القاهرة 25 ابريل 2019 الساعة 02:07 ص
إنجي عبد المنعم
أقيم في اليوم الخامس والأخير من فعاليات ملتقى القاهرة الدولي السابع للإبداع الروائي العربي بقاعة المجلس الأعلى للثقافة بدار الأوبرا الجلسة الأولى في العاشرة صباحًا، والتي شارك فيها كل من: الكاتبة عزة بدر، والناقد إكرامي فتحي، فرج مجاهد، محمد إبراهيم طه، محمد زيد.وأدارها الناقد مدحت الجيار..
وافتتح الجيار الجلسة بتقديم شكر خاص لكل الحضور من البلدان العربية مؤكدًا على أن الملتقى ساهم بشكل فعال كما هو عادته منذ الانعقاد الأول له في تقديم رؤى وأفكار جديدة، تهتم بالكتابة الإبداعية الروائية، مشيرًا بأننا نعيش الآن عصر أكثر انفتاحًا وهذا الذي شجع مقرري الملتقى بأن يكون المحور الرئيسي هو "الرواية في عصر المعلومات".
وأكد الجيار بأن الرواية تلعب دورًا حيوي للغاية في الكتابة الآن، خاصًة بعد أن أصبح للرواية الرقمية شأن كبير في مجتمعنا الثقافي. العربي.
وفي مداخلته تحدث فرج مجاهد عن التجريب والغوايات الشكلانية في الرواية العربية. مشيرًا إلى الرواية الكويتية على وجه التحديد وعن عملية التطور التي لحقت بها جعلتها تتميز عن غيرها في الخليج العربي في السنوات الأخيرة. وذلك من خلال مجموعة من المبدعين الشبان الذين اهتموا بعنصري الموضوع والشكل، حتى أنه أصبح في الكويت عدد كبير من الأسماء البارزة في مجال الكتابة السردية. معطيًا مثالا بالكاتب الكويتي سعود السنعوسي في روايته "حمام الدار" موضحًا بأن الكاتب هنا يُقدم شكلًا جديد يعتمد في بنيانه السردي على أسلوب تناولي يقارب الواقع لكن بحساسية حيث يقدم رؤية سردية مغايرة في النص فيما بين علاقة كل من الأب والابن بالحمام اللذان يعيش معهم، كما يشير إلي عنصر التجريب الذي تخلل النص عندما كان يتجزأ لمقاطع. صوتية/حوارية. بينما تتطرق عزة بدر للحديث عن رواية "منسي" للكاتب السوداني الطيب صالح، وعن طبيعة السرد بها وعلاقته بالواقع وما هو متخيل
.
بدأت بدر حديثها بالبحث عن تعريف جامع لما يجب أن نصف به الرواية؛ فهل هي تعد من آداب السيرة الذاتية، أو أن تكون نوعًا ابتكره صالح في السرد الروائي. مشيرة لجانب هام وهو أن صالح نفسه قد قال قبل ذلك بأن العمل يقوم على خلفية أحداث حقيقية مما يعني بأن جانب التخييل لا وجود له في هذه الراوية، وربما هذا أيضًا ما يجعل القارئ يشعر بأنه يعيش النص.
وأضافت بدر بأن هذا يرجع لما توافر في النص من عناصر جديدة في السرد أدت إلي تصوير كل المواقف سواء الإنسانية والساخرة وقوالب الحزن والفرح ونسجها بالتفاصيل بشكل دقيق. واختتمت بأن صالح كما عاهدنا منه يقدم لنا رواية حداثية بأسلوب تفرد به.. وأشار محمد إبراهيم طه إلى ماهية المعلوماتية التاريخية وكيفية تقديمها مع الالتزام بشروط الرواية، آخذًا من رواية عادل سعد "الأسايطة" ومحمد طعان "لاجئو بيشاور" نموذجًا. موضحًا في البداية بأن الرواية التاريخية عادًة ما يجب أن تستند إلي أحداث وشخصيات من التاريخ حتى يستطيع الكاتب أن يعايش تلك الفترة والزمن ليستطيع التعبير عنه إبداعيًا، مشيرًا بأن ذلك أيضًا يضيف عبئًا على الكاتب لأنه يكبله فيما بين السرد التخييلي ونظيره التاريخي-المعلوماتي، فيصبح هناك تنازع فيما بين تقديم المعلومة والتصرف بخيال إبداعي. مؤكدًا بأن معظم الكتابات التاريخية تعتمد في بنيانها السردي الخاص بها على الطريقة الكلاسيكية، تلزم الكاتب دائمًا بمراعاة التطور الزمني للأحداث التاريخية هذه، مكبلة الكاتب بالتجريب.
وتحدث صلاح زيد في كلمته عن التجريب في زمكانية الرواية المصرية فيما بين النظرية والتطبيق. مؤكدًا بأن السرد الروائي المصري المعاصر قد فرض خصوصيته على مستويات عده، كما أنه قد استفاد من معظم التجارب السابقة، حيث إنه اعتمد على توظيف الفضاءات المتنوعة والتي اكتسب من خلالها شعريات محدثة. وتطرق للحديث عن اتجاهات التجريب في عنصر الزمكانية وكيف انشغل به الكتاب الذين بحثوا عن أنساق سردية مختلفة ومغايرة لما هو موجود متجاوزين النص التقليدي الكلاسيكي. مختتما حديثه بأن ذلك التجريب قد زاد من جماليات الرواية لانفتاحها على القراءة من خلال سرد معرض دائمًا للتأويل اللانهائي.