القاهرة 21 ابريل 2019 الساعة 09:28 م
إنجي عبد المنعم
في إطار فعاليات الدورة السابعة لملتقي القاهرة الدولي للإبداع الروائي العربي، أقيم اليوم في الواحدة بقاعة المجلس الأعلى للثقافة بدار الأوبرا الجلسة الثالثة لبرنامج الجلسات البحثية جلسة بحثية حول التقنيات التكنولوجية وأثرها على الرواية العربية. ترأس الجلسة الدكتور السيد فضل، وشارك فيها كل من: د. حمدي النورج وأ. شوقي بدر يوسف ود. صفاء النجار وأ. عواد كاظم الغزي وأ. كريمة بوحسن
وفي مقدمته تكلم فضل عن الدور الهام الذي تمثله المعلومات داخل النص الروائي مؤكدًا على ضرورة الاستفادة من ذلك الحدث الذي نحن بصدده. وأن نفيد كذلك من تلك الأوراق البحثية التي تناقش المحور الرئيسي للملتقي "الرواية في عصر المعلومات" واهتم النورج في ورقته البحثية بعنصري التخييل التاريخي وفانتازيا البناء، متخذا من رواية إبراهيم عبد المجيد "قطط العام الفائت" أنموذجا، فقال إن الاعتماد على التخييل التاريخي في الرواية يوثق الحدث من ناحية ومن ناحية أخرى يضيف لها بناء تخييليًا آخر.
واستكمل النورج بأن ذلك التخييل لا ينكر الواقع ولا حتى يقوم بافتراض أحداثً لم تقع، بل على العكس فهو يتكئ على الحقيقة ليقدم ذلك البناء الجديد وعلى ضوء ذلك يبحث حمدي النورج عن آلية التخييل الروائي والسمات الحاضرة في النص. ويضيف بأن الرواية اعتمدت بشكل كبير أيضًا على البناء الأليجوري والذي يسعي دائمًا إلى أسطرة الواقع، وذلك بالإضافة إلى الحالة الرمزية الموازاة لأسماء الشخصيات.
ويضيف النورج إن التنوعات البنائية في السرد ساعدت بالإفادة من عناصر فنية كتابية أخرى كبناء السردي السينمائي وكذلك تقنيات كتابة السيناريو
. بينما تحدث شوقي بدر يوسف عن تأثير وسائط الاتصال الحديثة على رواية الخيال العلمي والفانتازيا. وبدأ حديثه عن التطور الهائل الذي يشهده العالم من ناحية التكنولوجيا الحديثة والتي جعلت العالم كله يأتي إليك في بضع دقائق، مضيفا بأن تلك الوسائل قد انعكست على مجال الرواية مما ألحق بها نوعًا من التطور على مستوي السرد، وعلى مستوى الفانتازيا ، مما أحدث تغيرا كبيرا في الشكل و المضمون
ويستكمل يوسف بأن من المؤكد أن تلك الأنواع الأدبية قد أثرت المحتوى من ناحية التجريب في مضمون الموضوع الأدبي. مؤكدًا بأن وسائل الانتقال على مستوي التكنولوجيا كانت المحور الأول لتطور هذا النوع.
وتحدثت صفاء النجار في كلمتها عن الأعمال الروائية بين فقر الواقع وتنوع الخيال، مقدمة دراسة عن تأثير وسائط الاتصال الحديثة على روايات الخيال العلمي. وشرعت في بداية مداخلتها بتعريف أدب الخيال العلمي بكونه نوع أدبي تكون فيه القصة مبنية على الاكتشافات العلمية مثل التغيرات البيئية وارتياد الفضاء؛ حيث يقوم الكاتب بخلق عالم خيالي ذي طبيعة جديدة، تستعين بالكثير من تقنيات السرد الروائي العادي إلا أنها تبقي متسقة مع النظريات العلمية والقوانين الطبيعية. فالواقع الحياتي يتم تناوله في السرد الفانتازي من رؤية غير مألوفة، حيث تعد نوعًا أدبيا يعتمد على الفانتازيا والأشياء غير الطبيعية.
بينما تطرقت كريمة بوحسن عن الخيال العلمي في الرواية الإفريقية وذلك بين جموح الخيال وجمود الواقع. فبدأت حديثها عن الكاتب الكونغولي سوني لبو تانسي حيث تعتمد ورقتها البحثية على تحليل الجانب الخيالي في روايته" الحياة ونصف"، منوهَة بأن معظم البلدان الإفريقية لا تزال تعاني من محدودية التطور العلمي إلا أن الرواية تمتاز بعمق خاص جدًا يجمع بين الجد والهزل معتمدًا الكاتب على الرمز لتعرية المجتمع.
وتستكمل بو حسن بأنه وعلى الرغم من صعوبة تصنيف العمل، إلا أن الكاتب برع في بنيتها وفي تحديد معالم الجنس الأدبي الذي كتبت فيه. والجدير بالذكر أن فعاليات ملتقي القاهرة الدولي السابع للإبداع الروائي العربي مستمرة حتى يوم الرابع والعشرين من الشهر الجاري.