القاهرة 14 يناير 2019 الساعة 10:5 ص
كتب: محمد علي
أقيم مساء أمس الأحد الثالث عشر من يناير على المسرح القومي العرض الأردني "نساء بلا ملامح" للمخرج إياد شنطاوي، وذلك ضمن فعاليات الدورة الحادية عشر لمهرجان المسرح العربي.
"نساء بلا ملامح" هو نص مسرحي من ضمن أربعة نصوص قدمها الكاتب العراقي عبد الأمير شمخي، وهم "القلعة، الحاجز، الهشيم". وعلى الصعيد الأدبي يعد شمخي من الأقلام المتميزة للغاية في كتابة النصوص المسرحية، فدائمًا ما يثير أسئلة جدلية تضيف رؤية جديدة عن الإنسان والمشاكل التي تواجه، ويمتاز هذا النص على الأخص باعتماده في بنيانه السردي على الرموز والدلالات؛ مما يجعلها ضمن التجارب الأولى في الكتابة المسرحية التي تصبو نحو مستقبل أكثر حرفية وعمقا؛ على الرغم من قُدم تاريخ كتابتها والذي أشار الكاتب إلى أنه كان عام 1996.
ويشير علي عليان، -بطل العرض ومن قام بالمعالجة الدرامية- إنه كان يجد صعوبة في إيجاد نص مسرحي متماسك حتى اهتدى إلى هذا النص، والنص الأصلي لا يختص بالحديث عن القضية النسوية داخل العراق فقط، إنما يستهدف الإنسان داخل موطنه آيًا كان، إلا إنه قد أضاف إلى النص -بعيدًا عن أي تعديلات أخري- عنصر المكان الذي أراد من خلاله بالتنسيق مع مخرج العرض أن يعبرا عن الوضع الأردني الراهن وتقديم رؤية نقدية سياسة له؛ لكن لم يؤثر ذلك على الحالة العامة للعمل كونه يناقش قضية النسوية من خلال ثلاث نساء ورجل وما قد يعتريهم من أحزان وأفراح داخل القطر العربي، فالأحداث لا تتفق مع العنصر المكاني على قدر اتساقها مع التساؤلات حول القضية المقترحة.
كما يشير العمل إلى أن هذه الإشكاليات سواء كانت على الصعيد السياسي أوالاجتماعي والتي أورثت الأنظمة العربية آليات قمع الحريات وغيرها هي التي أدت الي موروث اجتماعي يقلل من شأن المرأة العربية؛ فيثير العمل القضية من منظور سياسي يضع المرأة في موضع الإنسانية وحدها وبضرورة التعامل معها على أساس المواطنة ليس إلا.
وبخلاف فحوي العرض ومدي أهمية النص الأدبي فلا ينبغي إغفال الدور الفعال الذي لعبه عليان في معالجة الأحداث والشخصيات، وتغير الحبكة الدرامية كليًا مما ساهم في بلوغ ما يطلق عليه التشويق والإثارة لمن سبق وقرأ النص الأصلي، وقيامه أيضًا بتقديم الأهازيج والمونولوجات بلغة عامية صرف دونما إخلال بالمعني، بل إنها ساهمت بشكل غير متوقع بفك رموز ودلالات العمل.
وختامًا فالعرض كان جدير حقًا بالمسرح العربي، تميز بقالب نوعي جديد يعبر عن طفرة جديدة قد تتحدد معالمها في السنوات القليلة المقبلة. والأهم من ذلك هو حديث عليان عن مدي مقدار الحرية التي ينعم بها الكاتب والفنان بالأردن وذلك لغياب أو بالأحرى عدم وجود جهاز رقابي على الفن.
والمسرحية تعد هي التجربة الثالثة للمخرج، كما أنها من إنتاج الهيئة العربية للمسرح عام 2018 وبدعم من نقابة الفنانين الأردنيين. وقام بالأداء التمثيلي رناد ثلجي، دلال فياض، اريج دبانبة، علي عليان. ولا نغفل الدور التي لعبته الموسيقى التي أعدها عبدالرازق مطرية.
جدير بالذكر أن عروض المهرجان العربي للمسرح تستمر حتى يوم الثلاثاء الخامس عشر من يناير، على أن يكون الختام في اليوم التالي بالمسرح الكبير بدار الأوبرا المصرية.