القاهرة 21 مايو 2019 الساعة 01:10 م
كتب: ياسين سليماني ـ الجزائر
جول وكارولين زوجان يعيشان حبا مثاليا, عدا أنّ جول لديه عشيقة اسمها جنيفياف, وهذا لن يسمح بعطلة نهاية الأسبوع أن تكون هادئة بالتأكيد .. لأول وهلة سنجد الفكرة مستهلكة تعتمد على الثلاثي المعروف: الزوج، الزوجة، والعشيق أو العشيقة. لكن ببعض الاختلاف سيأخذنا "أليل فاردار" في عالمه الساحر إذا علمنا أنّ الزوجة شابة في السادسة والعشرين، بينما العشيقة امرأة في السابعة والخمسين، أي أنها تكبر زوجته بأكثر من ثلاثين عاما !! لحظة اكتشاف الأمر من الزوجة الشابة لن تكون أبدا في صالح جول. مثّل في هذا العرض إلى جانب الشخصية الأساسية كل من المبدعة "ألكسندرا فاندرنوت" و"كورالي بريفوت" و"جيروم لينوتر"
كوميديا شديدة الوهج تأتي بجمهورها من كل صوب كتبها وأخرجها ومثّل فيها أليل فاردار بإيقاع شديد مع الكثير من التحولات التي تضمن تسريع الأحداث وضمان الضحك. جميع المكونات موجودة في هذا العرض الذي يقدمه لنا الممثل والكاتب المسرحي البلجيكي الأربعيني، يمثل هذا العرض أحدث أعماله المسرحية، الذي بلغ واحدا من أكثر نسب الحجز على الأنترنيت في باريس، وهو إلى ذلك اشتهر خاصة بمشاركته في السلسلة التلفزيونية "عشيرة المطلقات" Le clan des divorcées التي قدّمت على فرانس 4 وهي تعرض بشكل دائم في فرنسا التي يعيش بها بعدما غادر بلجيكا منذ عشرين سنة. ينتج سنويا العديد من العروض التي تشارك في إطار مهرجان أفينيون الذي يقام كل صيف. له أعمال متميزة في المسرح مثل "لم يولد تحت النجم نفسه" 2007، "زوجان مثاليان..تقريبا" 2010، "عشر سنوات من الزواج عام 2013، "كيف تحافظ على رجلها؟" عام 2016. يستمر عرض العديد من هذه الأعمال لعدة سنوات، وهذا ما يفسّر المسافة الزمنية بين كل عمل جديد وآخر.
لن نجد صعوبة في الإعجاب بالموهبة الجميلة للخمسينية (البلجيكية أيضا) ألكسندرا فاندرنوت التي قامت بدور العشيقة، والمعروف عن فاندرنوت التي هي في الأصل من أسرة فنية فهي ابنة لقائد أوركسترا وراقصة لهما وزنهما في بلجيكا أنها ممثلة سينمائية بالدرجة الأولى، إذ شاركت في عشرات الأفلام، بينما جاء المسرح متأخرا نسبيا عندها، ولا تتجاوز مشاركاتها فيه أربعة أعمال ابتداء من 2010 مع عرض "الرئيس، زوجته وأنا" للمخرج بيرنار أوزان، تلاها عمل من تأليف وإخراج المبدع الشهير فرانسيس فيبر بعنوان "عزيزي الكنز" ثم "لا أحد يمنع الآخر" لإريك لوروش.
قد تكون أهم الملاحظات التي تعاتب هذا العرض، وجود بعض الارتجال الذي قد لا يكون دائما ناجحا في إثارة اهتمام المتلقي، مع نقطة في غاية الأهمية: فاردار يسرق الأضواء من كل من يمثل إلى جانبه، حتى أنّ البعض قد يلاحظ أنّه ممثل الوان مان شو الذي تُسلط عليه الأضواء بدرجة أولى أكثر من كونه ممثل في عمل جماعي حتى ولو كان بممثلين وشخصيات قليلة على الخشبة. يلاحظ العديد من النقاد هذا ويقولون بأنّ فاردار "يستمتع باللعب وينتهي به الأمر كثيرًا على حساب زملائه في هذه اللعبة" ومع أنّ هذه الملاحظة قد تثلج صدر معظم الممثلين غير أنها تضرب اللعبة الجماعية التي ينهض عليها أي مسرح.
يقول بعض النقاد الباريسيين عن مسرح فاردار "كالعادة يحتفظ بالدور الرئيسي ويجرؤ على كل شيء !!!", لكنهم أيضا يضيفون: "عليك الذهاب إلى هناك لتضحك جيدا، الضحك الجيد والاسترخاء وأن تنسى للحظات ما يقلقك كل يوم". وهذا ما تثبته "نهاية أسبوع هادئة".