القاهرة 05 فبراير 2019 الساعة 11:40 ص
كتب : أحمد مصطفى عمر
صدر عن مؤسسة أروقة للدراسات والترجمة والنشر بالقاهرة وعن مركز روية للدراسات - القاهرة، في أول إصداراته كتاب: (خرافات الصحوة الإسلامية 1979-2017) للأديب والباحث في الموروث الشعبي محمد عزيز العرفج في 220 صفحة من القطع العادي.
قسّم العرفج الكتاب إلى قسمين: الأول منه شهادات ورؤى لمن عاصروا فترة الصحوة حول مدى تجاوزنا سنوات فترة الصحوة الإسلامية وممانعاتها، وهل كانت حقبة الصحوة حكم بالبراءة من ما كانت تسمى الردّة الفكرية؟ وكيف تكون صحوتنا من الصحوة نفسها؟ وعن محاولة فهم الأفكار التي كانت تسعى إليها الصحوة، وعن أسباب عدم اعتراف الصحوة بالدولة الوطنية، وتشخيص مدى نجاتنا من الصحوة، وموقع الصحوة بين التديّن بالتربية والتربية بالتديّن، وعن غفوة لوبي اتباع دعاة الصحوة ومعاملة الآخرين ومدى تطبيقهم للدين الإسلامي، وكذلك إحصائية الخسائر التي تم تكبدها خلال سنوات الصحوة، بالإضافة إلى مدى مكر الصحوة وسذاجة الالتزام بها، وعن طبيعة العالم من خلال تفسيرات الصحويين، وكيف أن الصحوة هو عنوان صغير لتغييب كبير؟ وكيف كان يعد الكذب لأجل الصحوة الإسلامية من الفضائل، وعن الجذور التاريخية التي ولّدت الصحوة، وكيف ساهمت الصحوة في تأجيج الطائفية من خلال نفس الصناعة؟!
أما القسم الثاني، فقد جمع فيه العرفج ما يقارب مائة خرافة وخرافة من الخرافات الحكائية الصحوية الشعبية، ومدى المد الحكائي للصحوة بين الجحيم والحائط المسدود، وكيف أن جمعها هو بمثابة استثمار مكشوف للتراث من خلال جمع تلك القصص الخرافية في المخيال الصحوي؟ وكيف أن تلك القصص المكذوبة كان لها بالغ الأثر التربوي والثقافي..؟
ولأن لكل فترة أو زمن أو حقبة حكاياتها الشعبية التي تنتشر في المرويات الشفاهية بين الشعوب من سالفات وسباحين وخرافات، رأى العرفج أن تلك الخرافات التي انتشرت في حقبة الصحوة المنتهية، تستحق أن ترصد وتسجل للشابات والشباب المعاصر، وللأجيال اللاحقة، وتعدّ من أشهر الخرافات الصحويّة التي تم تداولها شفهياً بين أفراد المجتمع منذ عام 1979م حين أطلق جهيمان صافرة الخرافة الأولى, مرورا بمئات الصافرات الخرافية التي أطلقها الوعّاظ عبر المنابر وجماعات التبليغ، حتى عام 2017, وانتشرت خلالها انتشاراً كبيراً في حقبة الصحوة.
وجاء في المقدمة: " خلال أكثر من ربعٍ قرنٍ مضى كانت الرجعية في قمّة العربدة, تطحن أسنانها, انتشر فيها جهلٌ من نوعٍ آخر.. عمّت الخرافة عقول الكبار - رغم شهاداتهم التعليمية العالية ومراكزهم ومسؤولياتهم المجتمعية- وآمنوا بها، ثم زرعوها في عقول الأطفال واليافعين والمراهقين، وانساق غالبية المجتمع تحت سلطة رجال دين أخذوا القداسة من مظهرهم فقط، بغض النظر عن صحة ما يدعون إليه من عدمه، ومهما بلغ التشدد غايته، ووصلت الخرافة مداها، وقد تم تقليدهم في مظهر يشبه مظهر المجتمعات القروسطيّة، وبخطاب واحد يقرأ من خلال التلوث الضوضائي، وفي غيابات جبّه يقع الهدف وهو الخوف، ولا شيء غيره.. غيّبت العقول تماماً أواخر الحرب الباردة واستمرّت بعدها، بعد أن أصبحت تلك العقول كالأجنّة الخدّج في المشيمات، بعضها ماتت في مهدها، وبعضها عاشت ونمت بقاذوراتها دون أن تغتسل لسنين طوال، وآذت غيرها برائحتها العطنة ".