القاهرة 12 ابريل 2019 الساعة 09:49 م
ناقوس الخطر يعلن من جديد :الارهاب يستهدف أطفالنا!
المجتمع بأكمله مطالب بمساندة جيشه فى الحرب على الارهاب.
أين دور القوة الناعمة ومراكز الشباب والمدارس والنوادى فى تثقيف ألطفل ؟
خبراء تربيون : يجب أن نعود إلى حدوتة ما قبل النوم التي كانت تشكل وجدان أطفالنا، ونطالب بعودة مراكز الشباب لدورها
كتبت عبير عبد العظيم
اعطوا له مفاتيح الجنة , وحدثوه عن الحور العين وألبسوه الحزام الناسف وأطلقوه على قوة أمنية , هكذا كانت تدار عملية غسيل المخ للارهابى الطفل !!
حادث الشيخ زايد الارهابى يدعنا نستوقف ما يجرى على أرض الواقع ، الارهاب بات يستغل براءة الأطفال ويستخدمهم فى حربه القذرة التى لا حق له فيها سوى الخراب والدمار. نحن على يقين أن الارهاب لا دين له، ولكن أن يتم المتاجرة بكل شيء من اجل الوصول الى الخراب والتشريد؟! يكفرون كل من لا يعتنق دينهم ويحلون دمه، حتى أهاليهم وذويهم. الكل أمامهم كافر ما لم يعيش على السمع والطاعة، عمليات غسيل المخ كانت تتم للشباب عندما يوعدون بالجنة والحور العين والبشارة ولكن أن تمتد هذه الأفكار لطفل لم يتجاوز الخامسة عشر فهذه الكارثة بعينها!؟؟
يعلم القاصى والدانى أن الجيش المصرى هو البطل الوحيد الذى يقف حائط صد فى حربه على الارهاب بالمنطقة بآسرها. يخوض حرب العدو فيها جبان يختبئ بين المدنيين، قد يخرج بتفجير فى مسجد كما فعل بمسجد الروضة أو فى كنيسة كما فعل بكنائس مصر.
تناولت رسالة دكتوراه بجامعة المنوفية مقدمة من الباحث الرائد خالد محمد نور ضابط شرطة بمديرية أمن البحر الأحمر ظاهرة استخدام الاطفال في النزاع المسلح والصراع السياسي ودور الأمن في مكافحة تلك الجريمة، وجاء فيها أن الأخوان أول من استخدم الأطفال على مدار تاريخهم الدامى فى العديد من عملياتهم القذرة، فتنظيم بيت المقدس الموالي للإخوان كان يجبر الأطفال على المشاركة في العمليات الإرهابية، وتم استخدام أطفال دور الأيتام فى الاعتصامات الخاصة بهم، وتعتبر جريمة الاتجار بالبشر هى الثالثة عالميًّا بعد السلاح والمخدرات.
وبرزت في الآونة الأخيرة ظاهرة الجرائم الدولية المرتكبة ضد الأطفال في النزاعات المسلحة، وأصبح من الواضح أن الانتهاكات الجسيمة لحقوق الأطفال في النزاعات المسلحة هي الأصل وليس الاستثناء.
طالبت الرسالة بضرورة تفعيل آليات ودور التعاون الدولي الأمني في مكافحة الجرائم الدولية ضد الطفل، ثم دور المنظمات والأجهزة الدولية الأمنية في مكافحة الجرائم الدولية ضد الطفل، كالإنتربول، ومجلس وزراء الداخلية العرب، ومجلس التعاون الخليجي، واليوروبول الأوروبي وجهاز الشرطة الإفريقية المستحدث الإفريبول، كما أبرز جهود الأمن المصري في التصدي بحسم وقوة للظاهرة الحديثة وهي استخدام الأطفال في الصراعات السياسية عقب يناير 2011.
يقول الدكتور فتحى عبد الستار أستاذ القانون الدولى إن إجرام التنظيمات الإرهابية يتغلّب على المخيلة ويتخطى كل التوقعات والأعراف وتسقط أدنى معايير الإنسانية من حساباتهم ولا ننسى المشهد السورى عندما دفع الإرهابيون طفلة عمرها ثماني سنوات إلى مركز للشرطة بعد أن حمّلوها كمية من المتفجرات من دون أن تعلم ثم عملوا على تفجيرها عن بعد بدم بارد.
ويضيف إن استغلال الأطفال بات ركن أساسي في استراتيجية تنظيم «داعش» الإرهابي وإخوته إذ عمدت التنظيمات الإرهابية إلى غسل أدمغة أطفال كثر وعملت على تدريبهم للقتل والتفجير، ففي كل منطقة تُسيطر عليها التنظيمات الإرهابية تقوم بنشر أفكارها المتطرفة وتغرس في براءة الأطفال جذور الإرهاب ليبنوا ما يسمى «جيل الخلافة» حسب قولهم.
والتقارير العالمية تذكر أن مئات الأطفال الإيزيديين الذين تتراوح أعمارهم بين السابعة والثالثة عشرة اختطفتهم «داعش» ووضعتهم في معسكرات خاصة أُقيمت في مدينتي الموصل العراقية والرقة السورية وفرض عليهم تدريبات إجبارية على القتل وتنفيذ عمليات انتحارية.
مشاهد صادمة أخرى أوردها التقرير لأطفال يبتسمون قبل إقدامهم على القتل أو تنفيذ إعدامات جماعية ويتلقون تدريبات قاسية لفعل ذلك, وتتم التضحية بهم من دون وازع في أعمال القتل والترهيب.
يبقى السؤال يطرح نفسه هل نترك اطفالنا لعمليات غسيل الادمغة وكيف نثقفهم ونوعيهم بالخطر الداهم الارهارب
تقول الدكتورة زينب حسن أستاذ الاجتماع بجامعة عين شمس أن للأسرة أدوارا كثيرة أهمها تثقيف أطفالها, فهى اللبنة الاولى لتشكيل الوعى للصغير وقديما كانت الأسرة تنفرد بهذه الوظيفة بشكل رئيس حيث كانت الوسيط التربوي الرئيس والوحيد الذي يزود الطفل بمهارات وألوان المعرفة التي تعده كي يكون عضواً فاعلاً يسهم في الحياة الاجتماعية.. فالأسرة وتحديدا الأم كانت تقوم بدور المثقف والمربي والمعلم والمدرب والمعد الاجتماعي للطفل.. ولكن نظراً لتطور الحياة الإنسانية وتنوع وتعدد مجالات المعرفة ومساراتها الى جانب تنوع أساليب الحياة وطرائق التعامل فيها وتطور مجالات العمل التي تجعل المرأة تشارك في العمل.. أخذت الأسرة تتخلى كثيرا عن الأدوار والمهام التي كانت تقوم بها في الماضي.. وألقت الأسرة بتبعية ذلك على وسائل أخرى ووسائط كثيرة مثل الحضانة.. الروضة.. المدرسة.. وبالرغم من أن كلاً من هذه الجهات تقوم بدورها حسب تخصصها وواقعها في تربية الطفل وتشارك في إعداده وتهيئته للحياة، إلا أن تكوين جوانب شخصيته المختلفة بحاجة إلى تعاون الأسرة مع هذه الجهات.
وتضيف: إن التغيرات التي شهدتها الحياة المعاصرة انعكست بدورها على وسائل التنشئة التي تعددت وتنوعت صورها بشكل كبير فثقافة الأطفال الآن تقدم من خلال الشريط المسجل وأفلام الرسوم المتحركة أو من خلال البرامج العلمية المبسطة وغيرها، ولا تزال تتطور وتتزايد بسرعة، تخطف الأبصار، بألوانها وحركتها ودقتها كما ان تعويد الطفل على القراءة منذ الصغر وليتنا نعود إلى حدوتة قبل النوم التى كانت تشكل وجدان الأجيال وأول ما يستمع له الصغير وتنمو حسه الإدراكى والتفاعلى وتغرس من خلالها القيم والمفاهيم التى تريدها.
ويرى الدكتور محمود على أستاذ الطب نفس الطفولة بجامعة عين شمس إن الاستفادة من الحكايات والقصص تغرس المبادئ والقصص الأخلاقية السليمة في الطفل بتصوير أبطال لهم صفات كالصدق والأمانة والشجاعة أمر مطلوب ومرغوب. ويجب أن يعلم الطفل أن هذه القصص وأبطالها من عالم الخيال حتى يسيطر الطفل على واقعة وتذكيره دائما أن هناك فرقا بين الواقع والخيال، واستخدم الحكايات الشيقة والمسلية يجذب انتباه الطفل ويبعده عن التمادي في الشقاوة أو أي فعل خاطي يشرع في عمله، ويمكن للأم امتصاص طاقته وأبعاده عن ثورته بواسطة الحكايات .
ويضيف في الحقيقة هناك أربع جهات تؤثر في تربية الطفل , الأسرة , المدرسة , المجتمع , وأجهزة الإعلام التى اصبحت اليوم فى متناول يده من خلال لمسه بإصبعه على هاتفه المحمول ، والإحصائيات تزعجنا حيال ذلك فالطفل يجلس على مقاعد الدراسة 600 ساعة لدينا علما بأن المعدل العالمي 1183 ساعة أي النصف تقريبا إلا أنه يجلس أمام الموبايل والتليفزيون من 1000 إلى 1200 ساعة أي ضعف ما يجلسه على مقاعد الدراسة , هنا علينا إن نحتاط للأمر وأن نقدم له ما يجب أن يقدم ونبتعد عن تقديم الأشياء السيئة إذ أن الطفل عندما يرى العنف في التلفزيون يميل بشكل مباشر إلى تقليد ذلك وهذا خطر جدا
وأطالب بعودة مراكز الشباب حتى يمارس الاطفال انشطتهم ويفرغون طاقاتهم بشكل صحى سليم ولان مراكز الشباب هى المتنفس الوحيد لهم وغالبا ما يكون فى متناول ايدى الاسر جمعيها بكافة مستوياتها وإدخال نظام المكتبات لها حتى يجد الصغير ما يشغل عقله ويشكل فكره ووجدانه.