر فالكاتب ينجز وأي عمل يحتاج الى مردود مادي وهذا حق من الحقوق الضائعة.
وعن وجود شعراء جادين اليوم قالت : نعم نملك اليوم شعراء جادين وهم موجودون وينتشرون على مواقع التواصل الاجتماعي وكل من له ذائقة شعرية سيكتشف الكثير من المواهب وهذا ما يفرح ويبهج فعلا، ولكن الأخطر من ذلك أن مفهوم ديوان العرب زمن انتهى ولن يعود والنظر إلى اليوم والمستقبل هو الأهم ، كل شيء في عالمنا العربي في تدهور إلا الكتابة الشعر والراوية في حالة تطور، لا أعتقد أننا في زمن بحاجة إلى عودة لديوان العرب لأنه هذا صار من التراث والماضي ويقرأ في صفحات التاريخ يتعلمه الطلاب في المدارس والجامعات، علينا بالنظر إلى المستقبل كي نبني بلدانا جميلة تعيش تحت ظل القانون والمساواة هذا ما علينا أن نسعى إليه .
ومع ذلك، الشعر العربي اليوم بخير هناك نهوض كبير في الكتابة الشعرية والروائية وهناك يأس كبير في الحياة العربية العامة حيث تعصف الحروب بالكثير من الدول العربية، نحن بحاجة إلى البناء، بناء الإنسان العربي كي ينهض من جديد.