القاهرة 23 يوليو 2019 الساعة 11:15 ص
كتب: د. حسين عبد البصير
تحيط الألغاز الغامضة الكثيرة بحياة ووفاة الفرعون الذهبي الملك توت عنخ آمون وبمقبرته، وحين اكتشف هوارد كارتر في 4 نوفمبر عام 1922 مقبرة توت عنخ آمون في البر الغربي بالأقصر انبهر العالم كله بالآثار الساحرة للفرعون الذهبي الملك توت عنخ آمون، وضمن مقتنيات الفرعون الذهبي، وجد كارتر اثنين من الأبواق المزخرفة، أحدهما من الفضة والآخر من البرونز. ويبقى بوقا الحرب الخاصين بالفرعون الذهبي لغزين، ويعد مثيرًا ومن أهم الغرائب في دنيا الآثار ما تبع النفخ في أحدهما من اندلاع للحروب وللثورات، ومن الجدير بالذكر أن البوق كان في مصر القديمة آلة موسيقية عسكرية. وكانت الأبواق أهم الأدوات الداعية للحرب.
ويبلغ طول البوق المثير حولى50 سم، وفوهة هذا البوق عبارة أسطوانية الشكل بحلقة فضية عند النهاية الخارجية ومثبتة فى أنبوب، وعلى الوجه الخارجي لطرف البوق المتسع، والذي يشبه الجرس، منظر يصور الملك توت عنخ آمون مرتديًا التاج الأزرق التاج المفضل لأسرته، ويمسك بالصولجان المعقوف. ويقف الملك أمام تمثال لرب الفنانين والصناع الإله الشهير بتاح في هيئة مومياء.
وفي عام 1914، زار أحد علماء الآثار الفرنسيين المتحف المصري، وأمسك ببوق الحرب الذي كان يمتلكه توت عنخ آمون، ونفخ فيه ليجربه، ففوجئ الجميع بدوي الصوت من خلاله، وبعد ساعات قليلة، وقعت الكارثة وقامت الحرب العالمية الأولى. فقال علماء الآثار إنه يمكن الاستعانة ببوق الفرعون وإعادة النفخ فيه لإعلان الحرب أو التحذير من المصائب الكبيرة؛ وذلك لأن البوق كان يُنفخ فيه للإعلان عن الحرب.
وفي سنة 1939، حاولت هيئة الإذاعة البريطانية تسجل صوت هذه الأبواق على الهواء، واستطاعت أن تقنع مصلحة الآثار المصرية بالمشاركة في البث. وقبل العزف بخمس دقائق انقطعت الكهرباء وانطفئت الأضواء من كل الأجهزة المصاحبة لكل الأفراد الذين كانوا موجودين لتسجيل هذا الحدث المهم. ثم نجح العزف بعد ذلك. وظل العزف على البوق لمدة 5 دقائق متواصلة. ولكن أثناء النفخ، حلت ثانية بدايات اللعنة بالحدث. وانكسر البوق. وتم إصلاحه. وأخيرًا نجحت عملية تسجيل الصوت. وبعد البرنامج بأشهر، قامت الحرب العالمية الثانية بكل أحداثها الدموية المريعة.
وحاول أحد أمناء المتحف المصري بالتحرير إنكار فكرة وقوع الحروب والكوارث بعد النفخ في البوق معتبرًا إياها خرافة، فقام بالنفخ في البوق سنة 1967، ولكن بعدها قامت حرب 1967 بين العرب وإسرائيل. وخسر العرب الحرب وتم احتلال الكثير من الأراضي العربية. وفي سنة 1990، حاول أثري مصري أن يعيد التجربة كنوع من الدعابة، فقامت بعدها حرب الخليج الثانية بين العراق والكويت. وفي سنة 2011، نفخ أحد الأثريين المصريين في البوق. وبعدها بأسبوع، قامت ثورة 25 يناير 2011.
وبناءً على ما سبق، نشأ اعتقاد راسخ لدى الأثريين بأن من النفخ في هذا البوق معناه قيام للحرب؛ فقد ذلك يشعل الحرب أو يُحدث كارثة كبرى على الفور أو بعد النفخ بوقت قصير.
وما تزال حياة وآثار الفرعون الذهبي الملك توت عنخ آمون مليئة بالسحر والجمال والأسرار والغموض.