القاهرة 08 يناير 2019 الساعة 10:54 ص
حوار: سماح عبد السلام
تطرح الفنانة التشكيلية الدكتورة شيرين البارودى جملة من الأسئلة فى معرضها الجديد "ماذا بعد"، هادفة إلى أن يشاركها متلقى أعمالها التصويرية والخرفية التى جسدت بها حكاياتها الجغرافية، الإجابة كلاً حسب رؤيته وتصوراته الحياتية فى إطار سعيها لإحداث حالة من الحراك والتفاعل بين المتلقى والعمل..
* "ماذا بعد؟ عنوان معرضك الجديد بجاليرى قرطبة وفى الوقت ذاته سؤال يحمل عدة أوجة.. عن أى شئ تتساءلين؟
ماذا بعد؟. سؤال يحمل العديد من الاجابات، ففى البداية طرحت هذا التساؤل لكى أقوم بإجابته من خلال أعمالى التصويرية، ماذا بعد .. بعد كل ما سبق من بحث وتجريب حول مفهوم الجغرافيا ( البشرية، الخرائط) وعلاقة الإنسان بالوطن، التعمق أكثر فى تجربتى الفنية والبحث فى العلاقة بين الموجودات على الأرض، من هنا كانت الإجابة من خلال أعمال معرضى، ظهرت العناصر الصغيرة التى تواجدت داخل الخريطة وكانت اقرب للتفاصيل الدقيقة وأصبحت هى البطل الرئيسى فى اللوحة. كذلك طرحت التساؤل على الجمهور ليتفاعل ويشاركنى فى الإجابة كلا حسب خبراته الثقافية والحياتية.
* نفذت أعمال معرضك باللوحات والخزف. فلماذا هذا المزج..؟
الجمع بين التصوير والخزف جاء عندما أردت ان أمسك بعناصرى التصويرية بيدى، لأشعر بقربها منى فتجسدت ذات صلة قوية بأعمالى التصويرية وأسلوبى الفنى، وفى العرض شاهدنا ان هناك حالة حوار بين الأعمال التصويرية و القطع الخزفية.
* ولكن كيف وجدت تجربة التعامل مع الخزف؟
الخزف بالنسبة لى ليس بجديد فقد قمت بممارسته والتعامل معه طوال سنوات الدراسة بكلية التربية الفنية ثم درست دبلومة خزف عام 2004، ولى تجارب عديدة لم تُعرض بعد. وكأننى كنت أنتظر ان أقدم رؤية جديدة للخزف ترتبط بأعمالى كمصوره، من هنا كانت تجربتى بالخزف غير تقليدية وتحولت عناصرى لمنحوتات خزفية، تم الرسم عليها كما هو أسلوبى فى التصوير فكانت أكثر خصوصية وتميز، استفادت من أشكال العناصر الموجودة بداخل اللوحات وتشكيلها لكتل خزفية معاصرة. بالنسبة للجغرافيا استفدت من علم الجغرافيا بشكل عام وعلم الخرائط بشكل خاص، اذ أن الخرائط لها دور هام فى وصف وتحديد ملامح الدول، وأعمالى تصف ملامح الشخصيات وحدودهم داخل إطار الخريطة التصويرية.
* لك دور هام ومعترف به فى التعامل مع الخريطة وأسرارها.. فهل لك أن تكشفى لنا عن أبعاد هذه التجربة؟
أعمل بخطوط ومساحات داخل المسطح التصويرى مما جعل اسلوبى مميز ومختلف لخلق مساحة جديدة للتعبير عن عالمى الخاص بمفرداته البصرية. فمنذ عام 2009 وانا أعمل على مفهوم الخرائط والصور التى التقطها بالطائرة لأبتكار خرائط بشرية وحكايات جغرافية. لقد عمل العديد من الفنانين فى بمختلف دول العالم على نفس المفهوم ولكن كل فنان ببصمته وأسلوبه وفلسفته وإمكاناته التصويرية والتقنية
* نلحظ طمس لبعض ملامح شخصيات المعرض.. فما فلسفة ذلك الإخفاء؟
شخصياتى أقرب التعبيرية التجريدية، فأحيانا تظهر الملامح بقوة تعبيرية وأحيانا تختفى لإتاحة الفرصة للمتذوق إذا تخيل هذه الملامح وكل منا يضفى من ثقافته وخبراته ليكون تلك الملامح بعقله كنوع من التحفيز على التفكير. فإخفاء الملامح يضفى غموضاً على العمل فلا تأتى صريحة مباشرة.
* الحيوان بطل أساسى بالمعرض.. فما السبب؟
الحيوان فى أعمالى يُعد بطل فى هذه المرحلة، نظراً لكونه أحد الموجودات التى تعيش معنا على هذا الكوكب ونحن نتعامل معها كلا بثقافته، فمن يهتم بها ومن لا يكترث، كذلك يرجع الحيوان كمصدر هام بأعمالى إلى ما هو موجود فى الفن المصرى القديم. حيث قدس الحيوان لما له من أهميه ولعل أبرز الخصائص المميزة للآلهة المصرية كانت رؤوس الطيور والحيوانات واستخدامه كرمز للعديد من المفاهيم، فاعتقدوا أن الآلهة يمكن أن تتجسد فى هيئة الفصائل المقدسة من الحيوانات، وأن العلاقة المتوازنة بين الإنسان والحيوان تشكل عنصر أساسى فى النظام الكونى.