القاهرة 29 نوفمبر 2018 الساعة 11:12 م
أحمد مصطفى عمر ـ الأقصر
برعاية كريمة من سمو الشيخ سلطان القاسمي، وبحضور مشرف من دائرة الثقافة الإعلام بالشارقة، افتتح سعادة الأستاذ عبد الله العويس، برفقة كل من الأستاذ محمد القصير مدير إدارة الشئون الثقافية بالشارقة، والشاعر محمد البريكي مدير بيت الشعر بالشارقة، المهرجان الدورة الثالثة من مهرجان الشعر العربي بالأقصر والذي أقامه بيت الشعر بالأقصر في الفترة من 15 حتى 17 من نوفمبر 2018، حيث تمّ الافتتاح بمكتبة مصر العامة بحضور نخبة من الشعراء والنقاد المصريين والعرب، بكلمة لمدير بيت الشعر الشاعر حسين القباحي، ثم تلتها كلمات لنائب محافظ الأقصر وللدكتور هيثم الحاج علي متحدثا نيابة عن وزارة الثقافة المصرية، مما يؤكد على ترحيب المؤسسات الرسمية المصرية واحتفائها بالأنشطة الثقافية والدور المجتمعي الهام الذي يقوم به بيت الشعر في المشهد الثقافي المصري، وكيف يساعد على اكتشاف المواهب الشعرية ودعمها، ويحتفي بالتجارب الشعرية المتحققة ويلقي مزيدا من الضوء عليها.ثم اختتم الافتتاح بإلقاء قصائد شعرية لعدد من الشعراء الشباب المشاركين في المهرجان.
رأس الأستاذ الدكتور محمد عبد المطلب هذه الدورة من المهرجان، وتمّ تكريمه من سعادة الأستاذ عبد الله العويس رئيس دائرة الثقافة والإعلام.
وفي مساء نفس اليوم قام سعادة الأستاذ عبد الله العويس مدير دائرة الثقافة والإعلام بالشارقة بافتتاح معرض للفن التشكيلي بعنوان:" أبجد بين الضاد واللون"بمشاركة 37 من فنانى الفن التشكيلى والحروفيات والخط العربى وعدد 40 لوحة. ولا تغيب عن الأذهان إشارة العنوان، الذي يكرس لمد جسور التواصل بين اللغة العربية، لغة الشعر، وبين الفنون البصرية. وفي هذا وعي من القائمين على بيت العشر الذين يبحثون عن الجسور والوشائج بين الشعر وبقية الفنون، سواء بقية فنون القول أو الموسيقى أو الفنون البصرية. ويغلب على هذه اللوحات التيمات التراثية سواء من حيث استخدام الحرف العربي في التشكيل الفني أو التيمات الفلكورية التي تغلب على معظم اللوحات المعروضة
ة.
ولم تمر الليلة دون الشعر، بطل المهرجان الأول، فاستمع الحاضرون إلى أمسية شعرية زاخمة أدارها الشاعر المصري أشرف البولاقي، وشارك فيها كل شعراء من أجيالل مختلفة، ما بين شعراء اكتمل نضجهم الفني مثل الشاعر المصري الكبير حسن طلب والشاعر السوري الكبير عبد القادر الحصني، والشاعر حسين خلف الله أو شعراء من الشباب مثل : محمد طايل، هاجر عمر، نورا عثمان، وسام دراز". ولم ينته اليوم الأول إلا وقد اهتز الحاضرون طربا للغناء التراثي والموشحات بصوت المطرب تامر جابر.
أما في اليوم الثاني من أيام المهرجان 16 نوفمبر فقد أقيمت أمسية شعرية قدمها الشاعر عبيد عباس لعدد من الشعراء الشباب الذين ألقى بيت الشعر عليهم الضوء من خلال كتاب الدراسات النقدية وهم : طه الصياد وعصام دراز ورضوى شاهين، وشاركهم عدد من الشعراء الأقدم تحققا في تجربتهم الشعرية مثل الشعراء: عمرو الشيخ وحنان شاهين والضوي محمد الضوي.
وتلا الأمسية الشعرية ليلة غنائية صاخبة على إيقاع الألحان الموسيقية. غنى فيها المطرب الشاب عبد الله جوهر الذي قدم مجموعة كبيرة من الأغاني التراثية والمعاصرة طرب لها الجمهور، فاكتملت البهجة ما بين الشعر والموسيقى والغناء.
وفي اليوم الثالث أقيمت الندوة النقدية التي تتناول أعمال شباب الشعراء في كتاب "موعد مع الشعراء" الذي صدر هذا العام ضمن مطبوعات بيت الشعر بالأقصر والذي يتناول بالدراسة والتحليل أعمال ثمانية من شباب الشعراء
ء.
أدار الندوة د. خلف شعيب وافتتحها متحدثًا عن الشعر كقيمة جمالية وضرورة اجتماعية معاصرة، ثم قدّم الروائية والناقدة د. هويدا صالح رئيس تحرير مجلة "مصر المحروسة" التي أكدّت أن النص الشعري لا ينشأ في الفراغ إنما هو ابن محيطه ومحصلة معارف الشاعر، كما عاينت في نصوص الشباب -موضوع الدراسة- محاولةً لاستبطان الذات، وحل إشكالية ثنائية الذات والعالم، الجوهر والعرَض، مُدَلِّلَةً على ذلك بشواهد من نصوصهم "
ثم انتقل الحديث إلى د. حسام جايل الشاعر والأكاديمي الحاصل على جائزة الدولة التشجيعية في الآداب، فتحدث عن "الاغتراب والحزن في قصائد الشباب" حيث أبدى دهشته من مسحة الحزن التي تطغى على أجواء النصوص على خلاف الأسلاف في مثل هذا السن، وأرجع ذلك إلى حالة النقصان التي تسود كل شيء من الوطن غير المكتمل إلى اللذة الناقصة.
ثم انتقلت دفة الحديث إلى د. حافظ المغربي رئيس قسم البلاغة والنقد الأدبي والأدب المقارن جامعة المنيا، الذي نوّه عن المراوحة بين الغموض والبساطة في قصائد شباب الشعراء في ضوء النظريات النقدية، كما أوضح أن اللغة هي العنصر الرئيس، والمنطق في تكوين النصوص وفهمها شرحًا وإيضاحًا، فمن أراد التميز نقديًا فليبحث عن المسكوت عنه في النصوص وما وراء اللغة
ةة.
ثم تلاه د. مدحت صفوت، وهو باحث في تحليل الخطاب وناقد الأدبي، الذي قدّم دراسةً عنوانها "الاستجابة للتفكيك-تمارين على قراءة الشعر" واختار ثلاثةً من الشعراء للحديث عنهم هم طه الصياد ويونس أبو سبع ومحمد طايل، فعند يونس أبو سبع كان الوجود غير متحقق على نحو يقيني، فالذات والآخر غير متباينين على وجه التحقيق بل ربما يتبادلان الأدوار بشكل شبحيّ.
وفي الجزء الثاني من اليوم الثالث أقيمت أصبوحة شعرية لشعراء البوادي، قدم لها الشاعر خالد الطاهر ، وشارك فيها عدد من شعراء جنوب وشمال سيناء ومرسى مطروح والفيوم ، فاستمع الحاضرون إلى حمدان الترابين، وسليمان الأحيوي، وسليم أبو دقة، وعبد القادر طريف، وعلاء الرمحي
ي.
وفي المساء من اليوم الثالث، وفي ساحة معبد الأقصر على المسرح المكشوف أقيمت شعرية للشعراء ( النوبي عبد الراضي، جمال الشيمي، عزت الطيري، قمر صبري الجاسم، محمد جاد المولى، يوسف عابد) وقدم الأمسية الشاعر أحمد جمال مدني، ثم قدم عرض تراثي لفرقة الأقصر للفنون الشعبية . وأخيرا قام سعادة الأستاذ عبد الله العويس بتكريم الشعراء المشاركين بتوزيع شهادات المشاركة والختام.