القاهرة 15 يناير 2019 الساعة 12:37 م
علي أزحاف ـ المغرب
شيء يذكر بشيء.
قطرة نبيذ فوق معصمها قالت : شفق يمسح عين بياض النهار الهارب. قلت : رصاصة تخترق قميص محارب. كانت لمسة أدمت الذاكرة.
شيء يذكر بشيء لون عينيها دخان سيجارة. قالت : سحاب أزرق يطفو برونق. قلت : هو لون السماء بالفراغ تشدق. كان بحرا فيه الآن نغرق.
شيء يذكر بشيء. ذوبان الثلج في قعر كأسي. قالت : وحدة باردة تقطر من سقفي. قلت : رجوع نفسي إلى نفسي. كانت نظرة من عين شاردة.
شيء يذكر بشيء. ضجيج الحانة موسيقى صاخبة. قالت: عبور الوحدة نحو قلب عاشق. قلت : جسر يمتد بين صمتي وصمتك. كانت أطياف حزن عابرة.
شيء يذكر بشيء. وهج ينعكس على صفحة المرآة. قالت : صورة الذات أمامنا سافرة. قلت : انبعاث الماضي من قبر الذاكرة. كانت أحداق عمرٍ إلينا ناظرة..
شيء يذكر بشيء. ندبة أسفل الذقن في الضوء ظاهرة. قالت : جرح صغير يؤرق جفني. قلت : معابر الشوق بينك وبيني. كانت أمواج شوق غامرة.
شيء يذكر بشيء. اتكاء الكرسي على جذع المائدة. قالت : عناق حميم نهدي وصدرك. قلت : اندغام الجماد بغربة قلبك. كانت جذور أشجار في تربة يابسة.
شيء يذكر بشيء. قبلة محتشمة على الخد. قالت : قصة الخليقة من المهد إلى اللحد. قلت : وداع ينوس بين القرب والبعد. كانت يدا تلوح خلف زجاج القاطرة.
|