القاهرة 16 يوليو 2019 الساعة 09:07 ص
حوار: سماح عبد السلام
تعكس أعمال التشكيلية هالة الشاروني شخصيتها إلى حد كبير، بما تحمله هذه الشخصية من مرح وشغف بالحياة والعمل، أو حده وانفعال وحزن على فقدان شيئ أو صديق كما حدث بمعرضها الأخير "هو، هى ونحن"، والذى أهدته بدورها لصديقها الراحل والملهم لها ببعض أفكار تجربتها الفنية الأخيرة؛ تلك التجربة التى تطورت بشكل تدريجى وملموس بدأته بأولى معارضها قبل بضع سنوات بدأب وإصرار شديدين.
* "هو وهى ونحن".. معرضك الجديد بجاليرى آرت سماح .. حدثينا عن فكرته؟
المعرض مهدى للصديق المهدى مراد هيكل، لذا كانت الكلمة الأولى "هو"، وكيف أن هذا الصديق أثر فى حياتى أنا والآخرين؛ فكان أن استوحيت فكرة المعرض من حياته ووفاته؛ لذا قررت أن يكون عنوان المعرض واضح. كل معارضى أتحدث عنى بينما فى هذا المعرض تحدثت عن صديقى.
* تتجلى المرأة فى المعرض بصورة كبيرة.. فهل ثمة انحياز أنثوى لها؟
أرسم أكثر شئ أفهمه عن نفسى أو عن المرأة. أنا كأنثى لدى مشاكل وأفكار؛ لذا تجدين المرأة البطل فى تجربتى. فى هذا المعرض أضفت الرجل "هو" وكيف أنه يؤثر فى حياة المرأة؛ ومن ثم جعلت وجوده هنا كنوع من التكريم.
* ولماذا يطغى اللون البنفسجى مقارنة بألوان أخرى؟
مؤخراً أصبحت أحب اللون البنفسجى لسبب لا أعرفه، كنت أخاف منه، حالياً أشعر أنه لون قوى ومعبر ما بين الأزرق والأحمر، بارد وساخن. والفنان مع العمل يتطور فى البالتة اللونية والموضوع، وهذا جزء من الموضوع أننى أصبحت واثقة من أدواتى وأرغب دائما فى التجريب.
* قمتِ بأنسنة القطط فى المعرض ومنحها أدوار مختلفة، فهل لذلك مغزً معين؟
القط من أكثر الحيوانات القريبة لي، كل قطة شخصية تختلف عن الأخرى، أحب القوة الموجودة لدى هذا الحيوان والنعومة فى ذات الوقت، تكوينهم جميل بانسيابية جميلة. كانوا مقدسين عند الفراعنة، وقد أوحى لى صديقى الراحل بفكرة رسم لوحات عن القطط التى تحاكى البشر فى بعض المواقف، فرسمت القطط تلعب البوكر، وقد حازت هذه اللوحة نجاحاً كبيراً وخاصة أن بها إحساس جمالى ومبهج.
* هل تنتهجين اتجاها فنيا بعينه؟
أحب التعبيرية أكثر، وإن كان لدي أسلوب ساخر بعض الشيء ربما يعود السبب لأنى رسمت كاريكاتير فى فترة ما وإن كان بشكل غير احترافى، كما مارست الكوميكس، إلا أننى وجدت نفسى فى التصوير ولكن بشكل به بعض الهزل. عموما لست ناقدة ولكنى فنانة. عملى يقف عند فكرة حدود العمل الفنى. رسمت ما بداخلى، فكرة التصنيف تقع على كاهل الناقد الفنى. أتمنى أن ألتقى نقاد يساعدونى فى تحديد اتجاهاتى.
* ثمة تنوع فى أحجام اللوحات، لماذا؟
أميل لجميع الأحجام. فكل حجم يقدم معى شيء مختلف.
كنت أتمنى تقديم أحجام كبيرة لكنى ظروف وفاة صديقى حالت دون ذلك، ولكنى أعتقد أنى سأعمل على مساحات كبيرة فى المعرض القادم حيث أفضل هذا الحجم، فالصغير منه يحد حريتى إلى حد ما ولكنه فى نفس الوقت يدفع الفنان للتفكير بطريقة مختلفة وخاصة أننى أفكر على الكانفس؛ حيث أرسم بدون اسكتشات لأننى أصدق الإحساس والانفعال الأول، الاسكتش ليس تفكير ولكنه انفعال منتهي.
* أعمالك تعكس شخصيتك.. فهل ترسمين ذاتك؟
الناقد أو المتلقى هو من يستطيع رؤية هذا، وبالفعل قيل لى هذا الوصف، بمعنى أن لوحتى بها بعض من انفعالى أو حدة خطوطى وقوتها؛ لذلك لا أحب أن أتحدث عن عملي أمام المتلقى بل أنتظر قراءته الفنية ومناقشته لى.
* ما هي أقرب الخامات إليك؟
أحب الأكريليك لأن أفكارى سريعة؛ ولذا أحب الخامة التى تجف سريعا. كما أمزج بينها وبين الألوان الزيتية.
* من أين تستمدين أفكارك؟
من نفسى والأشخاص المحيطين بى، من العلاقات الإنسانية، لأن الإنسانية هى لغة العالم، كلنا بشر حتى وإن اختلفنا فى الطباع والطين. أريد أن أعبر عن نفسى كإنسانة.
* يعُد هذا المعرض الخامس فى تجربتك الفنية.. فهل تحرصين على العرض بصفة منتظمة؟
أحب أن أتواجد فنيا، طالما الفنان منتج لماذا لا يطرح عمله. لم أقوم بتخزين عملى؟ شعورى بالرضا وإشباع الرغبة فى رؤية متلقى يقرأ أفكارى يحقق لى سعادة كبيرة؛ لذا أشارك بمعارض داخل مصر وخارجها. أتمنى أن أستمر فى فكرة العرض الفردى بشكل سنوى.