القاهرة 20 مايو 2019 الساعة 12:44 م
المحرر الثقافي
في الليلة الثامنة من أمسيات بيت الشعر الشعرية و الفنية التقى جمهور بيت الشعر بالأقصر اليوم الأحد الموافق 19 مايو 2019 ، ، في الخيمة الرمضانية المقامة بساحة معبد الأقصر حيث كانوا على موعد مع الأمسية الشعرية التي شارك فيها الشعراء الشباب : أحمد الجميلي، عبد الله عبد الصبور ، عبد النبي عبد السلام عبادي وقام بتقديم الأمسية الشاعر حسين القباحي مدير بيت الشعر بحضور عدد كبير من شعراء ومثقفي الأقصر وأهالي المدينة ورواد الساحة الثقافية و التغطية الإعلامية من قناة الشارقة الفضائية .
بدأت الأمسية بالشاعر أحمد الجميلي والذي قرأ من شعره:
هناكَ ..
هناكَ .. امتدَّ أرضًا وموعدًا
ولم يلقَ إلا الرملَ خِلٌ يَضمُّهُ
غريبًا غَزَا الصحراءَ
مقعدهُ الحَصَى
وشبَّاكهُ المعْنَى وعَيْنَاهُ حُلْمُهُ
تهجَّتْ خيولُ الجاذبيةِ
رُوحَهُ
ليصعدَ في أعلَى الكناياتِ جِسْمُهُ
مَحَا رَسْمَهُ رِيحٌ..
فمن أيِّ وجهةٍ
سيدخلُ للمجهولِ إن ضاعَ رَسْمُهُ
ومما قرأ أيضًا:
على صفحةٍ بيضاءَ أحكي ولا أحكي
فيصهلُ بي شكٌ غريبٌ على شكِّي
على دمعةٍ أغفو وأصحو بدمعةٍ
ولم أوقظِ الذكرى من النومِ كي تبكي
لأني بريدُ الوردِ .. بُعثِرْتُ كالصدى
ليقرأني الساعونَ في ساحةِ الشوكِ
وقبل انطفاءِ العُمرِ ، قبل انقضائهِ
وقبل انشطار الروح عن صورة الضحكِ
مررتُ بأحزاني مرورًا مُسالمًا
وقلتُ لها مُرِّي عليَّ بلا فتكِ
ثم تلاه الشاعر عبد النبي عبادي والذي قرأ من شعره:
أمشي بقلبٍ
صامتٍ ونُحاسي
وأكفكفُ الأيّامَ حسب مقاسي
لا أشتهي فرحا
وليس يُضيرُني
أنّي وهبتُ لصرختي أنفاسي!
من دمدمات الوجدِ أنبتُ حافيا
فبرائتي والشّعرُ
كلّ حواسي ..
في شارعِ الأحزان تضحكُ شُرفةٌ
ويقولُ نشوانٌ : سأقطعُ راسي،
وأشوطها كقصيدةٍ نثريّةٍ
في محنةِ الإيمانِ بالإحساسِ!
سأهُشّ سربَ قصائدِ عن دفتري
لأشُمّ رائحةَ الحنينِ القاسي!
ومما قرأ أيضًا من شعره:
ذئبيّة
في مُنتصف الليلِ ، أراني ذئباً
مسنونَ الذّاكرةِ ومكتملَ الهيبةِ والوحشيّة !
والغُرفةُ صحراءٌ
تتعرّى فوقَ سريرِ الصّمتِ ،
مدبّبَة الرّملِ وبيضاء النُّورْ
ذئبٌ ..
يقفزُ بين الممكنِ والمحظورْ !
ينخرُ ثلجَ الذّاكرةِ
فتقفزُ أسماكٌ فضيّة !
أعدو بين الجبلِ وبين النّهرِ
أدعكُ جسمي بحصىً أحمرَ ،
وفصوصٍ من موّالِ الشَّدو
وأعوي ..
أنهشُني،
تندلعُ الشّهوةُ في العينينِ وفي الأمسيّة
ثم اختتمت الأمسية بالشاعر عبد الله عبد الصبور والذي قرأ من شعره:
وكأنَّهُ في الغيبِ يوسفُ قابعٌ
والناسُ ترمي همَّها
في جُبِّهِ
هل كانَ شفافًا
يخبِّيءُ حُزْنَهُ في السُحْبِ
فاشتعلَ البكاءُ بِسُحْبِهِ
أو ربما
مُذْ قَتْلِ هابيلَ
ارتدى ثوبَ الحداد
ولم يزلْ يأتي بِهِ
أو ربما
شخصٌ كريمٌ مؤثرٌ
يأتي لكي
يعطي الجمالَ لِشُهْبِهِ
ومما قرأ أيضًا من شعره:
سيزورُ هذا الصُّـــبْحُ يومًا بيتنا
حتــى وإن تكنِ النوافذُ مـُـقـْفـَلة
وتزوَّجي بــعـــد الممات ِ بآخـرٍ
كي لا تزيــدي في الأراملِ أرملة
ولْتَجْعلي"... قد ماتَ دون تمامها
وعَلَتْ سـماءَ البنتِ غيمةُ أسئلة
هي آخر الحبِّ الذي لا ينـتـهي
منه الـعـطـا وكذاكَ كانــت أوَّلَه
وحبيبها مُــلـْـقــىً أمــامَ عيونها
فــــي كــفّـــه اليمنى بـقيةُ سنبلة
وفي الجزء الثاني من الأمسية وعلى المسرح المكشوف بساحة معبد الأقصر التقى جمهور بيت الشعر بالفنان حمدي الغبري الذي قدم مع فرقته عرضًا مسرحيًا مبسطًا يعالج بعض المشكلات الاجتماعية التي تحدث في شهر رمضان
ثم استمع الجمهور بعد ذلك إلى الفنان عبد الله جوهر في باقة من الأغاني الوطنية والابتهالات والأناشيد الدينية بمصاحبة التخت الشرقي و تم التنويه عن نشاط الغد و هو أمسية شعرية للشعراء محمود الكرشابي و محمود مرعي و مصطفى جوهر ثم محاضرة للأستاذ الدكتور / أحمد كامل الرشيدي أستاذ أصول التربية و العميد الإسبق لكلية التربية بأسوان حول تنمية الإبداع في رمضان