القاهرة 15 يناير 2019 الساعة 08:09 ص
كتبت : نهاد المدني
ضمن فعاليات مهرجان المسرح العربي احتفلت الهيئة العربية للمسرح بالفائزين بمسابقتي التأليف المسرحي للكبار، والتأليف المسرحي للأطفال، وأعلن الكاتب والمخرج المسرحي غنام غنام مسئول الإعلام بالهيئة عن أسماء الفائزين من خلال المؤتمر الصحفي الذي أقيم ضمن فعاليات المهرجان العربي للمسرح .
فاز بجائز النص المسرحي للكبار في المركز الأول نص " طسم وجديس" للكاتب أيمن هشام محمد حسن " مصر" ، وفاز بالمركز الثاني نص " كفن البروكار" للجزائري محمد الأمين بن ربيع ، بينما حصل على المركز الثالث نص " المشهد الأخير في وداع السيدة" ، للسعودي إبراهيم الحارثي
أما جوائز النص المسرحي للأطفال فقد حصل نص " قمقم مارد الكتب " على المركز الأول وهو للكاتب الجزائري يوسف بعلوج ، وحصل على المركز الثاني نص " إبر ليست للتطريز " للمغربي هشام ديوان ، وحصل على المركز الثالث مكرر كل من نص " مدينة النانو " للجزائرية كبزة مباركي ، والمصري محمد كسبر
كما أعلن الإعلام في الهيئة العربية للمسرح عن أسماء لجنتي تحكيم المسابقتين وهم : بدر محارب من الكويت ، ومحمد العوني من تونس ، والأردني هزاع البراري ، في مسابقة الكبار ، وتكونت لجنة تحكيم نص الصغار من د. زهرة إبراهيم من المغرب ، وحسين على هارف من العراق ، و الكاتبة المصرية فاطمة المعدول.
ودعا غنام غنام، خلال المؤتمر، الفائزين وأعضاء لجان التحكيم للحديث لوسائل الإعلام المصرية والعربية التي تابعت المؤتمر
قال إبراهيم الحارثي الفائز بالمركز الثالث لجائزة النصوص الموجهة للكبار إن نصه استلهام من قصة سيدنا إبراهيم عليه السلام،وكيف أنه ترك زوجته وطفله الصغير بواد غير ذي زرع ومضى ، مشيرًا إلى أنه اعتمد على ما ورد من أحداث هذه القصة في الكتاب المقدس، وانطلق من القرآن الكريم .
وأشار أن فوزه بالنص فتح أمامه الآفاق وبالفعل اتفق مع مسرح العين الإماراتي على إنتاجه ومحاولة المشاركة به في أيام الشارقة 2019، وأن النص قرأه أكثر من مرة من مخرجين أردنيين ، ومغاربة، كما توقع الحارثي أن يفتح له هذا الفوز آفاقا جديدة ، مشيدًا بدور الهيئة العربية للمسرح في تقديم الكتاب العرب وإتاحة الفرصة أمام نصوصهم لأن ترى وتقرأ ،و تقدم كعروض أيضا.
أما المصري أيمن هشام الفائز بالجائزة الأولى في مسابقة النص الموجه للكبار فقال إن نصه " طسم وجديس " يعالج فكرة الانقسام والعصبية العربية المزمنة والقديمة، حتى أن بعض القبائل العربية قضت على نفسها بنفسها، مشيرا إلى سعادته بفوز نصه في المسابقة وقدم الشكر للهيئة العربية للمسرح أن أتاحت له هذه الفرصة للمشاركة والفوز.
فيما أعرب يوسف بعلوج الحاصل على المركز الأول وصاحب نص " قمقم مارد الكتب " عن سعادته بفوزه بالجائزة، وأن كتابته للطفل تؤتي ثمارها بالنسبة له، مشيرًا إلى أن هذه هي الجائزة العربية الأولى التي يحصل عليها، وأضاف إنه يغار على التراث العربي حينما يراه مستباحًا عبر الكثير من القنوات المنتجة، التي تعرضه دون مراعاة لهويته وجغرافيته، وضرب مثلا على ذلك بديزني التي تقدم الكثير من الشخصيات الشرقية مثل علاء الدين وغيره في إطار مختلف عن تراثه الحقيقي.
وأشار بعلوج إلى أن نصه الفائز هو النص الرابع له في الكتابة للطفل، وإنه حاول أن يكون متوافقًا جدا مع المحور الذي حددته الهيئة العربية للمسرح، وهو الاشتباك مع الموروث من أجل إنتاج نصوص جديدة ومتجددة .
وأعرب التونسي محمد العون عضو لجنة اتحكيم مسابقة الكبار عن سعادته بالمشاركة في لجنة التحكيم، مشيدا بالكثير من النصوص المشاركة ومشيرا إلى أن أكثر من 20 نصًا كانت تستحق المنافسة لجودتها لولا بعض المشكلات التقنية البسيطة في صناعة الدراما، وأشاد العون بالنصوص الفائزة مؤكدًا أنها تعاملت دراميا مع محور التسابق بشكل به الكثير من الجودة والاتقان، واستطاعت أن تتعامل مع التراث بشكل متعدد ومتنوع ونجحت في صناعة بنيات درامية منضبطة.
ومن لجنة تحكيم مسابقة النصوص الموجهة للأطفال أشارت الكاتبة المصرية فاطمة المعدول إلى مشاكل الكتابة للطفل التي تخضع إلى رقابة اجتماعية صارمة تريد توجيهها باستمرار من خلال معايير أخلاقية غير فنية، حيث لا يسمح المجتمع بأي مشاعر غير تقليدية، وينظر إلى ما يقدم للطفل باعتباره نوعًا من الوعظ.
وأشارت إلى أن عددا من النصوص المتقدمة كتبت بروح السرد القصصي وليس بروح المسرح الدرامي، وأضافت أنها سافرت إلى المجر وشاهدت ما يقدم هناك للأطفال فأصابها الذهول من جرأته، معلقة على ذلك بأن كاتب المسرح في بلادنا "ضهره مكسور" المطلوب منه أن يقدم مجتمعًا من الملائكة، لذلك جاء الشعور الداخلي في الأعمال التي حكمتها ضعيفا، وطالبت الهيئة العربية للمسرح بعمل ورش للكتابة المسرحية للطفل.
فيما شكرت د. زهرة إبراهيم ،من المغرب، الهيئة العربية للمسرح على أن وضعت ثقتها فيها للتحكيم في مثل هذه المسابقة ، لافتة إلى أهميتها في أن أطلعتها على الإبداع في مختلف الدول العربية .
وأضافت: يؤلمني بعد أن شاهدت كل هذا الكم من الإبداع الشبابي أن تقوم الشارقة وحدها من خلال الهيئة العربية للمسرح برعاية الفنون كلها، وقد كنت أتمنى أن تقوم بمثل هذه الأدوار أكثر من دولة عربية، حتى تتسع دائرة استيعاب كل ما يقدم من إبداع يستحق العناية والرعاية .
كما أشادت زهرة بالكثير من النصوص المتنافسة في المسابقة، خاصة الفائزة منها حيث قدمت تيمات يمكن العمل عليها لرؤية الذات ومحاولة تقريب التراث إلى التكنولوجيا ،ومنح كل ذلك للطفل
وقدم الكاتب العراقي حسين على هارف التحية للهيئة العربية للمسرح وللفائزين في المسابقة، مشيرًا إلى أن مسابقة الطفل هي المسابقة الأهم، وأن هذا التراكم من المسابقات سينتج بعد سنوات قليلة جيلًا مسرحيًا يمتلك أدواته ويعي أهدافه، مؤكدًا أن الهيئة العربية بما وضعت من معايير تحكيمية سهلت مهمة المحكمين .
وأضاف: أن مجتمعنا لايزال يتعامل مع الطفل وما يقدم له بمنطق الوصاية والتلقين، مشددًا على أن علينا تغيير هذا النمط والاعتماد أكثر على التعلم من الخطأ و على إيجاد القدوة، وعن الفائزين قال إنهم قدموا أفكارًا مبتكرة، وصاغوها دراميا بعناية فائقة.