القاهرة 02 يوليو 2019 الساعة 10:17 ص
كتبت: د. فايزة حلمي
غالبًا ما نرغب في مساعدة الآخرين ونريد أن نكون لطفاء معهم، لكننا لا نعرف تمامًا ما قد يحتاجون إليه, نرغب في تعميق ارتباطنا بهم ونكون في خدمتهم، ومع ذلك فنحن نفتقر إلى فَهْم حقيقي لما يمكن أن نقدمه لهم بشكل معقول؛ عقولهم تبدو لا يمكن اختراقها، ومشاكلهم مُبْهَمة, هنا، مِن الجيِّد أن نتذكر أننا جميعًا نمتلك قوة عظمى ، وقدرة على إعطاء الناس شيئًا يمكن أن نتأكد من أنهم يحتاجون إليه بشكل أساسي ، وتأسيساً على نظرة أوَّلية أساسية في الطبيعة الإنسانية: "نَجِد أننا جميعنا في حاجة ماسة إلى التشجيع", فالحياة حالة طوارئ مستمرة إلى حد ما للجميع, نحن دائمًا مُطارَدُون بالشكوك حول قِيمتنا، وبالمخاوف المتعلقة بمستقبلنا، والقلق الذي لا شك فيه والرعب حيال الأشياء التي قمنا بها ، والشعور بالذنب والإحراج تجاه أنفسنا.
كل يوم يجلب تهديدات جديدة لسلامتنا, وباستثناء لحظات نادرة جدًا عندما نشعر بالصلابة, ولا يهم ما إذا كان مَن نراهم, كبارًا أم صغارًا ، أنجزوا أو يكافحون من أجل الحصول على شيء ، لكن يمكننا الاعتماد على شيء واحد عن الذين نلتقي بهم: أنهم يواجهون شعورًا بعدم الأمان وبعضا، مِن اليأس.
هذا يعني أنهم ، أكثر مما يدركون حتى، يتوقون لشخص ما ليقول لهم شيئًا مهدئًا لهم ، أو كلمة تجعلهم يشعرون بأن لديهم الحق في الحياة، وأن لدينا بعض الإيمان بِهم، ونعلم أن الأمور ليست سهلة بالنسبة لهم, وهذا دائمًا, بطريقة غامضة ولكن حقيقية, تَعْني أنّنا إلى جانبهم, قد تكون هذه ملاحظة صغيرة جدًا ، وبالكاد تكون ملحوظة ، لكن تأثيرها قد يكون حاسمًا: "أن شيئًا رائعًا قالوه انطبع في أذهاننا"، وأننا نعرف أن الأشهر القليلة الماضية ربما لم تكن بسيطة بالنسبة لهم، وقد وجدنا أنفسنا نُفكّر فيهم منذ اجتماعنا الأخير بهم، وأننا لاحظنا.. ونعجب بالطريقة التي يَسِيرُون بها في الأمور، وأنهم يستحقون استراحة ، ويمكننا أن نرى الكثير مِمّا يتَحمّلونه.
مِن السهل أن نخطئ في بَث التشجيع مع الإطراء, لأن الإطراء ينطوي على كذبة لاكتساب ميزة، في حين أن التشجيع ينطوي على الكشف عن المودة الحقيقية, مِن أجل تعزيز قدرة شخص ما على التحمّل, وعلاوة على ذلك، فإن الإطراء يُخْبِر فريسته عن نقاط قوته فقط, في حين يقوم التشجيع بعمل أكثر قيمة بشكل لا نهائي: "يلمّح إلى أننا شاهدنا نقاط الضعف ، لكن لدينا, التسامح والرحمة لهم, على أساس المشاركة الكاملة معهم.
"أعتقد أنك ستكون بخير"؛ "الكل يَمُرّ بأشياء مِثل هذه" ، ليس لديك ما تخجل منه ... "
إن الكلمات التي نحتاج أن نقولها للطمْأنة والتشجيع ليست جديدة، ويمكن أن تكون أكثر الجُمَل شيوعًا على ما يبدو، لكننا بحاجة إلى الاستمرار في سماعها, لأن العقول سيئة للغاية في التمسك بحقائقهم المغذية, إنها ، علاوة على ذلك ، تكوُن ذات قيمة أكبر ونميل إلى التمسك بها, إذا قام شخص آخر بتوجيهها إلينا, مما لو كنا نحاول أن نعيد تكرارها بأنفسنا, لأننا جميعًا قد خرجنا فعليًا من عالم الراحة, واضطررنا إلى البقاء في أرض الغموض والحزن والتعب, إننا جميعًا نواجه مشاكل ، وكلنا قلقون مِن القلب ، ونتوق إلى الراحة, والآخرون أيضا في أمَسّ الحاجة إلى التسامح والوِد.
جزء مِن مسؤولية العيش في وقت لم يعد يؤمن على نطاق واسع بالتشجيع, هو أننا نمنح كل واحد منا دورًا في تقديم جزء من هذا التشجيع بأنفسنا ، إلى زملائنا الذين يعانون ، في لحظات عادية من حياتنا العادية, لا يمكننا عمومًا معرفة التفاصيل الدقيقة لمصاعب الآخرين، لكن يمكننا أن نتأكد دائمًا من بعض الأشياء الحيوية منذ البداية: "إنهم عند مستوى ما, في مزاج من الألم والشك في الذات ، وأن في بعض الأشياء الكبيرة جدًا لن تسير الأمور على ما يرام، حيث ستكون هناك شدة, وبعض الشعور بالوحدة والقلق ، وبالتالي يمكن أن نُحْدِث فَرقًا كبيرًا بالفعل إذا استطعنا أن نقول لهم شيئًا، مهما كان متواضعا؛ لجلب القليل من الطمأنينة إلى حياتهم اليومية.