القاهرة 09 ابريل 2019 الساعة 01:45 م
كنب : طلعت رضوان
إيزيس أنجبتْ حورس ومريم أنجبتْ عيسى . اشتركتْ الاثنتان فى الإنجاب بدون اتصال جسدى. إيزيس فى الأسطورة المصرية جمعت أشلاء زوجها أوزير بعد موته وحملتْ منه بقوة سحرها. ومريم حملتْ ببشارة جبريل فى التراث العبرى بأنها ستلد المخلص يسوع فذكر إنجيل متى ((كانت مريم مخطوبة ليوسف (النجار) قبل أنْ يجتمعا وُجدتْ حبلى من الروح القدس)) وأنّ ملاك الرب ظهر ليوسف وقال له مريم ستلد ابنــًا وتدعو اسمه يسوع (متى : الإصحاح1) وفى القرآن ((واذكر فى الكتاب مريم.. فأرسلنا إليها روحنا فتمثل لها بشرًا سويًا)) ولما انزعجتْ قال لها ((أنا رسول ربك لأهب لك غلامًا زكيّا. قالتْ أنىّ يكون لى غلام ولم يمسسنى بشر ولم أك بغيًا. قال كذلك قال ربك)) (مريم- من 16- 21) وتتناثر القصة فى سور عديدة مثل ((إذْ قالت الملائكة يا مريم إنّ الله يُبشرك بكلمة منه اسمه المسيح عيسى بن مريم)) (آل عمران- من 35- 45) وكذا سورة (المؤمنون/50)
إذن يوجد تشابه بين إيزيس ومريم فى مسألة الإنجاب بدون اتصال جسدى ، فما علاقتهما بالسيدة زينب بنت على بن أبى طالب وأخت الحسين؟ خصوصًا وأنها تزوّجت من ابن عمتها عبدالله بن جعفر. وأنجبتْ أربعة من الذكور وبنتيْن تزوّج الحجاج من إحداهما. أى أنّ السيدة زينب أنجبتْ بطريقة طبيعية ككل البشر، وليس كما فى الأسطورة المصرية أو القصة العبرية.
فما الذى جعل شعبنا يلضم إيزيس ومريم وزينب برباط واحد مجدول بالحب والوله ؟ تكمن الإجابة فى الوجدان المصرى الذى ألـّه المرأة وقدّسها (أم وزوجة وابنه) وكما أبدع شخصية إيست/ إيزى (إيزيس وفق النطق اليونانى) أبدع رمز العداله فى الإلهة ماعت أو ماعاط كما يرى بعض العلماء ومن اسمها كان عندنا (معاطى) وهو اسم مصرى ليس له مثيل لدى أى شعب. ولذا لم تكن مصادفة أنْ تحكم مصر تسع ملكات (يرى بعض العلماء أنّ العدد أكبر) بخلاف الأميرات والمناصب الحسّاسة مثل (قاضية) ورئيسة (نقابة) للتمريض والآلاف من الموسيقيات والعازفات والراقصات اللائى حفظ سيرتهن الفنانون الذين سجّلوا حياتهن على أوراق البردى والجداريات.
تقديس المصرى للمرأة وصل لدرجة عدم إهتمامه بجنسيتها ، فكما عشق إيزى المصرية عشق مريم الأجنبية. وكما عشق الأقباط المسيحيون مريم كذلك عشقها الأقباط المسلمون، وكانت ترجمة هذا العشق انتشار اسم مريم بين الأقباط المسلمين. وإذا كان هذا الموقف من المسلمين أحد مؤشرات غياب التعصب الدينى فى الوجدان المصرى ، فإنّ التشابه بين ميلاد حورس وميلاد المسيح كان فى خلفية العقل الجمعى فى الربط بين إيزى ومريم .
عكستْ الحضارة المصرية ثقافتها القومية على المرأة وتقديسها، وهو ما جعل شخصية إيزى تنتشر بين شعوب عديدة، وهو ما لفت نظر عالم المصريات الكبير أدولف إرمان الذى كتب ((مع إنّ المسيحية كــُتب لها الفوز فى مصر منذ أمد بعيد ، ظلتْ عبادة إيزيس فى فيلة حبيبة للنوبيين. وعندما عقد القائد مكسيمينوس عام 452م معاهدة سلام مع الشعبيْن، سمحتْ بيزنطه التقية لمن وصفتهم ب (الوثنيين) بحرية الحج إلى معابد فيله وجلبوا منها تمثال إيزيس كل عام للاحتفال به. وبعد قرن كامل عندما انتهتْ تلك المعاهدة، أمر جستنيان بإغلاق معبد فيله وحبس كهنته. ونقل تماثيل الآلهة المصرية إلى القسطنطينية)) وفى أثيوبيا جدارية تـُمثل شاهد مقبرة وفيها وقف الميت يتعبد لإيزى وأوزير. ونظرًا لانتشار عبادة إيزى تم العثور على نصيْن فى بعض الجزر الإغريقية. فى أحدهما نص كتبه هوميروس ورد فيه ((أنا إيزيس عاهلة البلاد جميعًا. وابتدعتُ بالاتفاق مع هرمز الكتابة الشعبية وسننتُ للناس القوانين. وقضيتُ بأنْ يحب الأبناء آباءهم . ووضعتُ مع أوزير حدًا لأكل البشر. وجعلتُ العدالة أقوى من الذهب والفضة. وأنْ يرى الناس الحق جميلا)) وكذا أنشودة فى كيوس جاء فيها ((أنتِ أيتها الإلهة المقدسة. أيتها الأم إيزيس ذات الأسماء العديدة. يا من ترين كل شىء إنك تهبين البشر خيرًا كثيرًا)) وكان تعليق إرمان ((غدتْ إيزيس سيدة جميع العناصر. والإلهة العليا فى مملكة الموتى ورئيسة أهل السماء.. فكان العالم بأسره يعبدها بأسماء مختلفة. فكانت الإلهة أثينا وفى قبرص أفروديت وفى كريت أرتميس وفى صقلية برسيفون.
وهكذا نرى أنّ إيزيس ابتلعتْ جميع الآلهة التى كانت تـُعبد فى أوروبا. ومن إيطاليا إلى الهند وفارس ومن البحر الأسود إلى البحر الأحمر كانت السيادة فى كل مكان للإلهة (ذات الأسماء العديدة) وستون شعبًا كانوا يعبدونها على أنها الفضلى ، الجميلة ، الطاهرة إلخ)) وأهم ملحوظة استوقفتْ إرمان ((أنه لاحظ أنّ أتباع العقيدة المصرية الأتقياء كانوا ينسبون أنفسهم لإيزيس لا إلى أوزير)) فهل هناك تبجيل للمرأة أكثر من ذلك؟ ولذا انتشرتْ عبادتها فى أفريقيا وإسبانبا وفى بلاد الدانوب وفرنسا وإنجلترا وفى جبال الألب وألمانيا وفى منطقة الراين تماثيل صغيرة للآلهة المصرية من بينها تمثال لإيزيس وتمثال آخر فى كولونيا.
وهكذا سادتْ عقيدة إيزيس فى كل أوروبا. وكان سلطانها ينمو على الدوام حتى نهاية القرن الثانى واستمرتْ حتى القرن 12الميلادى. وتسبّبتْ مقطوعة (الناى السحرى أو الفلوت الساحر) التى كتبها الموسيقار النمساوى فولفانج أماديوس موتسارت (1756- 91) فى زيادة انشار ديانة إيزيس، ولذا صرخ الشاعر الألمانى جوته (1749- 1832) فى حنق وغيظ ((أى إيزيس وأوزير. لو إنى أستطيع التخلص منكما)) فكتب إرمان (وهو ألمانى أيضًا) ((ولكننا نحن الذين نعرف هذه الأسطورة من مصادرها القديمة الخالصة، وهى أقدم ما فى العالم من أساطير، فإننا ننظر إليها نظرة مختلفة كما نستطيع أنْ نبتهج بها فى غير تحزب)) (ديانة مصر القديمة- أكثر من صفحة)
ولأنّ مريم أنجبتْ عيسى بالقدرة الإلهية، لذا اندمجتْ شخصيتها مع إيزى، ولأنّ شعبنا قدّس المرأة لذلك أحبّ مريم كما أحبّ إيزى، ولأنّ شعبنا مؤمن بالتعددية بغض النظر عن الدين، لذا كانت المرأة المصرية (المسلمة) تزور مقابر القديسات المسيحيات وتنذر لهن النذور، والتقى ذاك الفعل مع المرأة المصرية (المسيحية) فتزور السيدة زينب وتهب لها النذور. كما أنّ الكثيرات منهن يصمن صيام شهر رمضان. ولم يقتصر الأمر على السيدات، وإنما على الرجال المسيحيين أيضًا وهو الأمر الذى عايشته بنفسى .
أما ولع شعبنا بالسيدة زينب فيرجع إلى قصة حياتها المأساوية التى توافرتْ فيها كل عناصر التراجيديا بلا أدنى مبالغة. فقد شهدتْ مقتل والدها (على بن أبى طالب) على يد عبدالرحمن بن ملجم. وقبل إغتيال الأب عاشت زينب أهوال موقعة الجمل. وعاشتْ مرارة الأب وهو يحكى لها أنّ عدد القتلى وصل عشرة آلاف كلهم عرب وكلهم مسلمون تم قتلهم على يد عرب مسلمين موحدين مثلهم. وبعد المعركة شهدتْ صراع والدها مع معاوية فى معركة (صفين) فى الشام . ثم صراعه مع الخوارج الذين كفروه فى (النهروان) وتستمر تراجيديا زينب بعد وفاة شقيقها الحسن, كما عاشت زينب مأساة منع آل الرسول فى ميراث أبيها بعد أنْ حقق معاوية هدفه فى تنصيب ابنه يزيد, وتفويت الفرصة على شقيقها الحسين حفيد خديجة أم المؤمنين وبطلة الإسلام الأولى ، وتكون الخلافة لحفيد هند آكلة الأكباد وبطلة الانتقام الوحشى فى غزوة أحد.
بعد كل هذه الكوارث تصل مأساتها إلى ذروتها عند فصل مقتل شقيقها الحسين. ولكى تـُدرك – قارئى الكريم – عمق مأساتها ، عليكَ أنْ تضع نفسك مكانها وهى ترصد تغير موقف أهل الكوفة وغدرهم بشقيقها ، فبعد أنْ شجّعوه على الحضور والتمسك بحقه فى الخلافة ، إذا بهم يتخلون عنه لدرجة الهروب والمكوث فى بيوتهم ، وهو الأمر الذى رصده الطبرى فى (تاريخه) وكذلك أبو الفرج الأصبهانى فى (مقاتل الطالبين) فذكرا أنّ السيدات العراقيات بعد أنْ شاهدنَ هروب الرجال وعدم تحمسهم للوقوف مع الحسين ، وخوفهم من يزيد بن معاوية ، فكنّ يأمرنَ أولادهنّ بالابتعاد عن الحسين ومن معه من أهل بيته. أما الرجال من العراقيين فكانوا يقولون لأبنائهم ولأشقائهم ((غدًا يأتى أهل الشام . فماذا تصنعون بالحرب ؟ انصرفوا إلى بيوتكم))!
انصرف الجميع ولم يبق مع مسلم بن عقيل بن أبى طالب (الذى اختاره الحسين ليسبقه إلى الكوفة) إلاّ حوالى ثلاثين رجلا . تعرّض (مسلم) للضرب وسالت منه الدماء ثم أخذوه إلى ابن زياد الذى أمر أنْ يصعدوا به إلى أعلى القصر. وهناك ضربوا عنقه بالسيف وألقوا جثته من فوق القصر. أما صاحبه (هانىء بن عروة) المؤيد للحسين فتم صلبه فى السوق. وذكر الطبرى أنّ أحد الشعراء شهد الصلب والاطاحة برأس هانىء أنه قال ((فإنْ كنتِ لا تدرين ما الموت فانظرى/ إلى هانىء فى السوق وابن عقيل/ فإنْ أنتم لم تثأروا لأخيكم/ فكونوا بغايا أرضيت بقليل))
ورغم أنّ هذه الأخبار كانت تصل للحسين ، ورغم نصائح أهل مكة الذين حذروه من أهل العراق ، بل ونصيحة عبدالله بن عباس له بعدم الذهاب إلى العراق ، رغم كل ذلك أصرّ الحسين على الذهاب لمصيره ، وليته ذهب وحده ، وإنما أخذ معه أهل بيته وفيهم شقيقته زينب ، فذهب إلى حتفه ليُسطر خاتمة المأساة مثله مثل الأبطال التراجيديين فى الأساطير.
هي تسمع أهل العراق يقولون لشقيقها الحسين ((إنّ قلوب الناس معك وسيوفهم عليك. فارجع)) ولما شاع خبر قدوم الحسين بين أهل الكوفة أقبل عليه من أهلها أربعة رجال (فقط) فتصدى لهم أحد أتباع يزيد وأعادهم لبيوتهم . وتشتد الفاجعة عندما أمر يزيد أنْ يتم حصار الحسين وأهله ويُمنعون من الماء. تكوّن جيش الكوفة من أربعة آلاف مقاتل يقودهم عمر بن سعد بن أبى وقاص . تراجع الحسين وهو يرى الموت مُجسّدًا فطلب من عمر أنْ يختاروا له واحدة من ثلاث ((1- أنْ يرجع إلى الحجاز من حيث جاء 2- أو يمضوا به إلى يزيد بن معاوية 3- أو يسيروا به إلى أى ثغر من ثغور المسلمين فيكون رجلا من أهله له ما لهم وعليه ما عليهم)) أرسل عمر طلب الحسين إلى يزيد فكان الرد ((إنْ نزل الحسين وأصحابه على حكمى واستسلموا فابعث بهم إلىّ . وإنْ رفضوا فازحف إليهم وتقتلهم وتـُمثل بجثثهم فإنهم لذلك مستحقون . فإنْ قــُتل الحسين فأوطىء الخيل صدره وظهره فإنه عاق شاق قاطع ظلوم)) تسمع زينب ذاك الكلام عن شقيقها فيتضاعف حزنها.
والآن نصل إلى المذبحة : جيشان غير مُتكافئيْن : جيش عمر بن سعد بن أبى وقاص أمير الكوفة المكوّن من أربعة آلاف بأسلحتهم ، وجيش الحسين المُكوّن من ثلاثة وثلاثين فارسًا وأربعين رجلا من أهله وأصحابه ومن ورائهم النساء والأطفال . أخذ الحسين يستعطف عمر ويُذكره بما قال النبى عنه وعن شقيقه الحسن ((أنتما سيدا شباب أهل الجنة)) فلم يرد عليه أحد. ثم ذكرهم بوعودهم بنصرته. فكان رد عمر((القتال حتى تسقط الرؤوس)) وتشهد زينب والألم يعصرها ابن شقيقها (على الكبير بن الحسين) وهو يشكو لأبيه جفاف حلقه من شدة العطش، فلا يملك الأب إلاّ مناشدة ابنه بالصبر حتى يشرب من يد الرسول فى الجنة. وبعد مشهد التوسل لطلب الماء تشهد زينب أول قتيل الذى كان ابن شقيقها. ثم نصل إلى الحسين الذى اندفع نحوه عشرة رجال لقتله وهو مع نسائه وأهل بيته. ووصف المؤرخون أنّ جثته كان بها 33طعنة قبل حز رأسه. مات كل أصحاب الحسين ولم يبق إلاّ أهل بيته من النساء والأطفال.
تم تجهيز موكب الأسرى والسبايا من النساء والأطفال. وكان بينهم غلام مريض من أبناء الحسين أنقذته عمته زينب بصعوبة. شمل موكب السبايا السيدة زينب وأختها فاطمة وأختها سكينة وبقية نساء بنى هاشم سبايا أسيرات. وعندما رأتْ زينب أهل الكوفة الذين خرجوا لمشاهدة موكب السبايا صرختْ فيهم ((أتعجبون لو أمطرت السماء دما ؟ ألا ساء ما سوّلت لكم أنفسكم)) قال لها ابن زياد ((الحمد لله الذى فضحكم وقتلكم وأكذب أحدوثتكم))
سار الموكب الحزين إلى دمشق : رأس الحسين ورؤوس السبعين من أهله وأصحابه. والأسرى من الأطفال فى الأغلال . دخلوا على يزيد بن معاوية الذى طلب وضع رأس الحسين بين يديه. وقال يُبرّر أفعاله أنّ الحسين كتب مصيره بنفسه لأنه لم يقرأ ما ورد فى القرآن (( قل اللهم مالك الملك تؤتى الملك من تشاء وتنزع الملك ممن تشاء وتعز من تشاء وتذل من تشاء)) وردّتْ عليه زينب ((كلا والله. ما جعل الله ذلك لك إلاّ أنْ تخرج من ملتنا وتدين بغير ديننا)) فردّ عليها ((إنما خرج من الدين أبوك وأخوك)) وأخذ يعبث برأس الحسين بقضيب فى يده (شىء مثل العصا) يقول ((ليت أشياخى ببدر شهدوا / جزع الخزرج من وقع الأسل/ لأهلوا واستهلوا فرحًا/ ثم قالوا : يا يزيد لا تشل)) وقال لعلى بن الحسين (الغلام الوحيد الذى نجا من المذبحة) ((أبوكَ الذى قطع رحمى وجهل حقى ونازعنى سلطانى ، فصنع الله به ما رأيتَ))
أرادتْ السيدة زينب أنْ تقضى بقية حياتها بجوار جدها الرسول ، ولكن بنى أمية كرهوا وجودها معهم فرحلتْ إلى مصر. فذكر المؤرخون أنّ المصريين خرجوا لاستقبالها فى حشد عظيم. وسار موكب السيدة زينب حتى وصل إلى قرية قرب بلبيس. وهناك قابلتهم جموع أخرى من المصريين جاؤوا من عاصمة الوادى .
أعلم أنّ الأميين من شعبنا الذين استقبلوا السيدة زينب بوجدانهم المُرحب بكل ضيف ، لم يقرأوا تراجيديا حياتها فى كتب التاريخ، وإنما سمعوا عما فعله أهل العراق الذين خذلوا الحسين، وسمعوا عما فعله يزيد بن معاوية مع النساء والأطفال وعاملهم كسبايا وأسرى الحروب . سمع الأميون المصريون عن الفصل الأخير من كارثة كربلاء ولم يعرفوا شيئا عن تفاصيل مأساة السيدة زينب، ومع هذا تفاعل وجدانهم العفوى معها (خاصة بعد أنْ علموا أنّ بنى أمية رفضوا وجودها معهم)؛ فدمجوها فى شخصية إيزى التى جمعتْ أشلاء أوزير الذى كان من صفاته (سيد الشهداء) وهى الصفة التى أطلقها شعبنا على الحسين ، أما الدليل الدامغ على هذا الدمج فهو منح إحدى صفات إيزى (الطاهرة) و(رئيسة الديوان) للسيدة زينب كما ذكر إرمان.
ولم تكن مصادفة أنّ جلسة المحكمة الباطنية كل يوم ثلاثاء فى مسجد الإمام الشافعى أنْ تكون السيدة زينب رئيسة المحكمة.
ولأنّ إيزى أخذتْ صفة الطاهرة وكذلك السيدة مريم، انتقلتْ الصفة إلى السيدة زينب، وهكذا دمج الأميون المصريون الشخصيات الثلاث فى جديلة واحدة مضفورة بالتعددية التى أبدعتها الديانة المصرية (قبل أحادية أخناتون الكارثية) تعددية ترفض التعصب لأى دين ولأى جنسية؛ ولذا كانت إيزى/ مريم/ زينب شخصية واحدة فى وجدان الأميين المصريين الذين لم يتأثروا بالتعليم الحريص على الأحادية والعداء لتعدد الأديان والثقافات.