القاهرة 01 يناير 2019 الساعة 11:27 ص
ترجمة وإعداد: محمد زين العابدين
ابتكار أقرب قلب صناعي للقلب الطبيعي ، وشريحة دقيقة تشفي الجروح بلمسة سحرية !
في برهان على أن الباحثين الطبيين لهم قلوب رحيمة أيضاً، قام فريق علمي بالمعهد الفيدرالي السويسري للتكنولوجيا بزيورخ باستخدام سيليكون مرن، وطابعة ثلاثية الأبعاد لابتكار أكثر القلوب الصناعية محاكاة للقلب البشري الطبيعي حتى الآن. لقد مضى ستون عاماً منذ أن تم تزويد مريض قلب بأول أجهزة ضبط نبضات القلب، وخمسون عاماً على أولى عمليات زراعة القلب؛ لذا فإنه بالرغم من أن هذه العمليات تعتبر الآن روتينية تقريباً، فإن التقنيات المستعملة فيها لا زالت تحبو.
وفي الوقت الحالي يتم تزويد مرضى القلب الذين ينتظرون الفرصة لإجراء عملية لزراعة القلب، بقلوب صناعية مزودة بمضخات ميكانيكية، والتي يمكن نجاحها أو فشلها، كما أن من مساوئها أنها تترك المريض بدون نبض طبيعي، وهو ما يمكن أن يؤثر على الوظائف الجسمانية الأخرى، بينما القلب الصناعي الجديد -في المقابل- يستبدل المضخة الميكانيكية بغرفة إضافية يتم نفخها وتفريغها بواسطة الهواء المضغوط، وهو ما يحاكي تقلصات عضلة القلب، ويعمل على توليد نبض حقيقي.
ويقول الباحث نيكولاس كورس"هدفنا هو تطوير قلب صناعي له تقريباً نفس حجم قلب المريض، ويحاكي القلب البشري الطبيعي إلى أكبر قدر ممكن"، وقد ثبت أن القلب الذي طوره "كورس" وفريقه يعمل بكفاءة، وكان هذا ببساطة اختباراً لمدى جدواه، ويضيف "كورس": لم يكن هدفنا هو تحضير قلب جاهز للزراعة، بل التفكير في اتجاه جديد لتطوير القلوب الصناعية.
وجديرٌ بالذكر أن هناك حوالي 5 آلاف عملية لزراعة القلب تجرى سنوياً, تستغرق العملية الجراحية لزراعة القلب ما بين 4-10 ساعات، ومتوسط الحياة المتوقع عقب إجراء زراعة القلب هو 9-16 سنة, وأطول فترة عاشها مريض عقب إجرائه لعملية زراعة القلب كانت لجون ماكفرتي، والذي عاش لمدة 33 عاماً بعد إجرائه للعملية، وحسب توصيات الجمعية الدولية لزراعة القلب والرئة، فإن أقصى عمر مسموح بإجراء العملية فيه هو 70 عاماً.
شريحة"النانو" يمكنها شفاء الجروح بلمسة واحدة :
صمم الباحثون بجامعة "أوهايو" جهازاً ضئيل الحجم يعمل على إعادة برمجة جينات خلايا الجلد، ومن المأمول أن يصبح بالإمكان استخدامه في إصلاح الأنسجة المصابة بجروح، بما في ذلك الأعضاء والأوعية الدموية والخلايا العصبية, يطلق على التقنية الجديدة (تقنية النانو لدمج الحمض النووي المعزول في خلايا النسيج)، ويستخدم فيها جهاز صغير في حجم العملة المعدنية، يوضع على بشرة المريض، ثم يتم إطلاق شحنة كهربية صغيرة في الجهاز مما يعمل على إنتاج حزمة من الجينات المهندسة وراثياً خصيصا لخلايا الجلد المستهدفة وتحويلها إلى أنواع مختلفة من الخلايا بالكامل.
ويشير د.شاندان سين، أحد أعضاء الفريق البحثي الذي صمم الجهاز إلى أنه من خلال هذه التقنية يمكن تحويل خلايا الجلد إلى عناصر مكونة لأى عضو بلمسة واحد فقط، حيث تستغرق العملية أقل من الثانية دون أى تدخل، وبمجرد إتمامها يتم إزالة الشريحة الدقيقة جداً، لتبدأ عملية إعادة برمجة الخلايا، ويؤكد أن هذه التقنية تحافظ على خلايا الجسم تحت المراقبة المناعية، وفي إحدى التجارب نجح الفريق البحثي في إعادة برمجة خلايا الجلد لتحل محل الأوعية الدموية في فأر تجارب ساقه مصابة بجروح خطيرة، وبعد مرور أسبوع واحد فقط على العملية بدأت الأوعية الدموية النشطة في النمو بساق الفأر المصابة، وبنهاية الأسبوع التالي كانت ساقه قد شفيت تماماً.
وفي تجربة أخرى تم استخدام الشريحة الدقيقة لإنتاج خلايا عصبية تم حقنها بعد ذلك في فأر لمساعدته على التعافي من الإصابات بمخه، والناجمة عن تعرضه للسكتة الدماغية، وتبدأ التجارب الإكلينيكية على البشر خلال العام القادم بإذن الله.
* المصدر: مجلة ((very interesting الإنجليزية - عدد 25 مايو 2018 .