القاهرة 13 اغسطس 2019 الساعة 09:37 ص
حوار: سماح عبد السلام
تستدعى التشكيلية نرمين حكيم الشعور بالسعادة والرضا بأشياء صغيرة فى معناها كبيرة فى محتواها من خلال أعمالها الفنية التى استضافها جاليرى المشربية بالمهندسين مؤخرًا، تلك الأعمال التى تحتوى على فلسفة عميقة نفذتها برؤى تمزج بين التعبيرية والتجريدية بتقنيات فنية متباينة تعكس شغفها بالبحث والتجريب.
* استضاف جاليرى المشربية معرضك الجديد "أشياء صغيرة".. فما هو الإطار الذى تضمنته هذه التجربة؟
أتناول في معرضى "أشياء صغيرة"، فكرة إمكانية أن نستدعي شعور السعادة والرضا بأشياء في منتهي البساطة، بل أن هذه الأشياء و إن بدت لنا في ظاهرها صغيره إلا أنها قد تكون في حقيقتها أكثر أهمية و عمقًا. و كما دونت في كلمتي في المعرض أن أشياء صغيره قد تُعيدنا إلي أمنا الطبيعة. أشياء صغيره تذكرنا بأرواحنا في خضم عالم طغت عليه المادة. تحثنا على الروي في زمن السرعة. أشياء صغيره تعيدنا إلي صفحات ولت مملوءة برسم طفولتنا و دفء الحكايات. أشياء صغيره تنبش عن بقايا طفل أنهكته رحلة الحياة. ففي زمن الساعة و المادة والوفرة وجنون الاتصالات تكون دقائق التأمل والاتصال عن صخب العالم هي حاله صعبة المنال وتحتاج إلي نوع من الوعي والرغبة وأشياءنا الصغيرة تكاد تكون هي المحفز والصلة وهي بقايا عالم نشتاق إليه ونفتقده.
* ظهرت النساء بملامح وجه مطموسة.. فهل من تفسير لذلك؟
عادة أرنو الي التبسيط والاختزال وهذا يحدث في أعمالي سواء كانت مناظر طبيعية أو أشخاص، فأنا الجأ الي المزج بين التجريد والتشخيص فأقوم باختزال التفاصيل والملامح لأكتفي بالحالة التي تحدثها الألوان والخطوط والرؤية الدرامية دون دخول في تفاصيل.
* لديك شغف خاص بالمنظر الطبيعى.. فما الذى يغريك برسمه؟
عكفت لسنوات طويلة علي رسم البحر والمراكب لارتباطها بالطبيعة و شغفي بانعكاس الضوء وتغيراته علي صفحة الماء والسماء، بقي هذا الشغف ملازماً لي حتي بعد اتجاهي إلي تجريد المنظر الطبيعي الا أنه في اكثر اللوحات تجريدية أحد بقايا من مشاهد قديمة لبحر أو سماء أو ضوء تطل في اللوحة بقصد أو دون قصد.
* أيهما يشغلك أو يثير انتباهك.. أن يقف أمام أعمالك متخصص ويناقشك أم متلقى عادى؟
احترامي للجميع بالطبع و لكن يشغلني أكثر المتخصص الذي يناقشني بصراحة و موضوعية و فهم.
* هل من طقوس وعادات لك خلال ممارسة العمل الفنى؟
بالرغم من أني اثناء ممارسة العمل الفني أكون في منتهي الفوضي إلا أني قبل أن أبدأ يجب أن أرتب جميع أدواتي وأرتب مرسمي لأشعر بعدها بهدوء و صفاء ذهني. أما أثناء الممارسة فأنقطع عن العالم إلا من الاستماع إلي الموسيقي.
• تركت العمل بمجال دراستك الأساسى السياسة والاقتصاد واتجهت لممارسة العمل الفنى.. فماذا قدم لك هذا المجال؟
درست العلوم السياسية وكنت أعلم أني لن أعمل بها ولكني درستها لشغفي وحبي لدراستها والمواد المصاحبة لها من فلسفه وتاريخ وغيره عملت بعدها ك product designer في عمل خاص وهو عمل ذو صلة كبيرة بالفن ولم أنقطع أبدا عن الفن، فكنت أمارسه وأدرسه فبدأنا بدراسة بالقسم الحر بكلية الفنون الجميلة حيث كان يقوم بالتدريس فيه حينئذ كبار الفنانين أمثال حامد ندا وزكريا الزيني وعبد العزيز درويش وحسن عبد الفتاح ورضا عبد السلام و غيرهم.
لا أستطيع أن أجيب عن سؤال ماذا قدم لك هذا المجال إلا بإجابة واحدة وهى أنني في حالة الإبداع الفني أكون في أسعد حالاتي، أما ما يتلو هذا من معارض وافتتاحات ومقابلات وغيره فهو بالنسبة لي بمثابة أعباء لا مفر منها.