القاهرة 12 مارس 2019 الساعة 11:27 ص
المحرر الثقافي
"كيميا" رواية جديدة للروائي والشاعر وليد علاء الدين، صدرت مؤخرا عن دار الشروق بالقاهرة، حيث تصور رحلة صوفية عرفانية قام بها السارد بحثا عن كيميا الشابة التي كانت ربيبة جلال الدين الرومي وزوجها لشمس التبريزي رغم فارق العمر الكبير بينهما. ، حيث تدور أحداثها في تلك الأماكن التاريخية التي ارتادها وعاش فيها مولانا جلال الدين الرومي كما عاشت فيها الفتاة التي سرق منها عمرها لأن مولانا وهبها لعجوز يفوقها عمرا، فقط للعلاقة التي تربطه بمولانا. يذهب السارد في رحلة إلى تركيا بحثا عن قبرها، وبحثا عن حكايتها المنسية .
تتداخل في الرواية خطابات عديدة ما بين السيرة الذاتية والخطاب الوثائقي والخطاب الصوفي والخطاب التخييلي والغرائبي الفانتازي.
إن الرواية محاولة لإنصاف فتاة عاشت قبل 8 قرون أحبت ابن مولانا الأصغر علاء الدين، إلا أن التحول الذي حدث لحياة الرومي على يد "شمس الدين التبريزي" جعله يهدي ربيبته إلى معلمه وأستاذه شمس التبريزي فماتت بعد فترة قصيرة من إهدائها إليه. وبهذا نسيت الفتاة التي ماتت كمدا لحرمانها من حبيبها، وليس هذا فقط، بل نسيها التاريخ، ولم يخلد منها شئ حتى قبرها.
يقوم السارد برحلة صحفية توثيقية إلى قونيا حيث عاش الرومي بحثا عن قبرها، ويدخل في حالات من الفتانتازيا والغرائبية تفرضها طبيعة الموضوع، فالفتاة التي ظلمت حية تعود بعد قرون للسارد حتى تأخذ بيده لتدله على قبرها ووجودها.
يحتفي النص بالسيرة الذاتية، فالسارد هو وليد علاء الدين نفسه، ويتحدث عن شعراء وكتاب وصحفيين يعيشون بيننا ونعرف أسماءهم. والرحلة صحفية خالصة مع تضافر البعد الصوفي مع البعد الفانتازي. .