القاهرة 12 مارس 2019 الساعة 11:24 ص
كتبت: د.فايزة حلمي – مستشار نفسي وتربوي
حان الوقت لتترك مواهبك الإبداعية تنطلق, الإبداع يأتي في أشكال مختلفة, يجب أن تؤمن بأن كل شخص, بغض النظر عن مهنته أو تدريبه, يمتلكها, لكن لدى مختلف الأشخاص طرق مختلفة للتعبير عن مواهبهم ويميلون إلى البحث عن الإلهام في أماكن مختلفة, مثل الموسيقى ، وإبداع الأعمال الفنية، وكتابة الروايات، والعمل على خشبة المسرح, حيث يختار العديد من الأفراد متابعة هذه المسارات لتطوير جانبهم الإبداعي.
لكن الإبداع لا يرتبط فقط بهذه المساعي الفنية, هناك العديد من الأشياء التي يمكنك القيام بها في حياتك اليومية لإعطاء صوت لعبقريّتك الداخلية الخاصة بك.
إذا كنت تبحث عن الطرق التي يمكن الوصول إليها لتحريض إبداعك، فأنت بحاجة إلى مراجعة هذه الاقتراحات الرائعة, لأن كل منها يتطلب منك الاستفادة من حَواسِك الإبداعية ويمكنك موازنتها مع حياتك اليومية.
انشيء مُدوّنتك الخاصة:
لنأخذ على سبيل المثال.. عاطفة؟ هواية؟ أيّ شيء يهمك بعمق, حتى أنك تجد نفسك تفكر فيه كثيرا مِن الأحيان, انشيء مدَوّنة حَوْل هذا الموضوع, يُعد إنشاء مدونة مخصصة لموضوع قريب من قلبك طريقة رائعة للتفاعل مع تقدّمَك وأهدافك وتحدياتك أثناء تطوير تجربتك معه.
فيمكن لمدونتك عرض أعمالك الفنية الحديثة ؛ يمكنك مناقشة قضية تشعر بها بشدة, يمكن أن تراجع ملخّصات الكتب التي تقرأها, الإحتمالات لا حصر لها.. من خلال تخصيص الوقت لوضع أفكارك على الورق، ولا يقتصر الأمر على ضَبْط مهاراتك في الكتابة، لأن التدوين حول هذه الموضوعات سيلهمك للحفر بشكل أعمق وتجربة الإتجاهات الجديدة في هذه المجالات, بالكتابة عن مساعيك الإبداعية، ستقوم بتحفيز بيئة إبداعية, يمكنك البدء في التدوين على الفور.
دورات تدريبية للتطوّر:
إنها ليست متعة فائقة فحسب، بل هي أيضا طريقة رائعة لإطلاق العنان لإبداعك، والهدف هو إجبارك على التكيّف مع أي موقِف، وهي طريقة فعّالة لتوسيع عقلك وتفكيرك، كما أنها تعلمك كيفية الإلتفات إلى البيئة الخاصة بك، وملاحظة التفاصيل الدقيقة لتجد اللحظة المناسبة لِقَوْل الشيء الصحيح فقط، بما أنها تُدرّس في إعداد جماعي، تتيح لك دورات الترفيه إمكانية التفاعل مع المواهب الناشئة الأخرى, وتشجّعَك على بذْل قصارى جُهْدك في مناخ داعِم.
ممارسة التحدث أمام جمهور:
إن التحدث أمام جمهور, بغض النظر عن الموضوع, هو عبارة عن شكل من أشكال الفن، حيث أن إتقان التحدث العام يتضمن إمكانيات مثل: التركيز على رسالتك، والإجابة على الأسئلة في الحال، وتقديم كلمة رائعة، والتحكم في صوتك, لغة الجسد وقراءة الغرفة بشكل صحيح، هناك الكثير من التفكير الإبداعي في كل مِن هذه الأعمال.
وبالنسبة للعديد من الناس، فإن التحدث أمام الجمهور هو مناسبة نادرة، إن لم يكن كابوسًا مخيفًا، ولكن مثل معظم الأشياء في الحياة، فإن الممارسة تجعل الأمر مُكتمل، إذا كنت تبحث عنها، فسوف تجد فرصًا للتحدث أمام الجميع عبر الإنترنت, يمكنك التطوع لإضفاء طابع معتدل على فريق في مهنتك، أو تدريس صف دراسي في خبرتك أو هوايتك، والشيء المهم هو عدم السماح للخوف بالوقوف في الطريق.
: تصميم ألبومات على الإنترنت لصورك الرقمية
كم عدد الصور التي التقطتها هذا الأسبوع؟ كم عدد ملفات الصور الموجودة لديكَ؟ التي تأخذها بشكل عشوائي ولم تنظر إليها منذ ذلك الحين؟ إذا قُمْت بتنظيم صِوَرَك في ألبومات أنيقة، لن تشترك مع لحظاتك الثمينة فحسب، بل ستقوم أيضًا برسم حياتك في الصور.
وهذا لا يعني أنك بحاجة إلى طباعة جميع تلك الصور، وإعدادها بشكل جيد في سجل القصاصات، بدلاً من ذلك، لماذا لا تنشئ ألبومات صِوَر عَبْر الإنترنت؟ لِتحْصل على تَحَكّم إبداعي كامل في تصميم الألبومات، فيُتاح لك مشاركة ألبوماتك بسهولة مع العائلة والأصدقاء.
تدريب جسمك وعقلك:
صدق أو لا تصدق، أن جلسة التدريب بالنادي الرياضي, قد تجلب بالفعل الإنجاز الإبداعي القادم الخاص بك؛ فالإبداع يأتي من أذهاننا، لكنه يحتاج أيضا إلى مساعدة الجسم, حيث تُظهِر الدراسات أن التمارين المنتظمة تعزز حواسك الإبداعية وتفكيرك الإبداعي, لأن نشاط الدماغ السليم، يُحفّز الخلايا العصبية ويُحسّن الذاكرة الخاصة بك, ويساعد الإجهاد البدني على تخفيف "الضجيج" في عقلك، مع التركيز على أفكارك وتهيئة الأرضية لأفكار جديدة رائعة، وسيكون الترفيه داخل جدولك كافياً لجني هذه الفوائد.
يقول الكاتب" يوآف شلازينغر": قبل أن أقوم بإلقاء محاضرة حول ما يجب القيام به في الصباح من أجل تعزيز إبداعك ، لديّ إعتراف : اسمي Yoav وأنا لست شخص صباحي, على الرغم من أنني استيقظ كل صباح بدفء أشعة الشمس الأولى ، ونبض الطيور البهيج وساعة المنبه الشخصية ، فإن مزاجي (السيء) الصباحي ما زال قائماً, لقد كان صراعاً حقيقياً التفكير في كيفية بدء يومي, لكنني سرعان ما علمت أن هذا ليس هو الصراع الوحيد الذي واجهته ، وكما اتضح ، فإن روتينك الصباحي يحدد النغمة لبقية يومك ، وإذا وضعت الوقت والجهد في جعله منتجًا ، فمن المؤكّد أن العصائر الإبداعية الخاصة بك سوف تتدفق, ومن أجل تعزيز إبداعك بمجرد أن تشرق الشمس؟ قم بإنشاء روتين صباح متميّز وغَيْر مَألوف سلوكك, لتعزيز وإدامة الإبداع طوال اليوم, وهذه بعض أفضل نصائحي.
نَم جيّدا :
عندما كنت طفلا ، حاولت أن أنام في وقت متأخر على قدر ما أستطيع، كنت أختلق أعذار مختلفة فقط حتى أتمكن من مزيد مِن اللعب، لكن عندما كبرت، أدركت أنني بحاجة إلى الاعتزاز بساعات النوم المذهلة تلك, لأنه في حين تقوم بإغلاق عينيك, يستمر دماغك في العمل لذا فإن هذا الأمر يمنح عقلك وقتًا للتفكير والتعلم والنمو, لذا, يجب عليك أن تنام بشكل مثالي في ساعاته "العادية."
لقد أكّدت الأبحاث أن ما لا يقل عن 7 ساعات من النوم ليلا هو ما يحتاجه جسمك وعقلك من أجل الاستيقاظ والشعور بإنجازهما, اعثر على "مكانك الحلو" بين 7 إلى 9 ساعات كل ليلة, لأنه عندما تغلق عينيك، يذهب دماغك في رحلة غامضة إلى الليل، وفي هذا الوقت تتم معالجة كل شيء تعلمته وخَبِرته على مدار اليوم من قِبَل دماغك، وهذه هي اللحظات التي يحتاجها دماغك لإعادة شَحْنه والخروج بمنافذ إبداعية، وبهذا تتمكن من الإستيقاظ حاملا شعورًا جديدًا ومستعدًا للتعامل مع أي شيء قد يعقده لك اليوم, ألم يحْدث لك أن ذهبت وأنت تنام واضعا سؤال في ذهنك, لتجد نفسك مستيقظا في اليوم التالي معك الإجابة؟ هذا هو نوع الوضوح والصفاء الذي أتكلم عنه.
نصيحة للنوم: قبل النوم، حاول مشاهدة وقراءة المواد المضحكة أو المثيرة التي ستحفز حواسك, بهذه الطريقة ستحلم بها، أو على الأقل حاول التفكير في الأمر عند إغلاق عينيك، وإجعلها واحدة من الأفكار الأولى في ذهنك في اليوم التالي.
اشرب ماء:
ارتق وتألق: في هذه اللحظة الحاسمة من الصباح، استيقظ على قدميك، واتّجه إلى المطبخ لتصب لنفسك كأسًا من الماء, هذا لن يعطيك فقط الدَفْعَة التي تحتاجها لفتح عينيك بل أيضاً أن يتدفق الأكسجين عَبْر جِسْمك وإلى عقلك، لتحضير عقلك وروحك لمواجهة المهام التالية, لأن أنسجة دماغك 76? من الماء, وأية كمّيّة أقل مِن ذلك, يعني أن دماغك يعمل على "وقود منخفض", وسوف تسمح مياه الشرب بالهضم الجيد وسوف توفر الأوكسجين لجميع خلايا الجسم ، بما في ذلك دماغك بالطبع.
: تناول طعاما صحيا
عندما كنت أصغر سناً، كنت على يقين من أن أمي كانت تحاول خداعي عندما قالت إن وجبة الإفطار هي أهم وجبة في اليوم, لكن عندما كبرت، تعلمت أن الأكل عند الاستيقاظ يمنحك الوقود الذي يحتاجه جسمك لكي تكون مُنتِجًا, لا حاجة لتناول الطعام مثل الملك، ولكن تأكد من أن المواد الغذائية التي تستهلكها تحتوي على العناصر الغذائية المناسبة.
لأن تناول الكمية المناسبة من الطعام المغذي في الصباح, يكون له تأثير على تعزيز الذاكرة والإنتباه وسرعة معالجة المعلومات والتفكير والتعلم والقدرات اللفظية، فالإبداع بشكل ما هو يوجَد في قائمتك الغذائيّة.
: استمع إلى الموسيقى
الموسيقى هي نغمة الحياة, كل يوم عندما يبدأ الفجر، اعزف الموسيقى على هاتفك وأحتفظ بها طوال كل مهمة تقوم بها, الأغاني والأصوات تُحَفّز العصائر الإبداعية في الدماغ وسوف تجعلك في مزاج إما أن تهزّك أو تشعر بالحب في الهواء, اجعل لديك قائمة تشغيل "استيقظ واذهب", يبدأ بالأغاني في اليوم الذي يكون نبضة أبطأ, ببطء يبني على الأغاني التي تجعلك تَرْغَب في التحرك والغناء والإبداع على الفَوْر!
فالاستماع إلى الموسيقى عملية جذابة للغاية وتُنَشّط مناطق متعددة من الدماغ وتساعدنا على تطوير قدر أكبر من القدرة الإبداعية.
: قم ببعض التمارين
قُل: "هيا بنا جسدي"! عندما تَجْبر نفسك على تحريك جسدك مبكراً، تشعر بأنك جاهز ليومك, ومن المعروف عمومًا أن التمارين الرياضية تعمل على تحسين مهارات الذاكرة والتفكير، لذا فإن عبور هذه المهمة في ساعة, يعني أن عقلك على استعداد لتحقيق أي شيء قد يأتي في طريقه.
ولا تعني ممارسة الرياضة بالضرورة أنك بحاجة إلى الذهاب للجيم, لفترة طويلة, فسوف يعمل تدريب قوي لمدة 30 دقيقة في الخارج, على تحفيز جميع حواسك, وقد لاحظ الباحثون أن التمارين المنتظمة ترتبط بتحسّن التفكير المتبادل والمتقارب، وهما مكونان رئيسيان من عناصر التفكير الإبداعي.
والجزء الأصعب هو إقناع نفسك لبدء ممارسة الرياضة, ضِع كل ذلك في ذهنك, كل ما عليك هو المُضِي قدمًا، وبمجرد الانتهاء من ذلك، لن يكون هناك أي تراجع في الواقع! يستحق الشعور المجزي بعد ذلك كل قطرة من العرق.
: تغيير عاداتك
عندما تغلق الباب خلفك وتتوجه إلى المكتب، فإن "العمل" الروتيني الصباحي لا ينتهي, يمكن للطريق الذي تسلكه لعملك أن يؤثر على كيفية تطور يومك, حاول اتخاذ أشكال مختلفة من المواصلات، واختيار مسارات مختلفة، وحتى التوقف أكثر قليلاً لاستيعاب محيطك, وأفضل نصيحة لك هي محاولة تغيير روتينك اليومي.
وكما الناس يشاهدون, أعتقد أنه من الرائع النظر إلى ما يفعله الآخرون أولاً في الصباح, أنظر حولك واستلهم من الأشخاص والأشياء التي تراها، حتى تتمكن من تذكير نفسك بالمَشَاهد الرائعة التي واجهتك, لأن الطاقة الإبداعية تأتي من الاستكشاف, عندما تزّوّد جسمك ورُوُحك بإتّخاذ الطرق الجديدة كل يوم للعمل، فإنها ستشعل كل حواسك في السؤال والشعور, وإذا إستطعت أن تمشي إلى العمل، فإن الأمر يكون أفضل, حيث تُظهِر الدراسات أن المَشي يحفز الإبداع.
اسمح لنفسك أن تستعمل هاتفك الخلوي فقط, لمدة تصل إلى 10 دقائق في رحلتك إلى العمل, بعد ذلك، ضعه في جيبك واستخدم ما تراه حولك, وسيضمن قطع اتصال هاتفك المحمول تعزيزًا كبيرًا لجميع حواسك.
: تَنَفّس
هناك الكثير من العمل لهذا الوقت الثمين من الوقت لديك في الصباح, لكن اتّباع بعض هذه النصائح سيجعلك تقدّر ما تبقّى من يومك, مع ذلك، خذ إستراحة وتحرك في سرعتك الخاصة حتى تتمكن من منح جسدك الوقت الكافي للاعتراف بكل الخير الذي تقدمه له, واعط نفسك بضع دقائق للاستيقاظ والقيام بنصف هذه النصائح على الأقل بالسرعة التي تناسبك, إذا ظهر فكرة أو فكرة في الوسط ، توقف وأكتبها!
ومن خلال مَنْح نفسك مساحة ووقت ، يمكنك ضبط ذهنك, وهذا بِدُورِه سوف يساعدك على توليد المزيد من الأفكار الأصلية والفريدة من نوعها, أنت الآن جاهز للإبداع؟!
المراجع :
- Wix Team.(2018): 8 great ways to spark creativity. wix.com
- Yoav Schlezinger.(2017): how to improve your-morning routine to boost creativity. wix.com