القاهرة 26 فبراير 2019 الساعة 02:58 م
ترجمة وإعداد: محمد زين العابدين
جسم الإنسان هو عالم معقد مليء بالألغاز والأسرار التي تدل على عظمة صنع الخالق العظيم لكل خلية وعضو وجهاز من أجهزة الجسم التي تعمل وفق أداء منظم بشكل دقيق جداً.. وفيما يلي نستكشف معاً بعض الأسرار البسيطة والمدهشة لجسم الإنسان..
• هل من الممكن النوم بعيون مفتوحة؟!
ليس أمراً طبيعياً بالطبع أن ينام الإنسان وعيونه مفتوحة، إلا أن هناك حالة طبية تعرف بـ"العيون الأرنبية ليلية النشاط"، ومن يعانون من هذه الحالة يكونون غير قادرين على إغماض جفونهم عند نومهم، وتحدث هذه الحالة بنسبة تصل إلى 5 % في الأشخاص البالغين، وهذا يمكن أن يرجع إلى عوامل متعددة، تشمل جحوظ العينين، أو وجود تشوهات في الجفون، وهناك أيضاً حالات لم يتم معرفة سببها بشكل مؤكد حتى الآن، ويمكن أن تؤدي حالة "العيون الأرنبية ليلية النشاط" إلى صعوبات معينة، من التهاب العينين إلى مشكلات أكثر حدة، مثل تطور حالات تقرح القرنية.
• لماذا يحدث لنا دوار عندما ندور؟
عندما تدور برأسك بسرعة في أحد الألعاب مثل ألعاب الملاهي، يتم استشعار تسارع الحركة بواسطة الشعيرات المصطفة على جوانب القنوات المليئة بالسوائل في الأذن الداخلية، وعندما تدور لفترة طويلة بما فيه الكفاية، يفقد المخ حساسيته للإشارات الثابتة للدوران القادمة من الأذن؛ لذا فعندما تتوقف عن الدوران، تقوم الأذن بإرسال الإشارات عن توقف الدوران بشكل صحيح، لكن يظل المخ نشطاً في إلغائها، ومن ثم تشعر عندئذ وكأنك تدور في الاتجاه المعاكس.
• إلى أى مسافة تصل الجراثيم التي تخرج مع الكحة؟
مدعومة بقوة الحجاب الحاجز، وعضلات البطن والضلوع، تعمل الكحة (السعال) بشكل فعال على إزالة التهيجات أو المخاط من الرئتين.
فكل كحة (سعلة) تقذف الآلاف من قطرات اللعاب بسرعة تصل إلى 160 كم/ساعة، والقطرات التي يتم تناثرها خلال الكحة يمكن أن تدخل أنف أو فم الأبرياء من المارة، وفي الوقت نفسه فإن الجراثيم الموجودة في القطرات المستقرة على بعض الأسطح يمكن أن تعيش لساعات، وتكون جاهزة للانتقال لضحية غير متحسبة للأمر.
إن كل قطرة تخرج مع الكحة يحتمل أن تكون محملة بالفيروسات أو البكتيريا، ويمكنها الانتقال حتى مسافة مترين في الهواء حسب حجمها.
وقد اكتشف الباحثون بمعهد ماساشوستس للتكنولوجيا بالولايات المتحدة الأميركية، أن سحابة غازية غير مرئية تساعد قطرات الكحة على الانتشار حول الغرفة، والقطرات الأصغر فيها يتم اجتياحها بفعل دوامات الهواء، مما يساعد على انتقالها لمسافات أبعد، وتمكث وقتاً أطول حتى تغادر.
• هل تساعد اللصقات الساخنة بالفعل في تخفيف آلام العضلات؟
بالرغم أنه لا يجب تعريض الإصابات الحديثة للحرارة، فإنها يمكن أن تكون مفيدة بشكل مؤكد للحالات الطويلة المدى. فاللصقات الساخنة تعمل على توسيع الأوعية الدموية، وتشجع تدفق الدم، مما يساعد على استرخاء العضلات المصابة بالألم.
وتؤدي إصابات الأنسجة إلى تنشيط النهايات العصبية بالبشرة، والتي يطلق عليها "مستقبلات الإثارة الحسية للألم"، والتي تنقل الإشارات إلى المخ لإبلاغه بالألم.
وفي نفس الوقت، تبدأ الناقلات العصبية في اتخاذ رد الفعل الانعكاسي، والذي يؤدي لانقباض العضلات في مكان الإصابة إلى درجة التشنج العضلي غالباً.
ولحسن الحظ، فإن الحرارة يمكن أن تعمل على تنشيط المستقبلات الحرارية الحساسة للحرارة، والتي تبدأ في إرسال إشارات عصبية لحظر الإشارات القادمة من مستقبلات الإثارة الحسية للألم، كما أن استعمال الضغط الناتج عن اللصقة يساعد أيضاً من خلال تحفيز النهايات العصبية التي تعرف بالمستقبلات الحسية لأوامر الحركة، ويساعد تنشيط مجموعة المستقبلات على استرخاء العضلات المصابة بالألم.
• المصدر: مجلة (BBC Knowledge) الإنجليزية- عدد أبريل 2018 .