القاهرة 20 نوفمبر 2018 الساعة 10:01 ص
حوار: سماح عبد السلام
فى معرضة الأخير "نبض الألوان"، والذى استضافه جاليرى جرانت يقدم التشكيلى وائل حمدان رؤية بصرية للقاهرة الخديوية عن وعى ودراسة, من منظور إنسان نشأ وسط هذه العمارة وقرأ تفاصيلها بمكتبة والده، بل توسعت مخيلته من كتابات عمه الدكتور جمال حمدان صاحب موسوعة "شخصية مصر"، لم يقتصر المعرض على هذا العنصر فحسب بل حرص حمدان على تنوع الثيمات به, فرسم المولوية والريف والصيادين وغيرها من الموضوعات، إذ يرى أن هذا التنوع يشكل ثرءاً للعرض..
* عنونت معرضك الجديد بـ"نبض الألوان" كيف استشعرت نبض تكوينات اللون لخلق جماليات فنية تتفق مع طبيعة الخامة؟
عندما يكون الموضوع متنوع لا بد من اختيار عنوان شائع، مجاميع الألوان التى أعمل بها مختلفة وممكن تكون جديدة عن معرضى السابق إذا أن غالبية الألوان هنا أكريلك, أحاول أن أجعل بكل لوحة حالة ونبض مختلف ومن ثم كان العنوان "نبض الألوان", كما استخدمت ألواناً باردة ودافئة, فى معرض "فيسبا" كانت الألوان من نفس ثيمة الموضوع، وكذلك الحال مع معرض "أماكن ووجوه" العام الماضى.
* لماذا كان موضوع المعرض عام دون تحديد مجموعة أو ثيمة واحدة للعمل عليها؟
كنت أعمل على موضوع القاهرة الإسلامية، المنظر الطبيعى وكأنه من منظور عين الطائر, ولكن عندما تحدثت مع الجاليرى طلب تنوعاً فى الموضوع, ومن خلال معارضى السابقة استشعرت أن التنوع يكون له رد فعل إيجابى لدى المتلقى والمقتنى, رغم أن فى معرض "فسيبا" كانت ثيمة واحدة نجحت كفكرة, أعتقد أن التنوع يرضى غرور الفنان باعتباره يمتلك القدرة على العمل بعدة خامات.
* رغم تنوع ثيمات المعرض إلا أن غالبية الأعمال تناولت القاهرة الإسلامية.. فما الذى دفعك لذلك؟
القاهرة الإسلامية مفردة فنية غنية بالتعبير, شاهدت هذا الموضوع فى معارض كثيرة سواء قديمة أو حديثة لأنها جزء من الحياة اليومية التى نعيشها, ولكن معظم هذا التناول يرصدها بشكل أكاديمى أو بطريقة تجريدية, القاهرة الإسلامية تجسيد لحقبات تاريخية عديدة بها تنوع كبير من العمارة، تربيت على رؤية هذا الجمال منذ طفوليتى حيث نشأت فى منطقة وسط البلد وتأملت هذه المعالم باستمرار, فضلاً عن والدى كان أديب وتلميذ عباس العقاد، فكان لديه مكتبة عامرة بكتب مصورة عن القاهرة الخديوية, وعمى جمال حمدان صاحب شخصية مصر وهو بالمناسبة كان يرسم وله بوتريهات تم نشرها بمجلة الهلال تقترب من المدارس الأوروبية مثل اتجاه ماتيس، ومن ثم فقد تأثرت بهما.
* كيف تواجه المسطح الأبيض؟
أحياناً يكون لدى فكر مسبق عن العمل الذى سأرسمه, نفترض أننى سأرسم موضوعا عن النوبة بالتالى سأحدد العناصر التى أعمل عليها, بالفعل سافرت النوبة عشرة أيام وأصبح لدى مخزون بصرى جسدته على اللوحة. يأتى بعد ذلك خطة اللون, أحياناً أخرى لا يكون لدى فكرة محددة ولكنى أحاول العمل وهذا يتحقق فى بعض الخامات مثل الزيت، فضلاً عن تزايد خبرات التعامل مع سطح اللوحة تساهم فى سهولة الموضوع ومنح خبرات أكثر, أحب التشخيص أو البورترية الذى يكون خلفه حكاية وخاصة إذا كانت حالة مليئة بالشجن, وقد جسدت ذلك فى رسوم النوبة بصورة كبيرة.
* نجحت فى توظيف الألوان المائية على سطح اللوحة رغم صعوبة هذا الوسيط.. فهل تتحدى الخامة؟
صعوبة الخامة تجعل الفنان يتحداها أحياناً, هذه خامة ليس بها تعديل بمجرد وضع الفرشاة على السطح، ولكن يمكن تخفيفها فقط، هناك مدارس عديدة لاستخدام الألوان المائية أكثرها صعوبة هو البقع اللونية هنا كان يكمن التحدى فى آلية توظيف هذا الوسيط فى العمل دون أن يحدث نشاز فى اللوحة, أحاول أن أنهى اللوحة فى جلسة واحدة عكس اللوحة الزيتية أو الأكريليك ربما تستمر شهور وتكون خاضعة للعمل والتعديل وإعادة البناء.
* أقمت خلال الثلاث سنوات الأخيرة عدة معارض، فهل كثرة معارضك نوع من التعويض نظراً لابتعادك عن الحركة التشكيلية لمدة عقدين؟
نعم بالفعل هى نوع من التعويض, بعد تخرجى شاركت فى معارض جماعية لمدة عام، ثم سافرت لدول الخليج عملت بمجال الدعاية والإعلان، و خلال تواجدى بالخارج كنت أشارك بمعارض جماعية خاصة بالجالية المصرية، أو الاتحاد الأفريقى وجمعية الفنون التشكيلية بالكويت, ولكنها كانت معارض اليوم الواحد, بعد عودتى واستقرارى بمصر قررت تكثيف عروضى. فالفن التشكيلى هو حلمى الأساسى, تفرغت له هذه الفترة أرسم يومياً حتى لو اسكتشات أو أعمالاً لن ترى النور.