القاهرة 21 ابريل 2019 الساعة 12:09 ص
محمد علي
في الجلسة البحثية الأولى من ملتقى القاهرة الدولي السابع للإبداع الروائي العربي، ظهر السبت الموافق 20 أبريل 2019 تمت مناقشة عدة محاور تساءل المشهد الروائي العربي. وقد أدار الجلسة الدكتور صلاح فضل بمشاركة الباحثين : د. أحمد درويش والروائية السودانية والناقد المغربي سعيد يقطين والكاتب اللبناني فيصل دراج.
وقد بدأ صلاح الفضل الحديث عما آلت إليه الرواية العربية وراهنها ومستقبلها، مشيرًا إلي الدور الرئيسي الذي تمثله بكونها هي التي تصنع التواصل بين شتي الفنون المختلفة، وبأنها تعطيهم بقدر ما تأخذ منهم. مؤكدًا على الإتقان في اختيار المحور الرئيسي للملتقي وهو المعلومات حيث أشار بأن المعلومات طغت على عصرنا تمامًا؛ فأصبحت هي الثورة والقوة، وتطرق إلي ضرورة إلقاء الضوء على أهمية البحث في ذلك المحور حيث أشار بأنه عندما دخلت الرواية ذلك العصر كادت تصيبه بالتحطم، وذلك لتشعب المعلومات، ولكن بالجهد والعمل استطاع الكتاب
استثمار ذلك لكتابة الرواية المعلوماتية، مع استيعاب تلك المؤثرات الرقمية، إلا أن بعض الكتاب الشباب يسيئون استخدام تلك الحرية التي يتيحه التجريب في كتابة الرواية فيكتبون نصوصا تخرج على جماليات الرواية، بل يصل بهم الأمر أنهم لا يتفهمون الآراء المخالفة، مما يصعب على الناقد تقديم رؤية نقدية واضحة.
أما الناقد أحمد درويش، الذي كانت كلمته البحثية تدور حول رواية الكاتب إبراهيم أحمد والتي بعنوان "باري أنشودة سودان" والتي رأي فيها مثالًا جليلًا للمحور الرئيسي للملتقى بكونها رواية تاريخية بارعة التقطت جزءا من التاريخ وبقعة من الجغرافيا لتقديم معلومات وثائقية بحته ولكن بأسلوب روائي صرف، مؤكدًا على أن الرواية التاريخية ليست دائمًا منوطة بالأحداث فقط، وإنما هي تهتم بالنسق الشعري للشخصيات. فالروائي هنا على حد قوله برع في تجسيد الشخصيات في قالب روائي؛ يليق بهم كما
أنه برع أيضا في تجسيد دور وشخصية المرأة في الحب والحرب.
أما الكاتبة بثينة مكي فقد تحدثت عن مستقبل السرد في الرواية العربية، مشيرة إلي الدور التي لعبته التكنولوجيا في السرد الروائي المعلوماتي حيث أصبح من اليسير البحث عن المعلومة وإيجادها بسهولة، مما أمكن العديد من الشباب في الوطن العربي للوصول إلى طرق وأساليب جديدة ومستحدثة في السرد، أعطت المثل على دولة جنوب السودان والتي بعد أن استقلت وأصبح لديها مناحي وطرق أخري في السرد الروائي وذلك حتى يصبح لديها الشخصية التي تجعلها مستقلة بشكل حرفي عما كانت تابعة له فيما سبق.
وأشارت مكي أيضًا إلى دور الحراك السياسي لدي الشعوب العربية والذي شارك بنوع من الإيجابية في تطور منحني السرد العربي.
ودخول عالم الرواية الرقمية. بينما تحدث دراج عن الرواية والعلم
المتخيل الروائي، مشيرًا بأننا استطعنا أن نهضم ذلك المفهوم وأن نتتبعه منذ أوائل الروايات العربية، لوجدنا أن هناك الكثير من الكتاب العرب قد استخدموا تلك التيمة في كتاباتهم وعلى رأسهم محمد حسين هيكل في رواية"زينب" و"الأيام" لطه حسين وكتاب آخرون كان لهم دور كبير في فهم وهضم ذلك النوع الأدبي الهام الذي لا يعبر فقط عن إيمان صاحبه بنفسه، وإنما يعبر عن وجود نوابغ عربية في مجال الرواية.
واختتمت فعاليات الجلسة الأولى بتوجيه الشكر والتقدير لكل الضيوف الحضور العرب. وعن ضرورة مواصلة الاحتفاء بذلك الملتقي الذي يخطوا بالرواية العربية نحو التميز والازدهار.
هذا وتستمر فعاليات برنامج ملتقى القاهرة الدولي السابع للإبداع الروائي العربي حتى يوم الرابع والعشرين من الشهر الجاري..