القاهرة 25 يونيو 2019 الساعة 02:20 م
ألقى الدكتور خالد العناني وزير الآثار، كلمة نيابة عن فخامة رئيس الجمهورية في احتفالية "أوبرا مصر الطريق" و التي أقيمت مساء أمس الاثنين للاحتفال بذكري دخول العائلة المقدسة إلى أرض مصر، و ذلك بمسرح مركز المنارة للمؤتمرات بالتجمع الخامس، والتي أشرف على إعدادها رئيس جمعية "نهرة" لإحياء التراث الوطني المصري.
حضر الاحتفالية قداسة البابا تواضروس الثانى بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، و عدد من الوزراء والشخصيات العامة منهم الدكتورة غادة والي وزيرة التضامن، والسفيرة نبيلة مكرم وزيرة الهجرة، و د/ إيناس عبد الدايم وزيرة الثقافة، والمهندس إبراهيم محلب، و محافظي أسوان و جنوب سيناء وعدد كبير من السادة النواب ، و غيرهم من سيدات و رجال الفن و الإعلام و الكتاب والسفراء.
و خلال كلمته قال وزير الآثار، إن ذكرى دخول العائلة المقدسة مصر له أهمية تاريخية و دينية كبيرة لدي المصريين كما أنها تعد من التراث الديني العالمي الذي تتفرد به مصر عن سائر بلدان العالم، و بفضلها تبوأت الكنيسة القبطية المصرية مكانة دينية خاصة بين الكنائس المسيحية في العالم، لارتباطها بهذه الرحلة المباركة لأرض مصر الغالية علي مدار أكثر من ثلاثة أعوام و نصف باركت خلالها العائلة المقدسة أكثر من 25 بقعة في ربوع مصر المختلفة تحمل ذكراهم المعطرة حيث تنقلت بين جنباتها من ساحل سيناء شرقا إلي دلتا النيل حتي وصلت إلي أقاصي صعيد مصر. فمنذ فجر التاريخ و حتي الآن مصر كانت و ستظل حصنا منيعا و ملاذا آمنا لكل من أراد الاحتماء بها حيث جاء إليها نبي الله إبراهيم و يوسف ثم أباه يعقوب عليهما السلام وولد و تربي علي أرضها موسي عليه السلام و جاء إليها يوسف النجار مع السيدة العذراء البتول و طفلهما في رحلة مقدسة هربامن طغيان الملك هيرودس. أدام الله مصرنا الغالية العظيمة درة الله في ارضة و كنانته التي يأمن و يحتمي بها الجميع وزادها عزا و إباء و شموخا.
كما أعرب د/ العناني عن سعادته بأن هذا الحدث الجلل الذي ميز الله به مصر عن العالم بدأ يأخذ الاهتمام الذي يستحقه من الحكومة ومجلس النواب والمجتمع المدني.
موضحا الاهتمام الخاص الذي توليه وزارة الآثار لهذا الملف حيث قامت الوزارة بترميم و افتتاح العديد من المواقع و الكنائس و الأديرة الأثرية علي مسار رحلة العائلة المقدسة. ففي عام 2015 تم افتتاح الكنيسة المعلقة بمصر القديمة بعد الانتهاء من ترميمها كما تم الانتهاء من أعمال ترميم كنيسة العذراء مريم و الشهيد أبانوب بسمنود و افتتاح مغارة و كنيسة ابي سرجة بمصر القديمة عام 2016 بالإضافة إلى ترميم أجزاء من أديرة وادي النطرون الأربعة و جاري حاليا ترميم و تأهيل كنيسة السيدة العذراء بجبل الطير بالمنيا و مشروع تطوير موقع شجرة مريم بالمطرية و الذي أوشك علي الانتهاء، هذا بالإضافة إلي إصدار كتالوج باللغتين العربية و الإنجليزية لتوثيق مسار العائلة المقدسة و المواقع الأثرية التي مرت عليها الرحلة.
و أكد د/ العناني في كلمته علي أن وزارة الآثار شكلت لجنة قومية تضم خبراء من كل الجهات المعنية لإعداد ملف لتقديمه إلى منظمة اليونسكو لتسجيل مسار رحلة العائلة المقدسة علي قائمة التراث العالمي اللا مادي و تسجيل أديرة وادي النطرون الأربعة على قائمة التراث العالمي المادي.
و في كلمته وجه منير غبور رئيس جمعية "نهرة" لإحياء التراث الوطني، خالص الشكر للرئيس عبد الفتاح السيسي لرعايته لهذا الحدث إيمانا منه بأهمية هذا الاحتفال كما شكر جميع الحضور ووزير الآثار علي الدعم الكامل الذي توليه الوزارة لهذا الملف الهام .
و نوه على أن هذا العمل الأوبرالي سيتم ترجمته إلي اللغتين الفرنسية و الإنجليزية و سيتم عرضه في بيروت كمحطة أولى فلغة الفن مشتركة بين جميع الشعوب. كما شكر وزيرة الثقافة علي مشاركتها بالعزف في العمل الأوبرالي، حيث عزفت فلوت مع أوركسترا سينكوب بقيادة المايسترو جورج قلته. و شارك بالغناء فريق كورال دار الأوبرا "أكابيللا" وكذلك فريق باليه الأوبرا وغناء المطربة أميرة رضا، وقدم الحفل الكاتبة فاطمة ناعوت وأشعار الشاعرة نور عبدالله تأليف وسيناريو ومنتج فنى فيكتور فاروق وإخراج محمد حمدي.
و في كلمته وصفه بابا تواضروس رحلة العائلة المقدسة بأنها هدية عظيمة قدمها الله إلي مصر و خصها بها و حبي بها البلاد. كما أعرب عن امتنانه و سعادته باهتمام الدولة و الحكومة بهذه الرحلة كما تقدم بخالص الشكر للرئيس عبد الفتاح السيسي لرعايته لهذا الحدث و كذلك جميع العاملين على تقديم و إنجاح هذه الاحتفالية و العمل الأوبرالي الرائع كما خص بالشكر وزير الآثار على الجهد الغير مسبوق التي توليه الوزارة لترميم المواقع الأثرية الواقعة في محطات رحلة العائلة المقدسة ووصفها بأنها جهود قوية و عظيمة و أنها ستقدم مصر للعالم في صورة أروع ما يكون و تجعله يفهم من هي مصر.