القاهرة 13 نوفمبر 2018 الساعة 01:08 م
حاورت : إنجي عبد المنعم
التقت "مصر المحروسة" الفنان الدكتور محمد واصف، مساعد عميد كلية الفنون الجميلة في الجامعة الأردنية، والمدرس بقسم الموسيقى بمناسبة "مهرجان ومؤتمر الموسيقى العربية الـ 27".. وقد أكد أن الموسيقى العربية بهويتها وأسلوبها المتفرد هي موسيقى عالمية في حد ذاتها.. وكان الحوار التالي:
• ماذا عن مشاركتك في دورة هذا العام؟
تعتبر هذه هي المشاركة الأولى لي، في مؤتمر الموسيقى العربية بمناقشة بحث بعنوان "دور وسائل النشر التكنولوجي في نشر وتوثيق الموروث الغنائي العربي وأثر ذلك على تدريس النظريات الموسيقية العربية".
• كونك متابع للمهرجان الموسيقي على مدار دوراته السابقة .. ما رأيك بالنشرات التي تقدم يوميا خلال أيام المهرجان؟
أذكر منذ مشاركة أساتذتنا الكبار بدءا من الدورة الثانية عام 1991 كانوا ينقلون لنا القضايا والأمور التي يتم التبحث فيها خلال المؤتمر، وما يقدم من معلومات ثرية عن الموسيقى العربية والأجنبية، وأؤكد على أن نشرات المهرجان المكتوبة هي مرجع مهم لأي باحث.
• ما رأيك بالدعاية الإعلامية للمهرجان؟
إعلاميا المهرجان والمؤتمر منذ أيام الدكتورة رتيبة حفني وصولا إلى جيهان مرسي، حقق نجاحا ملموسا من قبل الموسيقيين والملحنين بالعالم أجمع، فهو يصل إلى الموسيقي الباحث المتخصص، ولكن أذكر الأهم إعلاميا أن يصل إلى المتلقي العادي الغير متخصص إن كان هاوي موسيقى أو العامي بكافة شرائح المجتمع بدءا من السياسي حتى البسيط الأمي، حتى يصير فعل الموسيقى أقوى وأكبر ويكون قادرا على إحداث رد فعل إيجابي في المجتمع.
ومن خلال حوارنا أناشد وأوصي بعرض ومناقشة هذه القضية في الدورة المقبلة.
• ما الجديد الذي قدمه المؤتمر هذا العام؟
رغم حضوري ومشاركتي الأولى، لكن من خلال متابعتي الدائمة للمؤتمر لم أجد أي جديد، للأسف هناك فجوة كبيرة بين القائمين على المؤتمر، ليس فقط في التنظيم أو وضع المحاور، ولكن أيضا في المشاركة مع جيل الشباب الآن، لابد لنا أن لا نغفل إننا في الألفية الثالثة في الوقت الراهن، بالتالي لا يحق أن نتهم جيل الشباب بالسطحية وعدم التجدد والتطوير.
• هناك من يدخل على الموسيقى العربية البوليفونية والهارمونية اعتقادا منهم للوصول إلى العالمية.. ما وجهة نظرك؟
الموسيقى العربية لها سماتها وخصوصيتها وشخصيتها الخاصة، لا تحتاج إلى البوليفونية، والهارمونية، والكونكريت، هي في شخصيتها الموليدية وفي مقامتها المتعددة حملت طابع جعلها تخرج خارج الأفق العربي، بالتالي لابد أن نحافظ على هذا الطابع، وأن يحمل الجيل الجديد هذه الصفة والسمة والشخصية للخارج.
• هل في هذه الدوة هناك مصطلحات أو مسميات.. فيها جدل مثل العالمية.. وما هي الموسيقى العالمية؟
ليست فقط موسيقى الغرب التي تتسم بالعالمية، فالموسيقى العربية عالمية أيضا، ويرجع ذلك إلى الانفتاح على الموسيقات الأخرى، منها: الدوديك فونيا – Dodic Fonia، والموسيقى الخفيفة – Light Music، وظهرت في أمريكا اللاتينية.
لابد أن نخرج من بوتقة الحديث عن الموسيقى العربية بإنها ضعيفة أمام الموسيقى الغربية، لكنها تحتاج إلى دعم الخطوط اللحنية بأي خطوط أخرى مساندة تحت أي مسمى إذا كان ذلك يخدم الميلودي الذي يقدمه للمتلقي.
• ماذا عن الحالة التي وصلت إليها الموسيقى العربية؟
قضيتنا ومشكلتنا في الاستماع، لابد أن الجيل الحالي يسمع موسيقانا العربية حتى توصله ويكون قادرا على أن يحملها خارج حدودنا أو يوصلها لخارج الحدود من خلال وسائل النشر التكنولوجي، لا أهتم بالموسيقى الجديدة، فلها جيل خاص بها، لكن كل ما يشغلني كيف أؤثر في هذا الجيل وأعيده إلى الفرح الذي يتسم به الموسيقى العربية الحقيقية، أما الأغاني الجديدة والضجيج الموجود حاليا فيجب أن نفكر كيف يمكننا أن نتحول بهذا الضجيج إلى الضجيج المنظم، كما أننا كجيل الوسط لم نفكر بإن نكبح جماح الشباب بالعكس فهم لهم طاقاتهم المهمة، وهذا عصرهم وأدواته.
• هل هناك فرق بين الموسيقى الأردنية والمصرية؟
ليس هناك فرق، فالموسيقى العربية واحدة، لكن الحراك الموسيقي في مصر غني، وقوي، وله مساحات وفضاءات متاحة أكبر أمام الموسيقي والعازف والكودنكتر والمايسترو، أما الأردن فحالتها الموسيقية أضيق.
للأسف الموسيقى في أغلب البلدان العربية للترف، ومن هنا يأتي الصدام في الواقع التمويلي.
وكذلك الخلط بين الفن والأخلاق والدين، فالموسيقى ما هي إلا تحقيق إسعاد وإخراج الناس من البؤس السياسي والاجتماعي والضجيج المحيط بهم .. ففي بعض الأمور بالأردن تضيق الدائرة، والأفق لم يتفتح للاهتمام بالموسيقى، والحراك ضعيف فلا توجد أوبرا إلى وقتنا الحالي، فالموسيقى بالأردن لخدمة المناسبات الرسمية، الموسيقى مسيرة، لم تكن موسيقى للموسيقى، مم يجعل الموسيقي مقيد ويكتفي بالبحث فقط.
• ما الرسالة التي توجها للفنانين بالأردن والوطن العربي؟
عدم الحصر والتضييق في قضية العالمية، باستخدام البوليفونية والهارمونية، فالموسيقى العربية لها خصوصيتها، وأؤكد أن لابد أنت يقدموا موسيقى لأجل الموسيقى، متمنيا أن تصل أعمالنا بكل سهولة لأبناءنا "الجيل الثالث."
• من حديثنا معك وجدناك تؤكد أن الموسيقى العربية لم يكن لها رسالة سوى تقديم فن للفن؟
بالطبع هناك رسالة بالأساس، وهي تقديم موسيقى للاستمتاع وتقديم مساحات للخروج من الضجيج المحيط "فن للفن"، لكن هناك أعمال موسيقية الكلمة فيها مهمة، كما أن الفن يقدم رسائل أسرع للتعبير عن قضية ما سياسية أو اجتماعية أو دينية أو تنموية يتم معالجتها بالموسيقى.
• هل هناك رسالة توجهها للقائمين على المهرجان؟
توحيد قضية البحث، ونلتفت بالدورات القادمة لقضايا الشباب، وإلا نغفل أننا بالألفية الثالثة نركز أكثر على أدوات ووسائل هذه الألفية حتى نصل لهذا الجيل، ومن ثم موسيقانا بسماتها وشخصيتها إن كانت بعيدة عن البوليفونية، أو البوليفونية تصل للآخر.
• ما رأيك في مصر كبلد عربي؟
هي الحضن الدافئ في كافة المجالات، وفي الموسيقى خاصة، كما إنها وجهة للعرب كلهم، وبها حراك موسيقي واسع ومهم بأكاديمياتها واستديوهاتها وكذلك الأوبرا ووزارة الثقافة.
وأذكر أن مصر سياسيا واجتماعيا ودينيا قريبة من كل عربي، بكل تفاصيل الحياة السائدة عند العامي البسيط قبل الأكاديمي.
• حدثنا عن تجاربك وكتاباتك؟
أنا ملحن ومؤلف موسيقي، لدي العديد من الأغاني بالأردن، والأوبريتات بالتحديد (أعمال درامية ورسمية)، وأعمال موسيقية تصويرية لبعض المسلسلات والمسرحيات والمطربين، منهم: متعب السجار، غادة عباس، ديانا كاروزون، عمر عبد الله، أمل شبله.
ومن الأغاني: عاش عبد الله، ارجع حبيبي بالوصل، شوقي عمان، أوبريت وجه الخير، وأوبريت سنابل.
كما شاركت بالعديد من المهرجانات في الوطن العربي وأوربا وشرق آسيا، وقدمت أوراق بحثية في العديد من المؤتمرات والملتقيات بعمان وتركيا وفلسطين ولبنان.
وكنت قائدا لفرقة كورال جامعة الأردن لمدة عشر سنوات.