القاهرة 17 مارس 2019 الساعة 11:33 م
كتبت :نهاد المدني
من وقائع اليوم الثانى لمؤتمر: "ثورة 1919 بعد مئة عام"
والذي ينظمه المجلس الأعلى للثقافة في الفترة من 16 : 18 مارس 2019 في إطار الفعاليات التي تنظمها وزارة الثقافة المصرية احتفالا بمئوية ثورة 1919
أقيمت مساء اليوم الأحد جلسة بالمائدة المستديرة بعنوان "المرأة المصرية فى ثورة 1919" بقاعة العلوم الاجتماعية
وأدارتها مني مكرم عبيد وشارك فيها كل من الدكتورة إيمان عامر والباحثة عزة هاشم والأستاذة سامية أبو النصر
قالت الدكتورة إيمان عامر، أستاذ التاريخ الحديث والمعاصر بجامعة القاهرة، إن حلم تمثيل مصر بوفد شعبي في مؤتمر الصلح بباريس قد أوجد حركة شعبية وطنية تمثلت في جمع التوكيلات للوفد المصري وعاش المصريون في تلك الآونة بانتظار تحقيق حلمهم بين اليأس والرجاء.
وأضافت عامر في كلمتها أن من أهم نتائج الثورة خروج المرأة المصرية للمشاركة في العمل الوطني الثوري، وكما ذكرت هدى شعراوي في مذكراتها أن أول مظاهرة نسائية كانت يوم 16 مارس وشاركت فيها قرابة ثلاثمائة سيدة.
وأوضحت أن الحركة النسائية دخلت إلى منعطف تاريخي، فقد تجاوزت مرحلة المطالب النسوية إلى المطالب الثورية، فكانت هذه المشاركة هي التحرر الحقيقي للمرأة المصرية من قيود الرجعية والتخلف.
وقالت عزة هاشم، الباحثة المتخصصة في مجال علم النفس السياسي، إن ثورة 1919 مثلت انطلاقة للمرأة المصرية وأسهمت بصورة فعالة في تغيير الصورة الذهنية للمرأة في أذهان العامة والصفوة على السواء، وهو ما تبعه تغير جذري في صورة الذات لدى المرأة المصرية ودفعها نحو مزيد من المشاركة والانخراط داخل المجتمع.
وأضافت هاشم، أنه لعل ما يثير الاهتمام هنا هو ما حدث من تحول في الصورة الذهنية للمرأة المصرية عقب مشاركتها في أحدث ثورة 1919، وقبول المجتمع غير المشروط لهذه المشاركة بل وتشجيعها وهو ما يعد بمثابة موقف استثنائي كان يصعب حدوثه أو قبوله وصنعته الثورة .
وأوضحت أن أبرز ما يمكن تتبعه في نتائج مشاركة المرأة في ثورة 1919 يتمثل في كيفية مساهمة الأحداث الثورية في تغير الصورة النمطية وإعادة صياغة رؤية الشعوب الثائرة للعالم وللأخر بشكل عام.
وقالت سامية أبو النصر، نائب مدير تحرير الأهرام للشئون السياسية، إن مع مرور 100 عام على ثورة 1919 هناك العديد من المكتسبات اللاتي تحققت للمرأة، فهناك امرأة مأذونة في مصر والعالم الإسلامي، وأول عمدة سيدة لقرية كوم بوها بأسيوط وغيرهن من النماذج.
وأضافت أبو النصر في كلمتها أن تعليم المرأة هو الذي دفع عجلة التغير النسوي في مصر دفعة قوية، لأنه أوجد عند المرأة وعيًا واضحًا بذاتها ومركزها ومكانتها.
وتابعت: "لم يكن من المتصور أن يكون للمرأة المصرية ذلك التاريخ العريق بكل إنجازاته، ومع أهمية دورها بالمجتمع فقد لا ينظر إليها عادة كشريك فعلي للرجل بل يأتي دائمًا التركيز على الرجال ودورهم في إحداثها .