القاهرة 01 ابريل 2019 الساعة 02:10 م
أكرم مصطفى
أقام بيت الشعر بالأقصر اليوم الاثنين 25 مارس 2019 أمسية شعرية استضاف فيها الشاعرين : حازم مبروك ومحمد سالم عبادة وقام بتقديمها الشاعر حسن عامر مسؤول النشاط الثقافي في بيت الشعر.
بدأ حسن عامر الأمسية متحدثًا :
ليس ثمة إجابات نهائية لأسئلة الروح، كل شيء ينضح بكل شيء، وفي الشعر تتعدد الأوجه وتتناسل الاحتمالات، وتدور كلها حول الشعر حيث كل قصيدة جديدة وجميلة؛ ما دامت مفتوحة كالنافذة من جدار القلب، كل كلمة هي مغامرة وكل وصول هو عوْدٌ على بدء، حيث القلوب بين بين، إنها ثنائية الترقب والاكتشاف وأظن أن درويش الشاعر كان يقصد ذلك تحديدًا حينما قال:
القصيدة رمية نرد على رقعة من ظلام
تشع وقد لا تشع فيهوي الكلام .
ثم قام بالترحيب بالحاضرين جميعًا وبالشاعرين الضيفين ثم بدأ بالشاعر حازم مبروك قارئًا من سيرته الذاتية فهو شاعر وباحث في مشيخة الأزهر له ديوان صوتي بعنوان قال الشاعر ومؤلفات في اللغة والأدب قام بتمثيل مصر في العديد من المهرجانات الدولية في الكويت والأردن والإمارات العربية المتحدة وعمان ولبنان والسعودية.
وقد قرأ من قصائده :
تَضنُّ فيا وُسْعَ ما قد تَضِنُّ
ويا رغدَ ما عشتُ في ضَنِّها
وتمنحُ مَنًّا فُتاتَ الوصالِ
فلم أَلْقَ أكرمَ مِنْ
مَنِّها
تَفَنَّنُ بالقتلِ حتى كأني
قُتِلْتُ اشتياقًا إلى فنِّها
كطفلٍ تعاقبُهُ أمُّهُ
فيأوي احتماءً إلى حِضْنِها
تظن هواي بلا مأرب
وأبعدَ ما كنتُ عن ظنِّها
فلي وطنٌ من شموسِ اشتهاءٍ
تُراوِدُ إذ هِئتُ عن مُزْنِها
ومن قصيدة "الغريب" التي أهداها إلى فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر :
الغريب
عن أي وجه في المدينة تبحثُ
وجميعهم إن قيل وعد ينكثوا
هم أخلفوك
وكلما حلفت يدٌ
بالعون في وقت الشدائد تحنثُ
لا خل إن ضاقت يداك بماكثٍ
وإذا وسعتَ يدا فكل يمكثُ
يتلون صوبك آي حب زائف
والقلب في عقد الكراهة ينفث
يتشاغلون صبا وتغفل كابرا
كتغافل الصوفي
عما يحدثُ
صمتت أحاديث الدنا عن صنعهم
وجميل صنعك عن يديك يحدِّثُ
غرقوا بلجة خوفهم
في اليم موت
خائف بك
لم يزل يتشبث
ثم تلاه الشاعر محمد سالم عبادة شاعر وقاصٌّ وروائيٌّ وكاتبٌ مسرحيٌّ مصريٌّ شابٌّ، ولد عام 1982.
يعمل نائبًا في تخصص الجراحة، وله ديوانان بالعامية المصرية، وخمسة دواوين بالفصحى هي (هلوسات صحو) و(تعاطِ) و(سيرةٌ ذاتيةٌ أو موضوعيةٌ .. لا أدري) و(طقوسُ التَّبَرُّم) و(قُدّاسٌ أسود). له تحت الطبع أكثر من عمل بالعربية الفصحى والعامية، وهو عضوٌ عاملٌ باتحاد كُتّاب مصر، ورابطة شعراء العالم في (شيلي)، وفرع القاهرة لنادي القلم الدولي.
فاز محمد سالم عبادة عام 2010 بجائزة المجلس الأعلى للثقافة بمصر عن ديوان (قداسٌ أسود) وحصل على المركز الأول، وكان أحد الفائزين في مسابقة (كاستلّو دي دوينو) الشعرية بإيطاليا عامَي 2009 و 2011 ، وحصل على المركز الأول في مسابقة مركز طلعت حرب الثقافي لشعر الفصحى عام 2008 ، والمركز الأول في فرع شعر الفصحى في مسابقة شباب المبدعين التي نظمها المجلس القومي للشباب بمصر عام 2007 ، والمر كز الثاني في مسابقة (عماد قَطري) لشعر الفصحى عن ديوانه (طقوس التبرُّم) عام 2012، والمركز الثاني في مسابقة ساقية الصاوي للمسرحية ذات الفصل الواحد عن مسرحيته (المضربيطة) لموسم 2012 – 2013، والمركز الثاني في نفس المسابقة في فرع الرواية عن روايته (كلام)، كما فاز عن نفس الرواية (كلام) بالمركز الثاني في مسابقة نادي القصة المصري للرواية لموسم 2012 – 2013، وبالمركز الثالث في مسابقة ساقية الصاوي للرواية القصيرة لموسم 2010–2011 عن روايته القصيرة (دُخانٌ مُبين)، وبالمركز الرابع في مسابقة مركز (طلعت حرب) الثقافي لشعر العامية عام 2009، وبالمركز السابع في مسابقة الساقية التشجيعية لشعر الفصحى عام 2011 عن ديوانه (قميصي هذا) .. كما شارك في برنامج (أمير الشعراء) في مواسمه الثلاثة الأولى أعوام 2007 و2008 و2009 ..
وقد أنشد محمد سالم عبادة من قصيدة بعنوان صائد الألماس :
......
تَخَرَّمَني التِّبيانُ واحتَزَّني الوَصفُ..
وعَذَّبَني اللاّصَرفُ واللهِ والصَّرفُ!
وُلِدتُ بهذا الكَهفِ مِن غَيرِ والِدٍ
فمَن لي بِسَلوَى أنّهُ يَلِدُ الكَهفُ؟!
أنا دُودَةُ الأرضِ التي قد تعثَّرَت
بها أقدَمُ الأقدامِ في المَوتِ يا خَوفُ
ضآلَةُ جَنبي في مَهابَةِ جانِبي
تُساوِي وُجودًا قد تَعَكَّرَ إذ يَصفُو
أُقَلِّبُ صَوّانَ الحِجارِ مُنادِيًا
فيأتي صَدَى الألماسِ: "لَمْ يَحِنِ الكَشفُ"
وتَرمِي أبابِيلُ اللُّغاتِ قصيدَتي
بِسِجِّيلِ ألفاظٍ، فلا يُؤكَلُ العَصفُ
حَلَفتُ على المَتنِ المُراوِغِ أنني
سأَكبَحُهُ حتى يَحُلَّ بِهِ الضَّعفُ!