القاهرة 19 مارس 2019 الساعة 11:41 ص
حوار: سماح عبد السلام
بين حالتى التشخيص ورسم المنظر الطبيعى ينتقل الفنان التشكيلى عمر الفيومى، مؤكداً على عشقه للحالات الإنسانية أياً كانت طبيعتها؛ ومن ثم كان معرضه الأخير شبه الاستيعادى بجاليرى آرت سوما، حيث تضمن لوحاتً تفاوت تنفيذها أواخر الثمانيات عن الطبيعة وحتى العام الماضى بطريقة انطباعية..
* استضاف جاليرى آرت سوما معرضك "مناظر طبيعية"، فماذا عن هذه التجربة وآلية تنفيذها وأبرز الأماكن التى تناولتها؟
بالفعل تضمن المعرض أعمال من التسعينات نفذتها فى ليننجراد بروسيا فى أواخر الثمانينيات خلال دراستى للفن, وبعدها ذهبت للأقصر عامى 2007 و2008 وانشغلت بشكل البيئة فقمت برسم عدة مناظر فى هذا الإطار؛ حتى أن والدتى توفيت فى هذا التوقيت فرسمت أعمالاً حزينة أو لنقل كئيبة ولكنها كانت معبرة، حيث الجبل فى الظلام.
ثم سافرت سرايفو عام 2008 وفكرت فيما أرسمه وتأملت الفنانين الذين جاءوا للعمل من مختلف دول العالم فوجدت كل فنان يرسم أشياءه وما اعتاد عليه دون تأمل الطبيعة, رغم أننا كنا نقيم بفندق يرتفع عن سطح البحر 1200 متر, رغم أن قمة الجبل بديعة فرسمت الجبل فى 9 لوحات مختلفة وتركت 5 بسرايفوا وعدت بـ4 شاركت بهم فى هذا المعرض. ومنذ عدة سنوات ذهبت إلى البرلس فى زيارة للدكتور عبد الوهاب عبد المحسن وأعُجبت بالمنظر الطبيعى فقمت بالتقاط عدة صور فوتوغرافية، وفى العام التالى عدُت لها مرة أخرى ولكن للعمل, ورسمت مناظر طبيعية عام 2013 والعام الماضى رسمت المجموعة الجديدة. ثم ذهبت للفيوم ومرسى مطروح والفرافرة وقمت برسم اسكتشات سريعة لكى التقط حالة الضوء كما رسمت من الفوتوغرافيا التى التقتها هناك.
* يختلف تجسيد المنظر الطبيعى من فنان إلى آخر فما الذى يميز تجربتك؟
كل فنان له طريقة فى التناول، بالنسبة لى أرسم ما يرد بمخيلتى بطريقة إنطباعية، وأحيانا افكر خلال العمل لماذا لا تكون اللوحة مثل لوحة التجريد، الطبيعة مجردة, أرسم مساحات لون أجد بها منظر طبيعى.
* من التشخيص للمنظر الطبيعى هل تفضل الانتقال من مرحلة لأخرى بشكل متفاوت، وما هى رؤيتك لفنان التيمة الواحدة؟
أحب تشخيص الحالات الإنسانية البسيطة مثل المقاهى والناس والشوارع، والطبيعة بالنسبة لى هكذا. فكرة جديدة فلماذا لا أنفذها؟ وحالياً عُدت للتشخيص.
بالنسبة لى كل فترة يكون لدى فكرة أعمل عليها, تيمتى هى الإنسان أو الكائن الحى؛ أرسم الإنسان على المقهى أو المنزل، السيدة المصرية وهى بالمنزل أو تقرأ البخت أو تشرب القهوة, هذه هى البيئة التى أعيش فيها, حتى عندما رسمت العفاريت بمعرض "الساحر" كان من منطلق رؤيتى أننا فى وقت به أمور ملتبسة.
والفنان لا يأخذ قرارا للعمل فى شيء واحد ولكنه يعيش تجربته من خلال معيشته فى الأماكن الذى يقيم بها, وأذكر أننى أقمت فى روسيا 7 سنوات وهناك عشت معظم الوقت أفكر فى مصر والحياة والمقهى والبيت, كنت أرسم المقهى بأجوائه المصرية لأنى أعيش الحالة, لكن فى النهاية كل فنان حر فيما يقدمه.
* يرى البعض أن الفن المصرى يعانى من التغريب فإلى أى مدى تتفق أو تختلف مع هذا الرأى؟
نعم؛ لدينا عدد كبير من الفنانين يسيرون خلف الأسلوب الغربي فى الفن, وأتساءل لماذا لا يقدم الفنان ما يتوافق مع شخصيته؟ لا أرى أن ما يقُدم فى هذا الإطار فناً، أنا ضد فكرة الحداثة, التغريب قادنا للحداثة والعكس صحيح.
مدرسة الفنون الجميلة بدأت بمصر عام 1908, لابد أن نعلم المتلقى فى البداية ماهية الفن، فهناك من يرى الفنان التشكيلى إنسان مجنون، ولابد أن نعلم الناس أن التشكيلى مواطن عادى ولكن له طريقة تعبير تختلف عن الآخرين، هناك من يعبر بالشعر أو الكتابة أو غيرها من وسائل التعبير, ولكن لابد للفنان أن يفهم ما يرسمه ويتفاعل معه, وألا يعيش فى برج عاجى.