القاهرة 25 ديسمبر 2018 الساعة 02:47 م
ترجمة وإعداد: محمد زين العابدين
جسم الإنسان هو عالم معقد مليء بالألغاز والأسرار التي تدل على عظمة صنع الخالق العظيم لكل خلية وعضو وجهاز من أجهزة الجسم التي تعمل وفق أداء منظم بشكل دقيق جداً, وفيما يلي نستكشف معاً بعض الأسرار البسيطة والمدهشة عن جسم الإنسان ..
لماذا يشعر بعض الأشخاص بعلو الأصوات أكثر من غيرهم؟
تعرف هذه الحالة بفرط الحساسية للصوت، أو(Hyperacusis)،وهي حالة تنتج عن الطريقة التي يعالج بها مركز المعالجة السمعية المركزية في الدماغ الضوضاء.
تخيل أن صوت قرقشة خبز التوست يصبح لدى بعض الأشخاص في نفس درجة علو صوت طلقة الرصاص،أو أن صوت مياه الدش الجارية تحدث لديهم صوتاً مشابهاً لضخامة صوت الشلال.
هذا هو ما يشعر به الأشخاص المصابون بحالة فرط الحساسية للصوت؛ فالأصوات البسيطة تسبب لهم ألماً في آذانهم، وشعوراً بعدم الارتياح، بل وحتى الجزع.
وبالرغم من أنها حالة نادرة، حيث تصيب واحد تقريباً من بين 50 ألف شخص، فهناك عوامل تدفع إلى زيادة حدوثها مثل التعرض المفاجيء للأصوات الصاخبة، كأصوات الألعاب النارية، وحتى التعرض لفترات طويلة للأصوات العالية في بيئة العمل، وكذلك التعرض لإصابات الرأس، والإصابة بمرض"لايم"Lyme، وهو مرض إلتهابي يتميز في البداية بالطفح الجلدي والصداع والحمى والقشعريرة، ثم لاحقًا بالتهاب المفاصل والاضطرابات العصبية والقلبية الناتجة عن البكتيريا التي تنتقل عن طريق القراد.
ولا يوجد علاج حاسم لحالة فرط الحساسية للصوت، ويتضمن العلاج المتاح تقديم الاستشارات الطبية والعلاج الصوتي، ويهدف لإعادة تدريب مركز معالجة السمع في الدماغ، وذلك للمساعدة في تقليل الحساسية للأصوات.
وتختلف حالة فرط الحساسية للأصوات عن حالة أخرى تعرف بحالة كراهية بعض الأصوات (Misophonia) فبينما يعتبر فرط الحساسية للأصوات حالة فيسيولوجية، فإن كراهية بعض الأصوات تعتبر حالة سيكولوجية، حيث يكره الشخص أصواتاً محددة مثل صوت المضغ أو لعق الإصبع أو النقر به، لدرجة الوصول إلى حالة من الضيق أو الغضب وليس أكثر من ذلك.
لماذا يكون وزنك أقل في الصباح؟
الإجابة ببساطة لأنك على قيد الحياة! فالتفاعلات الكيميائية التي تدعم نشاطك الجسماني تحتاج دائماً للطاقة، وحتى أثناء نومك وتوقفك عن الأكل، تستمر عمليات التمثيل الغذائي في تحويل جزيئات الجلوكوز إلى ثاني أكسيد الكربون, والماء والهواء الذي تخرجه في الزفير يحتوي على ثاني أكسيد الكربون بنسبة 4 % من تركيبه، ويكون مشبعاً ببخار الماء، فخلال كل ثمانية ساعات من النوم المثالي يقوم جسمك بإخراج كمية من هواء الزفير تقدر ب 2.100 لتراً وتحتوي على 27 جرام من الماء، و 84 لتراً من ثاني أكسيد الكربون.
يزن الكربون الموجود في ثاني أكسيد الكربون 42 جراماً، في حين أن فقد 69 جراماً من الكربون أثناء الليل لا يبدو مقداراً كبيراً، وكل هذه المخرجات تحدث نقصاً طفيفاً في الوزن، بالإضافة إلى أنك تفقد من وزنك بعض الجرامات بسبب إفرازات العرق واللعاب الذي يسيل على وسادة نومك، ومن رقائق الجلد المبسوطة على الشراشف، ولهذا تحتاج إلى تغيير فراشك.
ما هي الخلايا الأطول عمرا في جسم الإنسان؟
في المتوسط يتم تجديد خلايا الجسم واستبدالها طبيعياً كل عشرة أعوام, لكن هذا الرقم يخفي تبايناً كبيراً في عمر الخلايا بأعضاء الجسم المختلفة، فالخلايا النيتروفيلية (وهى نوع من خلايا الدم البيضاء) ربما تستمر ليومين فقط، بينما الخلايا الموجودة في منتصف عدسات عينيك تعيش معك طوال عمرك، ومن المحتمل أيضاً أن تكون خلايا دماغك أطول عمراً من حياتك نفسها.
في عام 2013 قام الباحثون بزراعة خلايا عصبية مأخوذة من فأر كبير العمر في أدمغة فئران أكبر عمراً، فوجدوا أن الخلايا ظلت تتمتع بصحة جيدة طوال عمر الفئران، وبصفة عامة قدرت أعمار خلايا الجسم المختلفة كالتالي: الأطول عمراً هى خلايا المخ، ويمكنها أن تعيش لأكثر من 200 عاماً، يليها خلايا عدسة العين، وهى تعيش مع الإنسان أيضاً طوال عمره، ثم خلايا البيض،وهى تعيش حتى 50 عاماً، وخلايا عضلة القلب تعيش 40 عاماً، خلايا الأمعاء (فيما عدا خلايا بطانتها) تعيش 15.9 عاماً، خلايا عضلات الهيكل العظمي تعيش 15.1 عاماً، الخلايا الدهنية تعيش 8 أعوام، الخلايا الجذعية المكونة للدم تعيش 5 سنوات، خلايا الكبد تعيش من 10-16 شهراً، وأخيراً خلايا البنكرياس تعيش عاماً واحداً.
لماذا يجعل الطعام الحار أنوفنا تسيل؟
المركبات الحارة أو الحريفة في الأساس تنتجها النباتات لتنفير الحيوانات أو بمعنى أصح لإبعادها عن أكلها، وقد طورتها النباتات لتصبح مثيرة للتهيج للأغشية المخاطية للثدييات، ومزعجة للحيوانات إلى أقصى حد ممكن.
وفي الواقع لا تسبب مادة "الكابسيكين" في الفلفل الحار تلفاً للأنسجة، ولكنها تدفع المستقبلات العصبية -التي تستكشف الحرارة بشكل طبيعي- وتخدع الأنف لإنتاج مخاط إضافي لحماية الجيوب الأنفية.
*المصدر: مجلة ((very interesting الإنجليزية - عدد 25 مايو 2018 .