القاهرة 24 يناير 2019 الساعة 02:11 م
د. هويدا صالح
على هامش فعاليات مهرجان الشارقة للشعر الشعبي في دورته الخامسة عشر أقيم اليوم الأربعاء 23 يناير 2019 في تمام الثامنة مساء أمسية شعرية لعدد من الشعراء والشاعرات المشاركين في فعاليات المهرجان، في مسرح حديقة البطائح، انطلاقا من فلسفة تجعل من المهرجان حدثا شعبيا لا يقتصر مشاهدته فقط على المهتمين والمتخصصين في الشأن الثقافي فقط، بل حرص القائمون على المهرجان أن يتحرك إلى مناطق يرتادها الجمهور العام، رغبة منهم في أن يفيد أكبر عدد ممكن من الشعب الإماراتي من هذه الفعالية الثقافية الهامة.
وقد شارك في الندوة كل من:
الشاعر غازي المغيليث من السعودية والشاعر إبراهيم الشامي من الإمارات، ، والشاعر محمد الفاتح من السودان، والشاعر راشد العزاني من سلطنة عمان، والشاعرة ثورية القاضي من المغرب، والشاعرة قمر صبري من سورية.
بدأ الشاعر غازي المغيليث بقصيدة شعبية يغلب عليها الحس السردي القصصي عن بطل متخيل اسمه فهد حمدان، له من الأحلام والآمال ما يحلم بتحقيقها، لكن الزمن غالبا لا يعطي كل إنسان ما يريد، ثم تلاها بقصيدة برز فيها الحكمة وتضمنت فلسفة ناقدة للزمن وأفعاله في الإنسان وأحلامه، وكشف من خلالها الشاعر فلسفته في الحياة ورؤيته لها. ثم ختم مشاركته التي تفاعل معها الجمهور بقصيدة غزلية بعنوان " قريب بدو" وهو رمز للشئ البعيد على عكس معناها الظاهر، وهي غزلية تضمنت مشاعر ومعاني وجدانية حيث كانت الحبيبة رمزا تسعى الذات الشاعرة لرؤيته.
الجدير بالذكر أنم غازي المغيليث من نجوم شاعر المليون.
ثم قرأت الشاعرة المغربية ثورية القاضي قصيدتين غزليتين بالدارجة المغربية، ووعدت الجمهور أن تمكنهم من التواصل مع لغتها الدارجة ، و كشفت فيهما عن رؤيتها للعلاقة الشائكة بين الرجل والمرأة وعبرت عنها بلغة شفيفة وشجية تحتفي الجمال والوصل ولا تجعل من تلك العلاقة معركة، بل هو تواصل عذب وتكامل محبوب.
بعد ذلك تحدث الشاعر الإماراتي إبراهيم الشامي الذي ألقى قصيدة كتبها في مناسبة افتتاح قصر "الحصن" واتخذ منه رمزا لقوة الإمارات ومجدها، ومجد الشيخ زايد الذي اعتبره رمزا للدولة الإماراتية في قوتها وعزتها.
ثم قرأ "الشلة" بناء على طلب الجمهور، حيث قال بلهجته الدارجة" الإخوان يبون شلة" والشلة فن من الفنون الشعبية الأصيلة كما أنه يعد من الموروثات الثقافية التي يعتز بها الكثير، حيث تأخذك أحياناً الشلة إلى تخيل القصيدة وكلماتها المعبرة لتكون أكثر استمتاعاً وانسجاماً مع القصيدة، ولكن هناك بعض الشعراء يجدون أن الشلة قد تؤثر على جودة القصيدة والانتباه للمفردات، «البيان» استطلعت بعض آراء الشعراء حول هذا الفن وعما إذا كانوا مع أو ضد انتشار الشلة على حساب القصيدة.
ثم أكمل قراءته بقصيدة غزلية تفيض عذوبة وجمالا بمعانيها الوجدانية التي تضمنتها..
ثم تلا ذلك قراءة الشاعر الدكتور محمد الفاتح من السودان الذي بدأ كلمته بشكر صاحب السمو الشيخ سلطان بن محمد القاسمي، وانتقال بيوت الشعر في البلدان العربية المختلفة، ثم تحدث عن الشعر الشعبي في السودان، وخيم الشعر الشعبي وأثرها في دعم هذا اللون من الإبداع بما له من خصوصية ثقافية، ثم بدأ يقرأ قصائده التي ألقاها بشكل مسرحي مستخدما فيها لغة الجسد، مما جعل الجمهور متفاعلا معه بشكل كبير.
ثم قرأ الشاعر راشد العزاني من سلطنة عمان الذي اعتبر الإمارات بلده، والجدير الذكر أنه شارك في مناسبات إماراتية عديدة، وقد بدأ مشاركته بقصيدته التي ألقاها في افتتاح قصر الحصن بالإمارات، ثم تلاها بقصيدة مادحا فيها سمو الشيخ محمد بن زايد ، وبعد ذلك قرأة قصيدة غزلية بعنوان" لا نفرتيتي ولا كيلوباترا".
وأخيرا اختتمت الأمسية بالشاعرة قمر صبري الجاسم التي قرأت على الحاضرين مجموعة من القصائد الإنسانية التي تحاول أن تكتب الإنسان في لحظات الألم والأمل، لحظات الضعف والقوة، وكان الوطن سورية وما حدث له من قتل ودمار وتشتيتيغلف قصائد الشاعرة التي كانت مفعمة بالشجن والحزن والاغتراب.
وفي ختام الأمسية تم تكريم الشعراء المشاركين، ثم تلا ذلك إقامة حفل توقيع لبعض الدواوين التي صدرت عن بيت الشعر الشعبي بالشارقة.