القاهرة 16 ابريل 2019 الساعة 10:29 ص
كتبت: د. هـنـاء زيــادة
في ظل التطور التكنولوجي الحادث وتوسع المجتمعات البشرية على حساب الموطن الأصلي لكثير من الحيوانات، وما يصاحب ذلك من قطع للأشجار وإباداة لمساحات شاسعة من الغابات، خصوصاً الغابات الاستوائية، تفقد أنواع كثيرة من الحيوانات موطنها الأصلي، مما يجعلها فريسة سهلة للانقراض.
ولا يتوقف الأمر على قطع الغابات فحسب فالأسباب الأخرى كثيرة، منها الصيد الجائر بغرض الأكل، واستخدام جلودها للتدفئة، استخدام مزيد من الأسمدة الكيميائية في المجال الزراعي، والقتل لأهداف صناعية وتجارية أخرى يبرر الإنسان لنفسه قتل أعداد كبيرة من الحيوانات. كما أن التغير المناخي ـ والذي يسرع الإنسان من وتيرة حدوثه ـ هو أيضا من بين العوامل التي تساعد على تغير البيئات الطبيعية التي تعيش فيها الحيوانات مما يؤثر سلباً على تكاثرها وبقاءها.
ومن خلال صفحات (مجلة مصر المحروسة) سنستعرض قائمة بأشهر الحيوانات التي تقاوم من أجل البقاء، والموضوعة على قوائم حماة البيئة للنضال من أجل الحفاظ عليها من خطر الإنقراض..
1- وحيد القرن الأسود:
بسبب الصيد الجائر، قلت أعداده بأكثر من 90% على مر الـ70 سنة الماضية، بالرغم من كونه أكثر أنواع وحيد القرن انتشارا في الماضي، لكنه ألان يواجه خطر الانقراض بسبب الصيد الجائر، حيث يستخدم قرنه لعدة أهداف، منها العلاج في الصين، وجمعها كجوائز، أو بيعها بأسعار خيالية في المزادات، ويقدر عدد وحيد القرن المتبقي ب 4000 حيوان فقط على كوكب الأرض تعيش معظمها في جنوب افريقيا، ويبلغ طول رأسه و جسمه حوالي 4 أمتار ويزن حوالي 3500 كجم تقريبا. ويماثله في الندرة ومواجهة خطر الانقراض (وحيد القرن الجاوي)؛ وهو نوع فائق الندرة من فصيلة الكركدنيات، وأحد الأنواع الخمسة الباقية من وحيد القرن، وجلده رمادي داكن مقطع يشبه الدروع، ويمكن أن يبلغ وزن الواحد منها 2270 كجم وبطول ثلاثة أمتار وارتفاع 1.8 أمتار، هذه الحيوانات كانت تستوطن سابقا شمال شرق الهند وجنوب شرق آسيا، وعددها حاليا أقل من سبعين تعيش في حديقة أوجونغ كولون الوطنية في جاوا بأندونيسيا، وهذه السبعون هي آخر نوع من جنسها وفقا لتقرير الاتحاد العالمي للحياة البرية.
2- طائر الغاق القزم:
تنقسم طيور الغاق القزم إلى سبعة أنواع، واحد منها انقرض بالفعل، و5 مهددة بالانقراض، ونوع واحد فقط لا يزال خارج القائمة المهددة بالإنقراض، ويتوزع نحو 7 آلاف طائر منها في مناطق جنوب أوروبا، وآسيا الوسطى، وبعض مناطق الشرق الأوسط، وبدأت أعداد هذه الطيور بالتراجع حول العالم في القرن الثامن عشر بسبب عوامل عدة أهمها الصيد الجائر، وظهور الكثير من المناطق الصناعية التي زادت من معدلات التلوث.
3- آكل النمل الحرشفي (البنغول):
يطلق عليه هذا الاسم نسبة إلى غطاء جسمه القشري والحراشف المتراكمة فوق بعضها التي تغطي معظم أجزاء جسمه، ويتحكم بها الحيوان بعضلات خاصة داخل نسيج الجلد ويستخدمها كسلاح عند مواجهته للخطر، حيث يلتف حول نفسه كالكرة فتبرز تلك القشور الصلبة ذات الحواف الحادة التي تسبب جراحا غائرة مميتة لأي شيء يقع بين براثنها. وهو من الحيوانات عديمة الأسنان، لذلك تعتمد في تناول طعامها على الحشرات الخاصة مثل دودة الخشب والنمل الأبيض، و لسانه آكل النمل طويل ولزج حيث يصل طوله حتى 18 سم، حيث يلتقط به الحشرات من داخل جحورها وأعشاشها، وينام هذا الحيوان معظم ساعات النهار داخل جحوره ولا يخرج منها إلا ليلاً للبحث عن طعامه الذي ينتقيه بعناية، معتمداً على حاسة قوية للشم ترشده إلى أماكن فرائسه. ويسمى أكل النمل الحرشفي أيضا باسم البنغول، وكلمة بنغول في اللغة الملاوية تعني الشيء القابل للطوي، كما أن لديه عدة تسميات محلية، ومن بين 8 أنواع من آكل النمل الحرشفي هناك اثنان صنفهما الاتحاد الدولي للحفاظ على الطبيعة بأنهما عرضة للانقراض بشكل خطير، وهما بنغول السوندا والبنغول الصيني، وذلك بسبب الصيد غير المشروع من أجل لحومهما وقشورهما، حيث يُستخدم جلده عادة لصنع الملابس النساءية باستخدام القشور التي تستخدمها للدفاع عن نفسها، كما أن كافة الأنواع الثمانية معرضة لخطر الانقراض.
4- قرد سومطرة :
هو أحد أنواع انسان الغاب، ويوجد هذا النوع من القرود في جزيرة سومطرة في إندونيسيا، وقد تقلصت أعداده بنسبة 80% بسبب نشاطات البشر، حيث يتم إزالة الغابات من بيئته، وهناك من 7000 الى 9000 من إنسان الغاب السومطرى قد ماتوا خلال السنوات الماضية.
ويأكل قرد سومطرة الفاكهة في الغالب والتي تشكل 60 % من غذائهم ، ويفضل قرد سومطرة التين عادة لأنه من السهل العثور عليه وسهل أيضا فى الهضم ، وتشمل المواد الغذائية الأخرى البذور ، اللحاء ، الحشرات وبيض الطيور، وينام على الأشجار وكذلك يتحرك من خلال الأشجار بحثا عن الفاكهة، ويعيش في الغابات المطيرة الاستوائية والغابات الفيضانية من سومطرة، وهو يعيش في الغالب في المستويين السفلي والوسطى من الأشجار، وبالرغم من تزايد أعداده في السنوات الأخيرة، إلا أنه تعرض لضرر كبير مرة أخرى بعد حدوث تسونامي في عام 2004، ويبقى عدده الآن أقل من 7300 قرد فقط.
5- نمور الآمور، والنمر السيبيري:
قد تكون سلالة نمر الآمور أندر أنواع القطط الكبيرة في العالم، وهو مصنف كواحد من الحيوانات المهددة بالانقراض بصورة خطيرة منذ العام 2007، وهو يتميز بسرعته وفتكه، حيث يمكن أن تصل سرعته إلى 60 كيلومترا في الساعة، وأن يقفز حتى ارتفاع ثلاثة أمتار، كما يتميز بصعوبة طباعه وشدة عدوانيته حتى مع بني جنسه، لكن صيد هذا الحيوان الذي يعيش في روسيا من أجل فرائه الجميل، دفعه نحو تقلص أعداده في الماضي إلى ما دون 60 نمر، بعد أن كان من أكثر الحيوانات انتشارا في شرق آسيا، لكن جهود الحفاظ عليه وتكاثره تحسنت حاليا.
وفي عام 2012 أنشأت الحكومة الروسية "حديقة أرض النمر الوطني" التي تغطي نحو 60% من موطن هذا القط البري، ويبقى هذا النمر من الحيوانات المنقرضة في الصين وشبه الجزيرة الكورية. ويلاحظ أن نمر آمور يخاف الناس، فلا يهاجمهم ويَختفي عادة لتفادي مواجهات معهم، كما أنه لا يتحمل الحضور الدائم للبشر وبالتالي يرحل أينما استقروا، وتعيش نمور آمور عادة وحدها. ويماثله في مواجهة خطر الانقراض النمر السيبيري، وقد كان من أكثر الحيوانات انتشارا في قارة آسيا، ولكنه اليوم موجود في حدائق الحيوانات الأمريكية بأعداد تتجاوز أعداده في الطبيعة، ويعتبر أكبر نوع من القطط الكبيرة في العالم، وهو مهدد بالانقراض بسبب استخدام أساليب العلاج التقليدية في الصين لأعضائه بالرغم من وجود أدوية بديلة فعالة، ولم يتبق سوى 450 نمرا سيبيريا في الطبيعة.
6- الباندا :
صنف الباندا ضمن قائمة الحيوانات المهددة بالانقراض لعدة أعوام، ومن عاداته أنه يقضي نصف يومه بأكل البامبو والخيزران الذي يمثل 99% من نظامه الغذائي، والسبب الرئيسي لتهديد الباندا العملاق هو استغلال بيئته الطبيعية بالزراعة، كما أنه من الأمور الصعبة حقا لدب الباندا أن الأنثى فقط تحصل على فرصة الحمل لمرة واحدة في السنة، حيث أن أنثى الباندا يحدث لها تبويض مرة واحدة فقط في السنة، وليس هناك سوى 24 ساعة فقط كحد أقصى لاحتمال حدوث الحمل في ذلك الوقت، وحتى الأطباء البيطريين المتخصصين في الباندا يقولون أنه من الصعب معرفة علامات التبويض، وأحيانا يخفق الأطباء في معرفة زمن التبويض.
كما أدّى الطلب على جلود الباندا من هونغ كونغ واليابان على الصيد غير المشروع لها في الصين وظهور سوق سوداء لبيع جلودها، لكن في عام 1990 م ساعدت القوانين على زيادة فرص البقاء على قيد الحياة للباندا، مع هذه الجهود المتجددة وتحسين أساليب الحماية لها، بدأت الباندا البرية في الزيادة في بعض المناطق، لكن على الرغم من ذلك فهى لا تزال تصنف على أنها من الأنواع النادرة. وبناءا على إحصائية أجريت في العام 2014، فإن هناك 1864 من الباندا العملاق في الطبيعة فقط.
7- الأفيال الأفريقية والآسيوية:
يقدر عدد الأفيال الآسيوية بحوالي 40 إلى 50 ألف فيل وهي بدورها مهددة بالانقراض، حسب المنظمة العالمية لحماية الطبيعة، التي تشير إلى تراجع عدد الفيلة الآسيوية إلى النصف خلال ثلاثة أجيال ماضية فقط، وينتشر الفيل الآسيوي بكثرة في بنغلادش وبوتان والهند والصين وأندونيسيا.
أما الفيل الإفريقي فهو مهدد بدوره بالانقراض أيضا بسبب تدمير بيئته الطبيعية التي يعيش فيها وبسبب الإقبال المتزايد على صيده بطريقة غير قانونية، وللعاج عدة فوائد واستخدامات، أهمها مثلًا استخدامه في صناعة البيانو الفاخر، إضافةً إلى العديد من أدوات الزينة والتحف. ويتواجد العاج في دول أفريقية كثيرة وفي شبه القارة الهندية، وتكمن أهمية تجارة العاج، في إنعاش اقتصاد بعض الدول، وبالتأكيد وتحديدًا بعض الدول الأفريقية، التي تفتقر للرقابة من الاتحاد الدولي وتعج بالفقر والمجاعات، لذلك يرون في تجارة العاج ملاذًا لهم، ولا مانع أبدًا بالنسبة لهؤلاء في أن يتم التخلص من بعض الفيلة لقاء الحصول على المال.
وقد تطرقت "قمة الفيل الإفريقي" التي تم عقدها في بوتسوانا بين الثاني والرابع من ديسمبر الماضي إلى مشكلة التجارة في العاج بطريقة غير مشروعة وسبل مكافحتها بهدف الحفاظ على الأفيال الافريقية من خطر الانقراض.
8- خنزير البحر:
يعد من أندر الثدييات البحرية في العالم، حيث لا يوجد منه حاليا سوى 30 حيوانا فقط تسبح في خليج كاليفورنيا في المكسيك، وقد أطلق العلماء على هذا الكائن اسم خنزير البحر نظرا لهيئته ولونه, ويطلق عليه البعض الآخر بقرة البحر نظرا لوجود قرون استشعار في رأس هذا الكائن تشبه إلى حد ما قرون الأغنام والأبقار.
كما تظهر بعض الحوافر الصغيرة في بطن هذا الكائن وهي تساعده في الثبات بقاع المحيط لأن هذا الكائن غير قادر على السباحة في الماء، ويعتمد غذاء خنزير البحر على جزيئات عضوية في طين القاع وهي بقايا الأسماك والكائنات الأخرى نظرا لعدم وجود أعضاء لديه تساعده في صيد كائنات ليأكلها.
وأكثر ما يهدده بالانقراض هى الجدران الشبكية التي تنصب في البحر لاصطياد الأسماك, وقد حظرت المكسيك نقل واستخدام الجدران الشبكية نهائيا في يونيو 2017، لكن ممارسات الصيد غير القانونية مستمرة بمعدلات عالية.