القاهرة 30 مارس 2019 الساعة 09:57 م
عبد الله المتقي ـ المغرب
في زمن العنف والموت القاسي، في زمن الرتابة واغتراب الروح ، في في زمن العولمة الشرسة والمتوحشة، تبني أيام قرطاج خيامها الشعرية كي تحتفي بالحياة كما ينبغي أن تكون لا كما هي متداولة ، وكي تحتفي بسقوف المجاز وبالشعراء وأصدقاء سيد الكلام وبأكثر من اللغة . من هذا المنطلق تأتي هذه النسخة الثانية لهذه الأعراس الشعرية ، لأن القائمين عليها يؤمنون بالقصيدة ويحرضون عليها ضدا على البشاعة والقبح وانتصارا للجمال، وإعطائه المكانة التي يستحقها، لأنه حاجة ملحة في تكوين شخصيتنا واستواء علاقتنا بنا و بالعالم الذي يحيط بنا ، وبذلك تتحول هذه الأيام إلى عرس للحواس . وعليه ، تحضر الموسيقى باعتبارها شكلا من أشكال التعبير وبحكم تداخلها والشعر لتمرر لأحبة المجاز ان " الحياة بلا موسيقى تشبه طاحونة بلا ماء ". ولأن الشعر يشبه مصنعا للفراشات ، لم يسقط سهوا من المنظمين ان تفتح أبوابها للواعدين من الشباب لتوريطهم إيجابيا في محبة الشعر في ورشات ومحترفات من تأطير مشرفين بدورهم مهووسين بالاستعارات والكيانات وقبل أن تسدل هذه البطاقة/ الشهادة لله ، نؤكد انه من أوجب الواجبات الثقة بالشعر والشعراء ، لأنه يكشف اللامكشوف، ويقول ما لا يقال، ولأنه طفولة ثانية وجنون معقلن يقول الشاعر شهيد القصيدة المغربية الراحل عبد الله راجع وختاما ، يستحق الحياة كل من ساهم في إخراج هذه الأيام التي لن تدخل عليها كان . وكل عام وأيام الشعر خيمتنا ونجمتنا، وكل عام والشعراء بألف قصيدة وقصيدة وكل عام وتونس تستحق الحياة.
|