القاهرة 05 فبراير 2019 الساعة 11:16 ص
يعتمد على ترجمة الغرب ويسعى للكسب المادى
كتب : صلاح صيام
الكتاب الذين يكتبون أدبا للأطفال عددهم قليل للغاية, وللأسف فإن الكثيرين منهم لم يتفرغوا للكتابة للأطفال, وتأتي شهرتهم في الكتابة للقارئ العادي أكثر من الكتابة للصغار, وقد لجأ هؤلاء للكتابة للأطفال في المجلات أو لدي بعض دور النشر لأسباب خاصة بالعائد المادي .
وأدب الطفل بالمعني المنتشر تتلخص في التبسيط, تبسيط العلوم, وأعادة حكي القصص المشهورة المستمد أغلبها من التاريخ الاسلامي في المقام الأول, ويجب التنبيه إلى أن مجالات الإبداع للطفل تأتي في مجال القص, سواء في الرواية أو القصة القصيرة, أيضا في مجال الشعر, والمسرح, أما عدا ذلك فإنه يدخل في مجال ثقافة الطفل.
كاتبة الأطفال التونسية زهرة الظاهري ترى أن هذا الجنس من الأدب شهد تطورا في مرحلة ما في البلدان المغاربية خاصة في تونس؛ حيث حظي أدب الطفل منذ عهود قديمة مكانة هامة في هذا البلد, فتقريبا تعد تونس أول الدول العربية التي اهتمت بأدب الطفل منذ فترة الاستعمار الفرنسي ليزدهر هذا الجنس الأدبي بعد الاستقلال, فبرز كتاب مشهورون في هذا المجال نذكر منهم على سبيل الذكر لا الحصر: محي الدين خريف, ونورالدين صمود, ومحمد العروسي المطوي, ومختار جنات, ونافلة ذهب, وغيرهم.
وقد كانت إنتاجاتهم في مجملها هادفة وممتعة، موجهة إلى الأطفال في مختلف مستوياتهم العمرية والنفسية والاجتماعية, وبما أن الإقبال على كتب الأطفال كبير مقارنة ببقية الإصدارات الأدبية الأخرى فقد تعددت مؤسسات دور النشر والتوزيع داخل البلاد, مثل الشركة التونسية للتوزيع, والدار التونسية للنشر, والدار العربية للكتاب, وغيرها كثير.
غير أن الملاحظ اليوم يشهد أن أدب الطفل أصبح يعاني عديد المشكلات بفعل عدة عوامل, أهمها عزوف الطفل عن الكتاب, وتأثير شبكة الإنترنت على رغباته وميولاته؛ فأصبح الإنتاج ضعيفا ويعتمد أساسا على الترجمات الغربية؛ مما أثر سلبا على سلوكات الطفل فلم يعد ما يقدم معبرا عن الأطفال ملامسا لنفسياتهم بالأساس, بل أصبحت الغاية الأساسية من وراء هذا المنتوج هو البحث عن المكسب المادي .
وتضيف "الظاهرى" أن أدب الطفل كغيره من الأجناس الأدبية قديم قدم المجتمعات الإنسانية سواء كان ذلك في العالم العربي أو الغربي, فقد عرف أدب الطفل حركية كبيرة في أروبا في الفترة التي تلت الحرب العالمية الأولى إلى ما نهاية الحرب العالمية الثانية, حيث اهتم الفلاسفة والمفكرون بسيكولوجية الطفل من خلال دراسة سلوكه وعاداته ومراعاة إمكاناته وقدراته؛ فاستفاد الأدباء من هذه الدراسات وطوروا أساليبهم وطرق طرح نصوصهم الموجهة للأطفال بما يستجيب لمتطلبات الطفل ورغباته.
وقد احتل الكتاب الفرنسيون موقع الريادة في مجال أدب الطفل, ومن أبرزهم الكاتب شارل بيرو الذي كتب مجموعته القصصية "أمي الإوزة" و"الجنية" و"ذا اللحية الزرقاء" وغيرها.. ليتطور بعد ذلك أدب الطفل على يد جان جاك روسو وجون لافونتين وجيل غابريال فيرن وغيرهم.
أما في العالم العربي فإن أول مجهود يسجل في هذا المجال هو ما قام به رفاعة الطهطاوي من خلال ترجمة حكايات الأطفال للكاتب الفرنسي شارل بيرو, كما اهتم لاحقا أمير الشعراء أحمد شوقي بأدب الطفل فترجم كتاب خرافات لافونتين.