القاهرة 10 سبتمبر 2019 الساعة 11:52 م
كتبت: إنجي عبد المنعم
في صالون غادة صلاح الدين بقاعة سينما الحضارة الذي أقيم في مساء يوم الأحد الماضي بحضور الشاعر عبد الستار سليم، رائد فن الواو، ود.حسام عقل، وعدد من الشعراء منهم: الشاعر هشام الدشناوي، والشاعر درويش السيد، والشاعر فارس القرشي، والشاعر أحمد حسن عمر، وأدارت الندوة الكاتبة غادة صلاح الدين.
تحدث الشاعر عبدالستار سليم عن الفن الشعبي ابن اللغة العربية، وفن الواو وعلاقته بالموال، مؤكدا على أن اللغة الفصحى، هي لغة عامية عند العرب، واللغة الأم لكن بعد أن بدأت العرب تتعامل مع دولة الفرس والغساسنة والروم بلغات غير عربية ودخلت بعض الألفاظ غير العربية، والقرآن الكريم أتى ببعض الكلمات الغير عربية، فأي كلمة نطقت بها العرب فهي لغة عربية، وقد وقف الاستشهاد بلغة العرب عند شاعر في العصر الاموي.
كما أوضح أن الشعر الشعبي هو كل شعر خالف لغته لغة الفصحى في الإعراب والصرف، مثلا:
قلبي عليل ماله دوا.. من حب ريم الموصلي
مضيفا أن الدكتور طه حسين قال: "اللغة العربية نملكها ولا تملكنا، ولنا أن ندخل عليها ونخرج منها ما يناسبنا" فالكلمات قد تموت مثل الكائن الحي، وهناك كلمات تولد، حينما اختلط العرب بغيرهم كانوا يتحدثون ببعض الكلمات الغير عربية، وذلك في الفتوحات الإسلامية أصبحت في عصر هارون الرشيد أربع أخماس العام، فالدول العربية غطت كثير من شعوب العالم، فمثلا أتت الموشحات من الأندلس أما الموال من بغداد، والتقوا معا في مصر عصر المماليك أيام الناصر بن قلاوون الذي اعتنى بالأدب والأدباء، ولم ننكر ما فعله الأزهر من احتضانه للموشحات الأندلسية وكذلك الموال البغدادي.
وأكد أن أي فن يبتعد عن لغة العامة لن ينجح ابدا، وأن فن الموال ابن القرية وليس ابن المدينة.
أما عن فن الواو قال عبد الستار: "من الفنون القولية التي اشتهرت في صعيد مصر، فن شعري شعبي نشأ في صعيد مصر، والصعيد في ذلك الوقت لم يكن لديه بنية تحتية متكاملة لا ثقافة ولا تعليم ولا تجارة ولا صناعة، فكان الرجل الصعيدي يلجأ إلى هذا النوع للشكوى من همومه ومشاكله".
ومن جانبه أتت مداخلة د.حسام عقل، لماذا لم توجد حركة نقدية لقصيدة العامية حتى الآن؟ هل نعاني من حالة شيزوفرينيا؟!
وأوضح وجهة نظره أن القصيدة العامية بارحت القصيدة الغنائية، وبدأت تدخل في القصيدة المركبة، مثلما فعل بيرم التونسي، ولفت إلى أن الأبنودي أدخل قصيدة العامية في مستويات حديثة صريحة تأثرا بصلاح عبد الصبور، وبالموجة الخمسينية بزخمها الكبير مثل ديوان الأرض والعيال 1964، واستشهد عقل بالشاعر محمد طعيمة الشاعر السكندري، واعتبر انه جدد تجديدا جذريا، لأنه ادخل القصيدة العامية في أدب الومضة، ومن أبدع دواوينه ديوان "إنما الأشعار بالنيات".
وزعم عقل أن القصيدة العامية حديثا وصلت إلى أعلى ذروتها ويرى أن أحمد فؤاد نجم رفع سقف القصيدة الثورية إلى أعلى سقف، وجدد تجديدا جذريا في البنية التحتية للقصيدة، فأدخل الموال الأخضر والأحمر وأغاني الأعراس والأطفال ونداءات الباعة الجائلين، مشيدا بفؤاد نجم ووصفه قائلا: "نجم حالة ولم يكن يعنيه النقاد، أما فؤاد حداد فكان محاصرا نقديا وإعلاميا"، وذكر أن فؤاد نجم كتب قصيدة "بيان هام" التي انتشرت في السبعينيات، وهي تحاكي حالة الشعب، وصدر ضده حكم بالحبس سنة مع الشغل والنفاذ، فعاش حياته بين الشتات والمنافي، ولم يكن يعنيه هذا، وما كان يعنيه أن يختط مدرسة جديدة.
وأكد عقل قائلا: "أن هناك دراسات عن العامية، مثل: رشدي سعيد، إبراهيم أنيس، ود.حسين نصار، لكنها دراسات منجمة وجاءت ابنة وقتها ليست كالدراسات الممنهجة، ومن خلال هذه الأمسية أنادي بتدشين حركة نقدية للقصيدة العامية من حيث الأوزان والقوافي وفن المصمتات، وطبيعة المفردات .. ألخ، وأكد قائلا: "آن الآوان لأن تكون هناك مدونة لنقد القصيدة العامية".
واختتمت الأمسية بإلقاء قصيدة زجل بين: الشاعر أحمد حسن عمر، والشاعر فارس القرشي، والشاعر هشام الدشناوي.